ختام هذه الحملة الصحفية عن ضرورة التبرٌع بالدم هو رسالة .... رسالة أوجهها إلي كل مواطن في مصر، وكل شاب علي الأخص، علي أرضها ... مصر ( وليس النظام الحاكم ) تحتاج إلي دمك ... إلي قليل منه ... تحتاج إليه لتسعف مريضاً، أو تداوي مصاباً، أو تساعد طفلاً بريئاً علي الاستمرار في الحياة ... والتبًَّرع بالدم سيفيدك أنت، قبل أن يفيد سواك، خاصة إذا ما تبرعًَّت به علي نحو دوري، فلكي يتجدد دمك، سينشط نخاع عظامك، وستنشط خلاياك، وتتجدد، وينتعش جسدك وعقلك، وإذا ما كان تبرعك طواعية، فستنتعش نفسيتك أيضاً، وسيملأك شعور بالعطاء، وبأنك صاحب يد عليا، وهو شعور لو تعلم عظيم .... أما قصة أنك تتبرع مجاناً، ثم تشتري الدم بالنقود، فهي تكمن في أن أي شخص، حتي أنت نفسك عندما تحتاج إلي الدم، فهو لا يحتاج إلي مجرًَّد دم، بل إلي دم آمن، وكلمة آمن هذه تعني فحوصًا، وتحاليل، ومعامل، ومستلزمات، ومواد، وتكلفة مالية عالية، وهذا أكثر أماناً لك قبل غيرك ؛ لأنه لا أحد يعلم متي يمكن أن يحتاج إلي الدم، فإذا ما أعطاه الآن، وساهم في ارتفاع نسبة مخزون الدم في مصر، فسيجده في يسر، عندما يحتاج إليه، وأرجوك ألا تقل لي إن هذا لن يحدث، لأنه هناك بلاد أقل منا فعلته، فنسبة المتبرعين عندنا في مصر تساوي واحد في المائة من عدد السكان، مما لا يغطي أكثر من ثلاثين في المائة بالكاد، من احتياجات الدم في مصر، بفرض عدم حدوث كوارث كبيرة، أو حوادث فظيعة، أما في أوغندا مثلاً، فلقد نجحوا في تغطية مائة في المائة من احتياجاتهم من الدم، ولست أظننا أقل حضارة منهم، ولا حتي أقل عطاء، أما عن أدوات نقل الدم، فهي حتماً آمنة، ومعقمة، وسليمة، ولا وجه للخوف منها إطلاقاً .... ثانية ... كل مريض ومصاب في مصر يحتاج إلي قليل من دمك ... كل طفل بريء، يسري المرض في عروقه، ويلتهم دماءه، يحتاج إلي قليل من دمك .... وكل قطرة ستمنحها لمن ينشدها هي خير ... ومن يعمل مثقال ذرة خير يره، ولقد دخل الجنة من سقي كلباً، فما بالك بمن أعطي دماً ؟!.