لقي 46 شخصاً علي الأقل مصرعهم وأصيب العشرات بينهم عدد من أفراد الشرطة أمس في سلسلة هجمات تفجيرية متزامنة استهدفت معظمها مراكز وحواجز للشرطة في العراق. وقالت مصادر أمنية عراقية إن أبرز هذه الهجمات استهدفت مركزاً للشرطة في بغداد وآخر في الكوت جنوب شرق بغداد. وقال مسئول في وزارة الداخلية العراقية إن 15 شخصاً بينهم ثمانية من عناصر الشرطة قتلوا وجُرح 58 آخرون بينهم 26 من عناصر الشرطة في هجوم انتحاري علي مركز للشرطة شمال شرق بغداد. ووقع الهجوم في حي القاهرة. وفي الكوت أسفر هجوم بسيارة مفخخة استهدفت مركز للشرطة قرب دائرة جوازات المحافظة عن مقتل 20 شخصاً بينهم 15 من عناصر الشرطة، وجرح 90 شخصاً آخرين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. ومن بين القتلي مدير شرطة مركز شرطة الكوت. من جهة أخري وفي بغداد، قُتل شخصان وأصيب سبعة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الشالجية وسط بغداد، حسبما ذكر مصدر في الشرطة. كما قتل اثنان من عناصر الشرطة، في هجوم مسلح استهدف حاجزاً للتفتيش في منطقة حي العامل (جنوب غرب بغداد)، حسبما أعلن مصدر في الداخلية. وفي الرمادي، أعلنت الشرطة مقتل ثلاثة أشخاص بينهم اثنان من الشرطة بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت حاجزاً للتفتيش تابع للشرطة«. وقال المصدر إن «الهجوم أسفر عن إصابة أربعة آخرين بينهم اثنان من الشرطة». كما قُتل مسلحان في الرمادي في انفجار سيارة مفخخة كانا يعملان علي تفخيخها. وفي المقدادية بشمال شرق بغداد قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة وجرح 13 آخرون بينهم خمسة من رجال الشرطة أحدهم ضابط برتبة مقدم في انفجار سيارة مفخخة متوقفة قرب مبني قائم مقامية البلدة، حسبما أفاد مصدر في عمليات ديالي. ويشهد العراق حالة من التأهب تحسباً لأي هجمات للمسلحين، بعد أن فشلت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي، ولم تسفر عن فائز واضح، وتركت البلاد في حالة من عدم التيقن السياسي، في الوقت الذي تنهي فيه القوات الأمريكية عملياتها القتالية في 31 أغسطس الجاري. وتراجع العنف في مجمله في العراق منذ أوج أعمال العنف الطائفية عامي 2006 و2007، ولكن التفجيرات وجرائم القتل ترتكب يومياً، مما يشير إلي أن المسلحين يسعون لاستغلال الفراغ السياسي الناجم عن عدم توصل التكتلات السياسية بعد لاتفاق بخصوص تشكيل الحكومة. وتتعرض الشرطة وكذلك الجيش بانتظام لهجمات المتمردين المسلحين في العراق، خصوصاً في محافظات بغداد ونينوي (شمال) وديالي (وسط).