أن يكون لديك اختيار وحيد لمسلسل تنتظر عرضه في شهر رمضان هو شيء ليس سهلا علي الإطلاق، لأن الأمر يتطلب منك عرضا سريعا لأكثر من أربعين مسلسلاً تمر أمام عينيك بكل عناصرها.. بروموهاتها، وأفيشاتها، وحكاياتها، وأبطالها، وصنّاعها بتجاربهم السابقة الناجحة منها والفاشلة.. شريط طويل مليء بالصور لا يتوقف أمام عينيك، وعليك أن تختار من بينها مسلسلاً واحداً تتوقع له النجاح، وأنت وحظك يا صابت يا خابت. من بين كل هذه الصور انتبهت لصورة تقف فيها غادة عبد الرازق وحولها أربعة نجوم من الشرق والغرب.. صعب جداً أن تجدهم مجتمعين في مسلسل واحد.. الشيخ حسن يوسف الذي يعود بذقنه البيضاء وملامحه الطيبة للدراما الاجتماعية بعد غياب نحو خمس سنوات منذ آخر أعماله مع نجوي إبراهيم.. الدنجوان السوري باسم ياخور بملابسه الأنيقة وطلته التي تشبه طلة الفرسان.. أحمد السعدني بحيويته ونشاطه، ومع كل هؤلاء يقف مدحت صالح في دور الزوج الأول، وكريمة مختار في دور الأم، كيف استطاع المخرج محمد النقلي أن يقنع كل هؤلاء النجوم بالاشتراك في عمل واحد؟ هم ليسوا من نجوم الصف الأول، لكن كل منهم له مكانة خاصة عند المشاهد. هذه «التجميعة» الغريبة تثير لدي فضولاً لمتابعتها يوميا، رغم أن العمل يبدو وكأنه نسخة ذكورية من مسلسل «عائلة الحاج متولي» الذي كانت غادة عبد الرازق أحد عناصر تركيبته -الغريبة أيضا- لكنها هذه المرة العنصر الأهم الذي تدور من حوله الأحداث ومعها نفس فريق العمل مصطفي محرم مؤلفا ومحمد النقلي مخرجا. غادة عبد الرازق وجه تلفزيوني مبشر، لديه حضور تليفزيوني لا يقل عن حضورها السينمائي، فتجاربها التليفزيونية السابقة تستحق منا أن ننتظر مسلسلها الأول -هذا لو اعتبرنا أن الباطنية كان بطولة مشتركة بينها وبين صلاح السعدني ولوسي- فهذا هو العمل الأول الذي يحمل اسمها «الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة". القصة نفسها غريبة كيف يمكن أن تكون امرأة علي ذمة خمسة رجال دون أن تخالف الشريعة؟ الأزهر طلب الاطلاع علي السيناريو قبل تصويره ولم يبد اعتراضه بعد أن تأكد أن كل حاجة تمام وليس هناك ما يثير القلق، ما الذي حمس الثنائي مصطفي محرم ومحمد النقلي لتكرار التجربة بعد كل هذه السنوات؟ ما الذي شجع كل هؤلاء الأبطال علي الالتقاء في عمل واحد؟ وما الذي شجع حسن يوسف علي العودة للدراما الاجتماعية! كلها أسئلة تزيد من فضولي ومعها الفيديو كليب المبهج الذي تم تنفيذه خصيصا للإعلان عن المسلسل بصوت المطرب الشعبي «هوبا» -وهو لمن لا يعرفه صاحب أغنية «آه ياني ياني ياني» وهي لمن لا يعرفها تحتل المركز الأول فيtop 10 التكاتك والميكروباصات- ليبقي سؤال أخير عن السبب الذي دفع ثمانية محطات مصرية وعربية لشراء المسلسل والتحمس لعرضه علي شاشاتها؟ كل هذه الأسئلة تجعلني أنتظر عرض المسلسل بفارغ الصبر علي الأقل لأجد إجابات علي أسئلتي، لكنني في الوقت نفسه أتمني أن تكون الإجابات مرضية وليست مجرد إجابات والسلام.