أسف أني لم أكتب إليكم منذ وقت لم أكن مضرباً عن الكتابه علي طريقة إضراب المساجين عن الطعام . لكن احياناً تفقد الشهوه للكتابه – خاصة – عندما تشعر أن الكتابه – باتت – كسقاية الحطب !! مساء اليوم 5 ديسمبر 2010 فكرت أن اكتب إليكم غادرت سريري بعد أن دخلت إليه ، متوجهاً لمكتبي الصغير في غرفة نومي إعترتني حالة من الرغبة في الكتابه والتواصل معكم هذه الحاله لم تنتابني منذ إغلاق " شباك نور " الذي كنت أطل من خلاله عليكم كل يوم في سجني وحريتي عبر جريدة الدستور . سنوات لم أمِلُ ولم أكِلُ من عزفٍ منفرد علي أوتار الحقيقه حتي دابت أو انقطعت بفعل فاعل .. علاقتي الخاصه جداً بالخامس من ديسمبر علاقة موحيه ربما هي التي قادتني أن أخط هذه السطور التي لاأعرف متي وكيف ممكن أن تصل إليكم . في 5 ديسمبر 1964 ولدت في 5 ديسمبر 1977 انتخبت "رئيسا لاتحاد طلاب الجمهوريه للمدارس الثانويه" في 5 ديسمبر1984كتبت اول مقال لي بجريدة "الوفد" في 5 ديسمبر 1995 انتخبت نائباً لأول مره في مجلس الشعب في 5 ديسمبر 2000 أنتخبت نائباً لثاني مره في مجلس الشعب في 5 ديسمبر 2005 سجنت في 5 ديسمبر 2006 إحتفلت بعام علي سجني في 5 ديسمبر 2007 بدأت أنشر مقالي اليومي بالدستور " شباك نور " في 5 ديسمبر 2008 أطفأت شمعة عام ثالث خلف القضبان مع زوجتي في 5 ديسمبر 2009 قضيت ذكري مولدي علي شاطئ الأسكندريه حيث ولدت ولأول مره – وحيداً – في 5 ديسمبر 2010 أحتفل بيوم مولدي وسط سرادق كبير للعزاء بطول وعرض بلادي التي شهدت يوماً حزيناً كئيباً مروعاً في تفاصيله وتبعاته . لم أطفأ اليوم شمعه لأول مره منذ – 45 عاماً – ولم يفعلها غيري لي كما كان يحدث في سنوات سجني . كيف لي أن أطفأ شمعه وكل شموع الوطن مطفأه سوداء حزينه .. لقد أطفأ النظام البوليسي كل الشموع اليوم 5 ديسمبر 2010 لاشموع ، بل علامات تعجب تغوص في قلب الوطن بفعل ماحدث اليوم ... كيف أشعل شمعه ومصر يحرقها الشوق للعدل كيف أنام اليوم محتفلاً بتسرب عام جديد من عمري ومصر يؤرقها الخوف من القادم .. بفعل هذا النظام البغيض وهذا الرجل العنيد . ماذا تفعل تجاه شخص ، مراراً وتكراراً حاولت أن تمنعه من الإنتحار وفي كل مره يضربك في وجهك ويفلت من بين يديك ليلقي بنفسه من الدور الستين !! اليوم قضيت 5 ديسمبر في مقر الغد ، وفي المساء تلقيت دعوه من إبني نور وإبني شادي لتناول العشاء بمطعم البرج . في برج الجزيره ، وقفت في الدور الستين – تقريباً – لأشاهد القاهرة الحزينه من أعلي فجأه تصورت أن شبحاً يسقط في الظلام من قمة البرج . نظرت لوجه نور ثم لوجه شادي ولم أجد أي إشارات للفزع الذي أصابني .. أسرعت الخطي في الشرفة المستديره ، ثم للمصعد ، ثم هبط أسفل البرج بحثاً عن ذلك الذي شهدته يسقط من أعلي في 5 ديسمبر 2010 فور خروجي من المصعد نظرت حولي بحثاً عم جثه ممتده علي أرض مدخل البرج قلت لنفسي : ربما تكون الجثه لشاب عجز عن الوصول لفرصة عمل فقرر الإنتحار ؟!! عدت وقلت : وربما لموظف لم يجد طعام أطفاله ، أو لعانس من 25 مليون عانس قررت الخلاص من عنوستها وحياتها ؟!! أو لطالب لم يوفق في الثانوية العامه فقرر الإنتحار ؟!! لم أجد شيئاً علي أرض مدخل البرج علي الإطلاق !! فجأه وجدت صورة الرئيس (!!) وجدتها متمدده علي حائط المدخل وأسفلها عسكري هزيل ضعيف البنيان منكمش تحت الصوره ، صافحني بحراره ، وقال لي : كل عام وأنتم بخير (!!) نظرت للصوره ، ثم للعسكري ، وكررت النظر لهما معاً وقلت له : لا أظن !! د . أيمن نور القاهره : بعد منتصف ليل 5 ديسمبر 2010