هذه السطور شخصية جداً .. حزبية جداً .. فكرت أن أنشرها في مقالي اليومي ب «الدستور».. لكنني تراجعت.. ثم عدت وتراجعت عن تراجعي وقررت النشر وأؤكد لكم أن كل الصور والشخصيات التي ستظهر لكم من بين سطور المقال هي شخصيات حقيقية جدًا معفرة بتراب الواقع، براقة أحياناً، باهتة أحياناً، مكشوفة للبعض مستورة للبعض الآخر، سأكشف لكم عن بعضها من خلال عشرة ملامح عامة : .. 1- حكمة قديمة تقول :«في البحر الهائج ..ريح مواتية، أفضل كثيرًا من مجاديف قوية»!! .. و قلمي، وعملي بات للبعض كالمجاديف، التي تسبح عكس خط سير الريح !! كل الريح !! حتي الرياح «الصديقة»!! ليس مهماً أبداً أن تكون الرياح مواتية طالما ظل مجدافي قوياً .. الريح تذهب ويبقي المجداف القوي يموت واقفاً ولو وحيداً. .. 2- كنت ومازلت أؤمن أنهم لو جردوك من كل أسلحتك، فلم يجردوك من شيء !! لأن السلاح الأقوي - دائما - مازال تحت جلدك !!هو صبرك !!هو قدرتك علي أن تظل واقفاً، تضرب فتظل واقفًا، تقتل فتظل واقفًا .. يغدر بك من ظهرك فلا تحني ظهرك وتظل واقفاً. .. أؤمن، أنه ليس أشد قسوة من ظلم الحكام، سوي ظلم المعارضين وكذلك الأحباء أو الرفقاء أو الأصدقاء!! فهم دائمًا أقوي انفجار يدس فتيله خصومك تحت جلدك !! .. 3 - حقا ما أضعف وأعجز الإنسان الذي اخترع وثائق تأمين، ضد الكوارث، والحروب، والنوائب، والكروب، لكنه عجز عن أن يقدم وثيقة تأمين، ضد تقلبات القلوب والخلان !! ما أبشع أن تأتيك الطعنة من داخل قلبك من حيث تأمن، أو كنت تظن ذلك. .. 4 - خدوش عميقة علي جدار الذكريات !! وجع مكتوم !! أخبئه في كل كلمة كتبتها، كل فصلة وضعتها، كل نقطة حبر سفحتها، مسكونة بالمرارة، والدهشة والمفاجأة !! بالرغبة في البوح وكبرياء الصمت.. أيهما أكثر شموخاً أن تبوح، أم أن تموت بصمتك حفاظاً علي كبرياء من لم يحافظ أو يحفظ كبرياءك ؟! .. أشعر أن في حنجرتي ملحًا، وفي صدري وقلبي جرحًا، فشل أن يحدثه فعل السلطان، أو عنف السجان، بقدر ما نجحت فيه أفعال وتقلبات الأهل والأصدقاء والخلان!! .. 5 - من كان يصدق أن تنمو للوردة آلاف الأنياب ؟!! .. من كان يفكر أن تعلن العين الحرب علي الأهداب ؟! .. عشت طوال حياتي في العواصف، في البحار الهائجة الغاضبة، أواجه الرياح والأنواء، بالصبر والحلم والصمود ..إلا تلك الرياح «الصديقة» فلا خبرة ولا طاقة لي بها!! ..6 - الجحيم في رأي الفيلسوف الوجودي «جان بول سارتر » هو :الآخرون !! لكن الجحيم في رأيي هو: ملا نتوقعه من الآخرين!! بعض توقعاتي، كانت تضع أقنعة علي عيونها، كما يفعلون في حفلات الكرنفال، فجأة بدأت الأقنعة تسقط واحدًا تلو الآخر .. شكراً .. لقد سقطت جميعاً. .. ليس كل حبيب، حبيبًا!! ولا كل قريب، هو بالفعل قريب !! ولا كل صديق صديق! ولا كل رفيق رفيق! ولا كل شريك شريك! هناك من يشتريك اليوم، ليبيعك غدا! ومن يبيعك بلا ثمن! والأغرب هو من يبيعك وأنت تشتريه!! .. 7- يتوحمون علي لحمي، حقوقي كلمتي، ثمار جهدي، دون أن يبحثوا عن فرشاة ينظفون بها أسنانهم من لحمي الحي الذي ما زال عالقا بها !! كم هم متحضرون في مظهرهم، بشعون في جوهرهم !! ممثلون من الدرجة الأولي يتطهرون بدمي ويتسحرون علي حقوقي ويفطرون علي حياتي. .. 8 - كان البعض علي يقين أني سوف أموت في سجني، لكني كنت أريد أن أعيش، لأن استسلامي للموت، كان استسلاما للطغيان !!خروجي أربك حسابات بعض الذين ورثوا بعض حقوقي حيا، وضاقوا بأن أعود للحياة للشمس للهواء.. استكثروا عليَّ الحياة .. فقرروا أن يهيلوا التراب !! ويضيقون برغبتي ألا أموت إلا واقفًا !! وإيماني أن الله سينصفني من كل هذا الجور والظلم ولو بعد موتي !! .. 9- بعض الذين يقولون بحقي الزور، يفعلون هذا، ليس ثقة في زورهم لكن ثقة في أخلاقي التي لا تسمح لي أن أقول عنهم الحقيقة!! .. حقاً : أنت إن سكت مت !! وإن نطقت .. مت!! كل ما أتمناه من الله ألا أموت إلا واقفاً، رغم ركوع وسجود كل من خر وسقط وسط الطريق. ..10 - أيها الشخص «النبيل» هل كان العيب فيك أم العيب أن ملحنا قليل؟! «اقتباس» .. بيني وبين قاتلي حكاية سخيفة .. قبل أن يطعنني .. حلفني بالكعبة الشريفة .. أن أطعن أنا السيف بقلبي .. فهو يريد أن يبقي بطلاً .. وتبقي صورته نظيفة!!