السفير اليمني يبحث مع رئيس جامعة الأزهر تعزيز التعاون    استقرار سعر الذهب وارتفاع سابق بقيمة 30 جنيهًا    توريد 202 ألف و129 طنا من القمح إلى صوامع كفر الشيخ    انطلاق الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني    عاجل| السيسي ونظيره الصيني يشهدان مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات    أردوغان: روح الأمم المتحدة ماتت في غزة    وزير خارجية النرويج: كنا نتطلع على مدار عقود للاعتراف بالدولة الفلسطينية (فيديو)    شوبير: صلاح يريد المشاركة في أولمبياد باريس    بغداد بونجاح ينضم لصفوف الأهلي.. شوبير يكشف الحقيقة    مصرع شخص إثر حادث انقلاب موتوسيكل في الشرقية    "تعليم الجيزة" يكرم أعضاء المتابعة الفنية والتوجيهات وأعضاء القوافل المركزية    حريق يتسبب في تفحم محتويات شقة سكنية في منطقة الحوامدية    تأجيل محاكمة 5 متهمين بخطف شاب في التجمع    ضبط 10 آلاف عبوة سجائر مستوردة داخل مخزن غير مرخص بطنطا    الإمارات وكوريا الجنوبية توقعان رسميا على اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتوسيع العلاقات التجارية    جيش مصر قادر    بالأسماء.. ننشر نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بمحافظة الوادي الجديد    حلم «عبدالناصر» الذى حققه «السيسى»    «التعليم» تحقق في مزاعم تداول امتحانات الدبلومات الفنية 2024    3 فنانات يعلن خبر ارتباطهن في شهر مايو.. مي سليم آخرهن    تعرف على جدول قوافل «حياة كريمة» الطبية في البحر الأحمر خلال يونيو    أسعار العملات العربية مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الأربعاء    مصر للطيران تسير اليوم أولى رحلات الجسر الجوى لنقل حجاج بيت الله الحرام    رودريجو يرد على تكهنات رحيله عن ريال مدريد في الصيف    ماجواير يستعد لمحادثات حاسمة مع مانشستر يونايتد    وزير الإسكان يبحث وضع خطة عاجلة لتعظيم دور الهيئة العامة للتنمية السياحية    إدعى إصدار شهادات مُعتمدة.. «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا في الإسكندرية    رئيس جامعة حلوان يتفقد كلية التربية الرياضية بالهرم    وزيرة الهجرة تستقبل أحد أبناء الجالية المصرية في كندا    لجنة القيد تحت التمرين.. بداية مشوار النجومية في عالم الصحافة    صادرات الملابس الجاهزة ترتفع 23% أول 4 شهر من 2024    ضبط سلع غذائية منتهية الصلاحية بالفيوم    الخارجية: مصر تلعب دورًا فاعلًا في عمليات حفظ السلام    فرقة aespa ترد على رسائل شركة HYPE للتخلص منها    مصطفى كامل يهنئ الدكتور رضا بدير لحصوله على جائزة الدولة التقديرية    رئيس جهاز 6 أكتوبر يتابع سير العمل بمحطة مياه الشرب وتوسعاتها    «السبكي» يستقبل رئيس «صحة النواب» في زيارة تفقدية لمستشفى شرم الشيخ الدولي    جامعة القاهرة: قرار بتعيين وكيل جديد لطب القاهرة والتأكيد على ضرورة زيادة القوافل الطبية    60% للشركة و25% للصيدلية، شعبة الأدوية تكشف حجم الاستفادة من زيادة أسعار الدواء    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 29 مايو 2024: تحذير ل«الأسد» ومكاسب ل«الجدي»    بعد ترميمه.. "الأعلى للآثار" يفتتح مسجد الطنبغا الماريداني بالدرب الأحمر    توضيح حكومي بشأن تحويل الدعم السلعي إلى نقدي    وزارة الصحة تكشف المضاعفات الخطرة للولادات القيصرية غير المبررة.. انفوجراف    أفضل دعاء الرزق وقضاء الديون.. اللهم ارزقني حلالًا طيبًا    الخارجية الروسية تعلق على تصريح رئيس الدبلوماسية الأوروبية حول شرعية ضرب أراضيها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-5-2024    صلاة الفجر من مسجد الكبير المتعال فى بورسعيد.. فيديو وصور    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «أشعر بالفخر وشكرًا لوزارة الثقافة»    حج 2024| ما الفرق بين نيابة الرجل ونيابة المرأة في الحج؟    حج 2024| هل يجوز حلق المحرِم لنفسه أو لغيره بعد انتهاء المناسك؟    «شمتانين فيه عشان مش بيلعب في الأهلي أو الزمالك»..أحمد عيد تعليقا على أزمة رمضان صبحي    نصف شهر.. تعرف على الأجازات الرسمية خلال يونيو المقبل    واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في دعمنا العسكري لإسرائيل    بلاتر: كل دول العالم كانت سعيدة بتواجدي في رئاسة فيفا    حسين حمودة: سعيد بالفوز بجائزة الدولة التقديرية في الأدب لاتسامها بالنزاهة    المدير التنفيذي للأهلي: الخطيب لم ينفذ البرنامج الطبي الخاصة به بسبب نهائي إفريقيا    رئيس رابطة الأنديةل قصواء: استكمال دوري كورونا تسبب في عدم انتظام مواعيد الدوري المصري حتى الآن    أحمد دياب: فوز الأهلى والزمالك بالبطولات الأفريقية سيعود بالخير على المنتخب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماجد عطية يكتب:المجلس الأعلى للآثار يحتفل بسفاح الأقباط دقلديانوس !
نشر في الدستور الأصلي يوم 07 - 09 - 2010

في 3 أعوام فقط قتل الإمبراطور دقلديانوس 5.1 مليون مصري آخرهم البطريرك بطرس خاتم الشهداء
يدرس مجلس الآثار نقل تمثال دقلديانوس إلي ساحة عامود السواري مع أن العامود تم إهداؤه إلي الإمبراطور قسطنطين
ماجد عطية
إلي من أتوجه بالكلام.. إلي فاروق حسني - وزير ثقافة مصر رئيس المجلس الأعلي للآثار -.. أم إلي عاشق الآثار والتاريخ الوطني زاهي حواس.. أم إلي أصحاب التصريحات «العبثية» غير المسئولة والتي إن دلت فلا تعطي أكثر من جهالة بالتاريخ..؟!
السبت المقبل يوافق أول السنة القبطية أي سنة الشهداء التي بدأت تأريخ ولاية السفاح والإمبراطور دقلديانوس عام 284 ميلادية، ورغم تاريخ ولايته الإمبراطورية فإنه لم يقم بعمليات ما سماها «إبادة المسيحية والمسيحيين» إلا عام 303 - 305، حيث اعتلت صحته ومات بعد إصابته بلوثة عقلية.
جدير بالذكر «يوسابيوس» المؤرخ المعاصر لهذه الفترة أن جميع عمليات الاضطهاد التي مورست علي المسيحيين منذ نيرون في روما إلي عهد حكم دقلديانوس لم تشهد عنفا ضد المسيحيين، كما في عصر هذا الأخير ضد المصريين.
وبينما يستعد الأقباط للاحتفال بهذه الذكري «عيد النيروز» خرج علينا مدير عام آثار الإسكندرية الأثري «علاء شحاتة» بتصريح يعلن فيه أن المجلس الأعلي للآثار يدرس نقل تمثال للملك «دقلديانوس» إلي ساحة عامود السواري لإعادة عرضهما معاً بسيناريو جديد في لوحة فنية تاريخية متميزة.
وأضاف سيادته أن دراسات المؤرخين والأثريين أكدت أنهما يعودان إلي عصر ملكي واحد خلال حكم الملك «دقلديانوس» والذي تم إهداء عامود السواري إليه.
من جانبه، أضاف «أحمد عبدالفتاح» مستشار المجلس الأعلي للآثار : إن عامود السواري يعتبر أضخم نصب تذكاري في العالم وقد تم صنعه لتخليد ذكري الإمبراطور «دقلديانوس»؛ حيث وزنه 550 طناً وارتفاعه يصل إلي 27 متراً ويعد الأثر الوحيد الباقي علي سطح الأرض من آثار الإسكندرية القديمة وله رهبة يولدها في النفس.
إلي هنا انتهت التصريحات التي إن دلت فهي تدل علي «فقر» في معرفة التاريخ الوطني للبلاد عبر العصور المختلفة، خاصة بدايات القرون الميلادية الأولي.. فالتصريحات تدل علي:
أن الإمبراطور الذي يريدون الاحتفاء به هو السفاح الذي قاد المذابح الوثنية ضد المسيحيين المصريين خلال أعوام 303 305 حتي وصل عدد الشهداء، كما يذكر المؤرخ المعاصر «يوسابيوس» اقترب من 5،1 مليون مسيحي ومسيحية، وكان آخر الشهداء هو البطريرك «بطرس» الذي تحتفي الكنيسة المصرية بذكراه باعتباره «خاتم الشهداء» لحكم هذا الإمبراطور.
أن عامود السواري الذي يذكرون أنه مهدي إلي هذا الإمبراطور ليس صحيحاً لأن هذا العامود مهدي من الإمبراطور «قسطنطين» آخر الأباطرة الوثنيين وأول الأباطرة المسيحيين بعد اعتناقه المسيحية، واعتبر هذا العامود نصبا تذكارياً للشهداء وليس للسفاح دقلديانوس.
من هو ديقلديانوس هذا.. ولماذا كانت شراسته ضد المصريين التي وصفت بأنها أبشع مما فعل نيرون ضد المسيحيين في روما.
كانت بداية دقلديانوس كعبد فقير في أحد أقاليم البلقان إلا أنه بما يملك من طموح وذكاء استطاع أن يقفز من موقع إلي موقع حتي أصبح إمبراطوراً.. ورغم نشأته الفقيرة فإنه لم يكن يسمح للناس أن يقتربوا منه وهو جالس علي كرسي الإمبراطورية إلا «راكعين زاحفين وجبهتهم في الأرض» باعتباره «الإمبراطور» الكاهن الأعظم للإله «جوبيتر».. وكان يدعو نفسه «رب وسيد العالم» ورغم ذلك فقد بدأ عهده متسامحاً مع المسيحيين وكان عدد منهم بين ضباطه وحرسه الخاص وحاشيته وعدد من الإداريين في الدولة.. بل أخطر من ذلك كانت زوجته وابنته تعتنقان المسيحية، في حين كان زوج ابنته «جالريوس» من أشد الكارهين للمسيحية والمسيحيين وهو الذي دبر مع كبير الكهنة خطة جعلت الإمبراطور يشن حملة إبادة علي المسيحية والمسيحيين، وكان دقلديانوس يؤمن بالخرافة فيستشير الآلهة قبل أن يقدم علي عمل يتعلق بأمور الدولة.. لكن كبير الكهنة بإيعاز من زوج ابنته قال للإمبراطور:
الآلهة لا تريد أن تتكلم بحضور الأعداء «يقصد المسيحيين المصاحبين للإمبراطور».
وتحت تأثير مقولة كبير الكهنة تم طرد جميع المسيحيين من الجيش والحاشية ومن كل موقع في الإمبراطورية، بل وصل الأمر إلي قتل وزير ماليته عندما عرف أنه مسيحي ورفض أن يتخلي عن مسيحيته رغم توسط البعض ورغم الإلحاح علي الرجل أن يقول إنه ليس مسيحياً.
أصدر «دقلديانوس» علي الفور منشورات الإبادة.. الأول في فبراير 303 ويقضي بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد جميع ذوي المناصب في الدولة الذين يصرون علي أنهم مسيحيون.. وفي الشهر التالي «مارس» أصدر الإمبراطور منشورين متلاحقين: الأول يقضي بسجن جميع رؤساء الكنائس.. والثاني يأمر بتعذيبهم حتي يعدلوا عن المسيحية أو يقتلوا.. وفي شهر أبريل أصدر الإمبراطور منشوره الرابع وهو الأسوأ لأنه يقضي بإرغام جميع المسيحيين في المدن والقري علي تقديم الذبائح للآلهة أو العقاب، وبذلك كما يقول المؤرخ «يوسابيوس» المعاصر كان الإمبراطور يتوهم أنه يقضي تماماً علي المسيحية والمسيحيين.
مات دقلديانوس مجنوناً وجاء بعده من توهم أنه يسير علي خطاه.. وجاء الإمبراطور قسطنطين.. كما يقول يوسابيوس «آخر إمبراطور وثني.. وأول إمبراطور مسيحي» لأنه اعتنق المسيحية وأعلن قيام الإمبراطورية المسيحية.. ويعتبر المنشور الصادر عنه قمة وقيمة في إعلاء وإعلان حرية العقيدة للجميع وليس للمسيحيين فقط: «طالما كنا قد منحنا المسيحيين الحرية فإنه لا يغيب عن فطنة أحد أن الحرية أيضاً ممنوحة للآخرين الذين يمارسون فرائض ديانتهم لكي لا يظن أحد بأي شكل من الأشكال أننا متحاملون علي أي طبقة أو ديانة.
من خلال الغوص في أوراق هذا التاريخ برزت لي ملاحظات عابرة الأولي: إن أقسي حملة علي المسيحيين كانت تجيء من المسيحيين المرتدين الذين عملوا مع الحاكم والثانية: إن حفنة غريبة من البشر ظلت تتظاهر بالمسيحية وهي حرب علي المسيحيين ابتغاء السلامة أو منصب.. وما كسبوا سوي اللعنة.
إن جميع الأباطرة والحكام الذين قتلوا شهداء المسيحية ما مات منهم ميتة طبيعية، فمنهم من فقد عقله ومنهم من مات بالأمراض الخبيثة ومنهم من انتحر.
الملاحظة الأخيرة والآخرة: جيوش العالم كله بكل ما تملك لا تستطيع أن تقهر العقيدة أو تزيحها.. ذهب السفاحون وبقيت العقيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.