تصدرت أسماء النجمات عدداً كبيراً من المسلسلات في رمضان ورأي البعض أننا بصدد ثورة نسائية قادمة.. رغم أن الأمر لم يكن جديداً.. المراكز القيادية في التليفزيون كلها نسائية والاستثناء هم الرجال.. التليفزيون نسائي بطبعه والدراما المنزلية التي هي عنوان التليفزيون تضع المرأة دائماً بطلة، ولأن المغامرة محسوبة بدقة في المسلسل التليفزيوني كل شيء يتم تحديده وفقاً لمؤشرات التسويق المرتقب ثم ما ترصده وكالات الإعلان وهو معروف مسبقا فلا جديد هذا العام في تلك الحالة النسائية التي تابعناها قبل عدة سنوات مع «حنان ترك» و«داليا البحيري» كل منهما لها مسلسل بطولة وقبل ذلك بالطبع «يسرا» و«ليلي» و«إلهام» ومعهم «نادية» و«سميرة» و«نبيلة».. هل الجديد مثلاً هي «هند صبري» لو تذكرنا بدايتها للتليفزيون سوف نكتشف أنه كانت لها بطولة مشتركة في مسلسل «بعد الفراق» أمام «خالد صالح» وعندما نجحت تحملت البطولة المطلقة في «عايزة أتجوز».. «مي عز الدين» بطلة في «قضية صفية» وكان قد سبقتها للبطولة في العام الماضي «زينة» في مسلسل «ليالي» و«منة شلبي» في «حرب الجواسيس» و«مني زكي» مثلاً عرفت البطولة في مسلسل «السندريللا» قبل ثلاث سنوات.. البطولة النسائية ليست حدثاً تليفزيونياً رأيناه فجأة هذا العام لأن كل شيء محسوب بدقة لا يمكن إنتاج مسلسل إلا والمنتج ضامن المكسب مقدماً.. في السينما المحاولات لإسناد بطولة نسائية ينبغي أن يتحملها منتج مغامر وهو ما حدث علي استحياء مثلاً مع «ياسمين عبد العزيز» في فيلم «الثلاثة يشتغلونها» وقبله «الدادة دودي» وهو ما سوف نشاهده قريباً في فيلم «أسوار القمر» بطولة «مني زكي»، ولكننا لا نعيش بالتأكيد ثورة نسائية سينمائية، حتي فيلم مثل «بنتين من مصر» فإن ضآلة الميزانية المرصودة لإنتاج الفيلم كانت هي الدافع للمغامرة ولولا ذلك ما كان من الممكن أن نري «بنتين من مصر».. الدراما التليفزيونية تتضاءل خلالها حدود المجازفة تماماً.. مثلاً «غادة عبد الرازق» كانت بطلة في العام الماضي في مسلسل «الباطنية» وحققت نجاحاً جماهيرياً ملفتاً فكان انتقالها إلي «زهرة وأزواجها الخمسة» أكثر سلاسة ولو اتسعت الدائرة لاكتشفت أن ما حدث مع هؤلاء النجمات حدث أيضاً مع النجوم «الخالدان» صالح والصاوي حيث كانا يشاركان قبل أعوام قليلة في أدوار رئيسية في مسلسلات تلعب بطولتها «يسرا» و«نادية الجندي»، وبعد ذلك صار كل منهما يتحمل البطولة بمفرده تواكب معهما أيضاً مثلاً «شريف منير» ولكن بالتأكيد المرأة متربعة علي الشاشة الصغيرة.. الظاهرة ليست ظاهرة مؤقتة ولكنها حقيقة فرضها منطق الإنتاج التليفزيوني وربما من الممكن أن تشجع منتجي السينما لإسناد البطولة لنجمات ليعدن العصر الذهبي لنجمات الجيل الأسبق في السينما، عندما كانت المرأة تحتل الجزء الأكبر من الصورة.. أكرر ربما!!