يكسر السيت كوم أحياناً الشعرة الرقيقة بين الكوميديا الخفيفة والهزل والتهريج الأقرب للعبث الذي يدعي أنه كوميديا، وفي الحلقة الخامسة عشرة من «راجل وست ستات»، وهي جزء ثان من الحلقة التي تسبقها وعنوانها «عريس من لبنان» يقوم ضيف الحلقة الممثل اللبناني «جورج خباز» بدور ممثل شاب لبناني التقي به «أشرف عبد الباقي» في محل الفول والطعمية الذي يمتلكه، ويتحول من مجرد زبون صادقه البطل إلي العريس المنتظر الذي ترغب "انتصار" أن يتقدم لخطبتها، ولكنها تعاني من عشقه الكبير للتمثيل الذي يصل إلي درجة تقمصه المرضي للشخصيات التاريخية، وعلي طريقة فيلم «عفريت مراتي» نري الممثل يتقمص شخصيات «هتلر» و«غاندي» و«شارلي شابلن»، وتتحول الحلقة إلي اسكتشات هزلية طويلة غير مضحكة علي الإطلاق، فما يقدمه الممثل المتقمص لا علاقة له بالدراما في الحلقة، والحقيقة أنه لم توجد دراما في الحلقة علي الإطلاق، وإنما مجرد فاصل من الاسكتشات التي لا رابط بينها وبين بعضها، والغريب أن شخصيات وأبطال المسلسل أنفسهم تواروا تماماً وتحول الراجل والست ستات إلي كومبارس للممثل اللبناني الذي قدم فاصلا من التهريج، وانتهت الحلقة بانتهائه من أدائه الهزلي. حلقات سيت كوم «راجل وست ستات» هي التجربة الأفضل حتي الآن بالنسبة لهذا النوع الحديث من الدراما التليفزيونية العربية، وقد وصل إلي قمة نجاحه من خلال فكرته الطريفة حول رجل وزوجته يعيش معه أهله وأهل زوجته، ولكن الضحك الحقيقي للمسلسل كان مصدره علاقة القط والفأر بين البطل عادل سعيد «أشرف عبد الباقي» وابن عمه القروي الساذج رمزي «سامح حسين»، ورغم أن المسلسل استهلك فكرته بعد ستة مواسم، ودخل في دوامة تكرار الأفكار والإفيهات، فإنه استمر في جذب المشاهد بقوة نجاحه، وبعد انسحاب «سامح حسين» من المسلسل انخفضت نسبة الإضحاك كثيرا، ومع الموسم السادس والسابع أصبح المسلسل يسير بقوة الدفع الذاتي لنجاح المواسم الأولي، فقد دخلت الحلقات في نفق مظلم من التهريج والاستظراف والمحاولات العبثية للاضحاك، ابتعدت الحلقات عن علاقة الشخصيات الرئيسية ببعضهم البعض، ولجأ المسلسل إلي الاعتماد علي ضيوف الشرف الذين يتم احضارهم علي سبيل التغيير في محاولة بث الحياة للحلقات من باب ادخال شخصيات جديدة ضمن الأحداث، مثل حلقة «مي عز الدين»، وبعض هؤلاء الضيوف يظهرون بشخصياتهم الحقيقية مثل «جومانا مراد».