خلافات الجيرة ولعب العيال ومضايقات النساء والمشادات الكلامية هي الشرارة التي تنتهي بمعركة بين الجيران وعندما تتطور يجد المتهم نفسه في طريقه إما لحبل عشماوي أو لدخول غيابات السجن لاتهامه بقتل جاره. ففي أقل من 48 ساعة وقعت 12 جريمة قتل جميعها بسبب خلافات الجيرة ولعب العيال والمشاكل المالية. ففي منطقة أوسيم انتهت المعركة التي دبت بين مزارع وجاره بسبب لعب العيال بجريمة قتل بشعة عندما قام المتهم بإطلاق عيار ناري في رأس جاره وسقط علي الأرض جثة هامدة وتجمع أقارب الطرفين واستمرت المعركة عدة ساعات حتي تدخلت أجهزة الأمن وتمكنت من فض المشاجرة والقبض علي المتهم الذي أقر أنه قرر الانتقام من جاره بعد أن انهال عليه بالسباب والشتائم أمام زوجته، وعندما تدخل العديد من الجيران للصلح بينهما أصر المجني عليه علي ضرب جاره، إلا أن المتهم أسرع إلي منزله وأمسك فرد خرطوش وأطلق به عياراً نارياً استقر في رأس المجني عليه ولفظ أنفاسه الأخيرة. أما في منطقة الحوامدية وبنفس الطريقة فقام موظف في شركة السكر بإطلاق الرصاص علي اثنين من جيرانه ودخلا في غيبوبة عدة ساعات لقي أحدهما مصرعه، لكن أسباب هذه الجريمة مختلفه عن سابقتها، فقد جاءت الدوافع الرئيسية هي وجود مشاكل مالية بين الطرفين. اللواء أسامة المراسي مساعد أول وزير الداخلية لأمن أكتوبر تلقي إخطاراً بالواقعة وتبين من التحريات وجود خلافات مالية بين المتهم «هاني. ع» والمجني عليهما منذ عدة أسابيع وعندما طلب المتهم من المجني عليهما رد المبلغ طلبا منه مد المهلة المحددة للسداد، فرفض المتهم ودخل معهما في مشاجرة بالأيدي لكن المارة تمكنوا من فضها، إلا أن المتهم تربص بالمجني عليهما أثناء عودتهما من العمل وأطلق عليهما عدة طلقات في مختلف أنحاء جسديهما وانتهت بمقتل أحدهما. أكدت تحريات المباحث التي أشرف عليها اللواء أحمد عبدالعال مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية أن الجريمة وقعت إثر وجود خلافات مالية بينهم. والجريمة الثالثة وقعت في منطقة كرداسة بعد أن عاجل سائق جاره بعدة طعنات أودت بحياته بحجة أنه عاكس شقيقته، ولم تكن هذه الجريمة الأخيرة، فهناك العديد من الجرائم التي وقعت في محافظات الفيوم والمنيا وبني سويف وجميعها بسبب مشاكل وخلافات بين الجيران. وقالت الدكتورة فادية أبوشهب أستاذ علم الاجتماع أن ظاهرة القتل بسبب خلافات الجيرة انتشرت في الآونة الأخيرة رغم أنها جديدة علي عادات وتقاليد المجتمع المصري فمنذ سنوات طويلة كان الجار هو الأقرب إلي الإنسان من شقيقه البعيد، كما ترسخت هذه الأمثال في أذهان المصريين، فضلاً عن أن منزل الجار كان له قدسية خاصة فلا تجد جاراً يسرق أو يعتدي علي حرمات جاره، أما الآن فحدث ولا حرج فتجد الأخ يذبح أخاه ويضرب والديه ويصعق أبناءه بالكهرباء، فما بالك بما يفعله في جاره وغالباً ما يكون الفقر والجهل والأحوال الاقتصادية أبرز العوامل لهذه الجرائم.