لا يمكنك أن تنزع من خيالك تلك المقارنة المنطقية التي ستعقدها بين مسلسل «مملكة الجبل» الذي يقوم ببطولته عمرو سعد وفيلم «الجزيرة» لأحمد السقا، فالخطوط الأساسية تكاد تصل إلي التطابق، عندما تشاهد «كبير البندارية» في كفر الجبل حسان الحويطي «أحمد بدير» يدخل دائما في صراعات سببها الثأر وتضارب المصالح وتوزيع الآثار المستخرجة من باطن الأرض مع عائلة البندارية متمثلة في كبيرها بنداري «هادي الجيار»، ويطمع كل منهما في السيطرة علي الكفر النائي والبعيد عن أعين الحكومة لكي يكون ملكاً له.. دعك من كل تأكيدات فريق العمل أنه لا مجال لأي تشابه بين أحداث مسلسلهم و«الجزيرة»، ومحاولة مؤلف المسلسل أن يضغط ويكرر في حوار الحلقات كون سكان الجبل فئة مهمشة تتجاهلها الجهات الحكومية، فتضطر إلي الخروج علي القانون باستخراج الآثار وبيعها للأجانب لكي يعطي بعداً آخراً للعمل، فمنذ ظهور عمرو سعد في الحلقة الثانية من المسلسل ستجد أجواء الجزيرة تسيطر علي المسلسل وتجد تشابهاً كبيراً بين أداء أحمد السقا لشخصية منصور وأداء عمرو سعد لشخصية مناع الحويطي، خاصة مشاهد مواجهته مع ضابط الشرطة الذي تسلل إلي مزرعته الخاصة وحاول معرفة مصدر ثروته، والحوار الذي دار بينه وبين ريم البارودي الموظفة بأحد البنوك، وأكد لها فيه أنه متعلم ويجيد التعامل مع التكنولوجيا. التشابه بين أحداث المسلسل والفيلم مسئول عنه في المقام الأول مؤلف العمل سلامة حمودة والذي وقع في فخ تنميط الحياة في الصعيد لتتحول كما في كل الدراما الصعيدية إلي حديث لا ينتهي عن التار والكنوز الأثرية والغني السريع بزراعة المخدرات، بل إننا نجد أحمد بدير في الحلقة الأولي من المسلسل في قمة الاندهاش عندما يعلم أن الناس يحفظون أموالهم في مكان اسمه البنك، كما يلام المخرج مجدي أحمد علي عدم توجيه عمرو سعد أثناء التصوير ونمطية أداء هادي الجيار لدور الصعيدي الشرير قبل أن يتحول إلي إدمان الأفيون وهو الدور الذي أداه بشكل لا يختلف كثيرا عن شخصية شافعي التي يقدمها في مسلسل «بره الدنيا»، بينما ظهر كل من أحمد بدير ومحمد نجاتي وحلمي فودة بشكل جيد حتي الآن في حلقتي المسلسل.