حقيقة لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أمسك بقلمي لأسطِّر كلمات الرثاء لمن كانت النبع الحنون الذي ينهل منه القاصي والداني.. التي أعطت الجميع دون انتظار لمقابل.. ولم تكن أمي الحبيبة سوي شمعة ظلت تحترق لتنير لنا طريق الأمل والوفاء والحب والإخلاص. إن قلوب أبنائك مازالت.. رغم مرور كل هذه السنوات تنزف، بل تتألم، فقد أحدثت مصيبة موتك جرحاً في قلوبنا جميعا لن يندمل.. وإن طال الزمان. لم يعوضنا الأبناء ولا الزوجات وحتي أقرب المقربين فراقك يا أمي.. حيث إننا لم نتصور أن تغادرينا في لمح البصر.. لم نكن نتخيل يوما ما أن نواصل مسيرة حياتنا دون أن تكوني بجوارنا ناصحة لنا، مشجعة لأعمالنا، سعيدة بما نحرزه من نجاحات. أمي حبيبة قلوبنا ستظلين في عقولنا قبل قلوبنا، وستكون كلماتك ونصائحك هي الزاد الذي سوف يعيننا علي مواصلة مسيرة حياتنا.. ونعاهدك علي أننا سنكون نحن وأحفادك كما كنت تتمنين وأن دعاءك لنا هو الذي يدفعنا من نجاح إلي نجاح. الاثنين العاشر من يناير عام 2005 سيظل محفوراً في الذاكرة.. يوم أن غادرتينا إلي دار الحق. والله أسأل لك المغفرة وجنة الفردوس التي أُعدت للمتقين. ستظلين دائماً معنا يا أمي الحبيبة، تشاركيننا أفراحنا وتسانديننا في كل المواقف كما كنت تفعلين من قبل وستظل صورتك محفورة بقلوبنا لن تفارقنا أبداً كما ستظل الذكريات الطيبة التي جمعتنا سوياً والتي تعتبر الهواء الذي أتنفسه هي التي تساعدني لكي أكمل المسيرة بدونك وإلي أن نتقابل أدعو الله لك بأن يغفر لك ويسكنك مع الأبرار والمتقين بجنة الفردوس.