لا يمكن لمن يشاهد أمارات السعادة والفرح علي محيا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلا أن تنتقل إليه هو نفسه عدوي السعادة وتقفز إلي روحه ظلال الفرحة التي تغلف روح القائد اليمني السعيد. أما مناسبة السرور الطاغي فعجيبة جداً..المناسبة كانت قيام قاذفات القنابل من سلاح الجو السعودي بإلقاء حمولتها من الصواريخ علي الأراضي اليمنية، وهو الأمر الذي أدي إلي وقوع عدد كبير من اليمنيين بين قتيل وجريح مع إلحاق دمار تام بالمساكن والماشية وكل ما يعيش عليه المواطنون ويتعيشون منه!. واستمرت السعادة بعد ذلك طيلة الأيام التي دخلت فيها القوات السعودية بالمدرعات والمجنزرات وناقلات الجنود وراجمات الصواريخ إلي الأراضي اليمنية لمطاردة جانب من شعب الرئيس علي عبد الله صالح ومحاولة القضاء علي هذا الجانب الذي يسكن منطقة صعدة المجاورة للحدود السعودية. و لا يمكن طبعاً أن ألوم السعوديين علي دخولهم المعارك ضد الحوثيين، وهم فصيل من شعب اليمن قيل إنه دخل الأراضي السعودية وسيطر علي مساحة من الأرض وكان لابد من التصدي له. لكن اللوم الممزوج بالذهول لابد أن يكون من نصيب الرئيس اليمني الذي مهما بلغ خلافه مع أبناء شعبه من الحوثيين فلم يكن من المتصور أبداً أن يبدي كل هذه الشماتة وهذا السرور عندما يقصف قراهم الطيران السعودي ويحيل مساكنهم البائسة إلي أنقاض. والواقع أن الرئيس اليمني تنتظره أيام صعبة قادمة لن يستطيع فيها أن يفرح كثيراً بعد أن يتحرك ضده أبناء الجنوب الذين بدأت نذر تحركاتهم تلوح في الأفق، وعليه والحال هكذا أن يبحث عن دولة مجاورة تقصف له عدن وباقي مدن اليمن الجنوبي حتي تريحه من صداعهم ومطالبهم. ولعل ما تناقلته وسائل الإعلام عن الإهتمام الأمريكي المفاجيء باليمن وما يحدث فيه بعد القبض علي النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة في ديترويت وتواتر الأنباء عن تدريبه علي يد رجال القاعدة باليمن..لعل في هذا ما يريح الرئيس صالح ، فلربما قام الأمريكيون أيضاً بتسديد ضربات جوية إلي قطاع جديد من الأرض اليمنية تثلج قلب الرئيس. والحقيقة أن الخلاف بين نظام الحكم في صنعاء وبين جانب من أقاليم البلاد يعود إلي الإهمال الجسيم الذي يلقاه اليمنيون من حكومتهم المركزية وعدم وصول يد التنمية إليهم. وكنا نتمني أن يهتم الرئيس اليمني بمشكلات شعبه ويعمل علي حلها بدلاً من أن يتجاهلها ثم يفعل مثلما فعل الفنان يونس شلبي في مدرسة المشاغبين بعد أن اشتعلت النار في والده الناظر حين جري فرحاً مهللاً: أبويا اتحرق..أبويا اتحرق!.