إمتي آخر مرة ضحكت فيها علي مسلسل في رمضان؟! لا ترهق نفسك في البحث عن إجابة لأنها غالبا هتكون «مش فاكر»، فصناعة المسلسل الكوميدي فن مختلف، يتطلب وقتا ومجهودا وتفرغا، وكلها عوامل لا تتوافر عادة في مسلسلات رمضان التي يتم تصوير معظمها علي الهواء مباشرة، فالحلقة التي ينتهي تصويرها قبل الفطار يتم عرضها في نفس اليوم بعد الفطار. ربما أدرك صنّاع الدراما التليفزيونية صعوبة الأمر، فقرروا «ينفضوا» للأعمال الكوميدية، فلم يتجاوز عددها هذا العام ثمانية مسلسلات، كل منها يراهن علي شيء مختلف.. بعضهم يراهن علي فكرة أو علي عوامل نجاح سابق ومضمون، فيما يراهن آخرون علي فريق عمل أو علي شعبية نجم سينمائي. فهل ينجح رهان الكوميديا هذا العام في أنه «يضحّك الجمهور»، أم سنجد أنفسنا في النهاية «بنضحك عليهم»؟! رهان أشرف عبد الباقي هذا العام علي فكرة جديدة ومختلفة، فبعد أن ملّ شهريار من حكايات شهرزاد «اللي ما بتخلصش» قرر يفوق شوية لأحوال المملكة التي لم ينتبه لها بسبب انشغاله بحكايات شهرزاد، فيستكشف مشاكل المملكة التي لا تنتهي ويبدأ في حلها علي مدار 30 حلقة، تحمل عنوان «مش ألف ليلة وليلة» أما مي كساب فتراهن علي دور جديد يتم تقديمه لأول مرة في الدراما المصرية.. تركيبة اختارت مي أن تدخل بها أولي بطولاتها التليفزيونية المطلقة، «منصورة» الفتاة التي هربت من ملجأ الأيتام في قرية «كمشيش» ولم تجد في القاهرة سوي مهنة واحدة في انتظارها: بوابة عمارة «العتبة الحمرا»! بينما يحاول أحمد مكي أن ينقل تجربته السينمائية الناجحة للتليفزيون، ففريق العمل «هو هو» أحمد الجندي مخرجا ومشاركا في التأليف، ودنيا سمير غانم بطلة، وعدد غير محدود من «الكاركترات» التي يقدمها مكي في كل حلقة من مسلسله الذي يراهن علي أن يكون «كبير قوي»، بينما يعود أحمد آدم لكاركتراته المتعددة لكنه هذا العام «فوريجي» ونقاش وطباخ وسمكري ومطرب ومدير فني لكرة القدم ورجل أعمال لمشاريع واستثمارات وهمية. هند صبري من جهتها تضع رهانها علي نجاح رواية «عايزة أتجوز» للمؤلفة غادة عبد العال من خلال 30 حلقة يخرجها رامي أمام في أول إخراج تليفزيوني له وتبحث خلالها العروسة عن «عريس الغفلة» الذي يقوم بدوره نجم مختلف في كل حلقة. أما أحمد عيد فيحاول أن يجد حلا لأزمة «سكر» الشاب الريفي الذي يبحث عن أكل عيشه في القاهرة، فيصطدم بأزمات المجتمع المصري ومشاكله، مستندا إلي قبول جماهيري في تجاربه السينمائية السابقة، بينما لا نعرف تحديدا علي أي شيء يراهن صناع مسلسل «سي عمر وليلي أفندي» الذي تدور أحداثه حول مشاكل الأسرة المصرية، ويقوم ببطولته توفيق عبد الحميد «ككوميديان» وتشاركه البطولة دلال عبد العزيز. ليبقي الرهان الأغرب هو رهان المنتج صفوت غطاس علي سميرة أحمد هذا العام ككوميديانة! من خلال مغامرات «ماما في القسم» اليومية في رمضان، ولا نعرف من أين أتت لصناع المسلسل جرأة إسناد دور كوميدي لسميرة أحمد، لأ وفي مسلسل يفترض أنه هيضّحك الناس؟! علي كل حال نتمني لسميرة أحمد النجاح في مغامراتها الكوميدية الجديدة داخل القسم.