تعيش مصر هذه الأيام فترة تزايد فيها نفوذ رجال الأعمال إلي الدرجة التي أوصلتنا إلي أن تسير البلاد وفق مصالحهم الشخصية ومع أنني أؤمن بدور الفرد في الحركة الاقتصادية وهناك أسماء لامعة في التاريخ المصري القديم والحديث يؤكد أن هناك رجال أعمال شرفاء قدموا ويقدمون الكثير لوطنهم ولكن للأمانة هؤلاء قليلون وبخاصة هذه الأيام، فنجد الكثير من رجال الأعمال يسيرون علي طريق زيادة نفوذهم لزيادة نصيبهم من المال والذي جعلنا نطرح ذلك هي التصريحات الأخيرة للدكتور إبراهيم كامل رجل الأعمال حول عدم صلاحية موقع مشروع الضبعة النووي لإقامة مشروع نووي عليه وأن القيمة المادية للأرض أكبر من قيمة المحطة هكذا خرج علينا إبراهيم باشا كامل ليعطينا النصيحة والرأي في مشروع ظل منذ أكثر من عشرات السنوات يبحث فيه العلماء المصريون بالوكالة الدولية للطاقة الذرية ولم تقتصر وزارة الكهرباء علي علمائها فقط بل طلبت بيوت خبرة عالمية لدراسة الموقع من حيث مناسبته لإنشاء محطات نووية، كل ذلك لم يعجب رجل الأعمال الذي لا يتمتع بأي شهرة حتي علي المستوي القومي، الرجل خرج علينا ليصف مجهود العلماء المصريين ومجهود وزارة الكهرباء المصرية التي يتمتع وزيرها وكوادرها بالسمعة المهنية الطيبة وصفهم السيد ابراهيم كامل رحمه الله ورحمنا بأنهم مهرجون ولماذا مهرجون لأن منطق السيد الدكتور المادي جعله يؤكد أن القيمة المادية للأرض التي ستقام عليها المحطة أكبر من قيمة المحطة وافترض أن الأرض تساوي عشرين مليار جنيه وبذلك تكون أغلي من قيمة المحطة التي تساوي عشرة مليارات جنيه ولأن الدكتور إبراهيم كامل لا يعرف ولا يعلم إلا البيزنس في شركاته وفي بنوكه ويجهل أن موقع الضبعة صالح لإنشاء أربع محطات نووية لتوريد الكهرباء أي بواقع أربعين مليار جنيه لو تم حسابها بلغة أرقام ابراهيم كامل، نسأل ابراهيم كامل الرجل الذي لا يتمتع بأي حس سياسي ويجهل أن مصر في أشد الحاجة لإنشاء مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء بسبب ارتفاع استهلاك الكهرباء وبما أن التيار الكهربائي لا ينقطع عن قصور وفيلات ابراهيم كامل ومنتجعاته وأيضا شركاته فهو لا يشعر بأهمية المشروع، كل الذي يشعر به النظرة المادية الضيقة التي يتمتع بها أكثر رجال الأعمال في مصر والتي جعلته يتباكي علي معلومات خاطئة عنده تقول إن الأرض التي ستقام عليها المحطة النووية أغلي من المحطة النووية. ثم بأي منطق يتحدث هذا الرجل عن خيرة علماء مصر وكوادرها في وزارة الكهرباء وخارجها ويصفهم بأنهم مهرجون بأي منطق إطلاق هذه الصفات علي العلماء هل ابراهيم بيه كامل مثلا عالم من علماء الذرة علي مستوي العالم ولا نعلم هل العلماء، العظام في مصر الذين عملوا سنوات طويلة وتولوا مناصب كبيرة بالوكالة الدولية للطاقة علي مدي سنوات طويلة وحصل أكثرهم علي وسام الاستحقاق من الطبقة الأولي، هل هؤلاء مهرجون وهل هذا كلام علمي؟ ثم من أين جاء إبراهيم كامل بمعلوماته العلمية الكبيرة والعظيمة التي أكدت له أن اتجاه الرياح شمالية شرقية في منطقة الضبعة ويمكن أن يكون لها خطورة علي منطقة الدلتا والقاهرة عندما يحدث أي حادث في المحطة وهذا كلام وصفه العلماء بأنه «قول حق يراد به باطل» لأن كما أكد العلماء أن سرعة الرياح لا تكون ثابتة علي مدار العام وأن تجارب الانتشار التي أجريت علي موقع الضبعة أثبتت أنه في حال حدوث أي حادث فإن الغبار لا يصل إلي الدلتا أو القاهرة لأن سرعة الرياح تكون قادرة علي حمل الغبار إلي مسافات طويلة، هذا كلام العلماء المصريين العظام وأيضا كلام أكبر المكاتب الاستشارية علي مستوي العالم والكل لا يعلم من أين جاء عالم الذرة الكبير إبراهيم كامل بتلك المعلومات ألا يعرف سعادة الدكتور رجل الأعمال صاحب المليارات والمدين للبنوك بالكثير أن موقع الضبعة هو الأفضل، لأنهم سبق أن أجريت دراسات علمية عليه وأكدت في مدة طويلة من الأعوام أي منذ أكثر من 27 سنة وأثبتت أنه أفضل المواقع لإقامة المشروع النووي المصري.علماء مصر الكبار أعلنوا عبر الصحف أنهم مستعدون لمناظرة العالم الكبير إبراهيم كامل في معلوماته عن عدم مناسبة موقع الضبعة لإقامة المشروع النووي المصري، فهل سنشهد قريبا تلك المناظرة لنستمع إلي الآراء السديدة والعظيمة من عالمنا النووي إبراهيم كامل. إننا في انتظار أن يرد السيد المهندس حسن يونس وزير الكهرباء علي تلك التصريحات ونحن نثق ثقة كبيرة في تاريخ السيد وزير الكهرباء وفي رؤيته الثاقبة لاختيار مساعديه واختيار العلماء المصريين للمشروع النووي، علينا أن نستمع إلي رده علي تلك التصريحات التي وصفت كل من شارك في اختيار موقع الضبعة بالمهرجين ونحن في انتظار رد السيد الوزير.