أجاز الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية في رده علي تساؤل لإحدي زوجات القضاة حول رأي الشرع في عمل المرأة قاضية، تولي المرأة الولاية العامة، قائلاً: لكن هذا الأمر متوقف علي نظرتها لنفسها. ودعا جمعة المرأة المقتنعة أنها لا تساوي «بصلة» و«ناقصة عقل ودين» و«عايزة تضرب بالجزمة» ألا تتولي شئون القضاء، مواصلاً: الشريعة الإسلامية تقول: «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن». وواصل جمعة: هذه الأسئلة لم تكن مطروحة من قبل إلا بعد معاناة المرأة خلال فترة حكم الأتراك والعثمانيين، مؤكداً تولي 90 امرأة مناصب قيادية، وتساءل جمعة: أين المرأة من المنظومة التعليمية الآن والتي هي في منأي عنها؟! وحذر جمعة خلال لقائه التنويري أعضاء نادي قضاة الإسكندرية برئاسة المستشار عزت عجوة بمناسبة ذكري غزوة بدر مساء أمس الأول من تشويه صورة الإسلام بهذه التساؤلات غير ذات الدلالة، قائلاً: اللي عاجبه عاجبه.. واللي مش عاجبه وعايز يرجع للولاية العثمانية هو حر. وأوضح جمعة أن هناك مساواة في التكليف والطاعة بين المرأة والرجل، قائلاً: الدين جاء ليحرر الإنسان من ظلم الإنسان، والولايات المتحدةالأمريكية «أم الحرية والديمقراطية» لم تتول فيها المرأة شئون الولاية رغم إجازة القانون لذلك. وطالب جمعة بألا تكون الدعوة لتولي المرأة شئون القضاء مجرد إثبات حالة والسلام، بل نحن بحاجة إلي الكفاءة التي تؤهلها لذلك، وألا يكون الأمر علي سبيل التظاهر، وإن كان ذلك فهذا تفكير غير علمي وغير شرعي، كما أنه غير معقول. وأضاف جمعة: لسنا بحاجة إلي أقاويل تسيء لسمعة الإسلام، فمجلس القضاء الأعلي لم يقل إن المرأة لا تتولي القضاء، بل قال: ليس لدينا امرأة علي قدر يمكنها تولي القضاء، حتي الأدوار النمطية للمرأة الطهي وصناعة الملابس كلها أدوار يتصدرها الذكور منذ عام 1960. وفي سياق آخر، أكد جمعة عدم صحة أن يحكم القاضي وهو «غضبان» كي لا ينتج عن ذلك أحكام «كروتة»، وأضاف لا بد أن يتأني القاضي أثناء اتخاذ القرار لأنه يتمتع ب «خصلتين» يحبهما الله «الحلم والتأني». وأخيراً أشار جمعة إلي أن القضاة ثلاثة أنواع الأول، في الجنة لأنه عرف الحق فقضي به، والثاني عرف الحق فجار في الحكم «ضلالي» والثالث قضي للناس علي جهل وهم في النار، داعياً القضاة إلي الثبات كي يهديهم الله إلي معرفة الحق كونهم الحصن الذي يحمي البلاد.