التقديم يبدأ اليوم.. شروط وضوابط القبول في كلية الشرطة 2025–2026    ارتفاع السكر.. أسعار السلع الأساسية بالأسواق اليوم (موقع رسمي)    بزيادة 194%.. صادرات قطاع الذهب تقفز لمستوى قياسي 3.9 مليار دولار في 6 أشهر    مباحثات بين قطاع الأعمال وسفير الهند بالقاهرة لتعزيز التعاون الصناعي والاستثماري    نتنياهو يعلق على سبب كراهيته على الصعيد الدولي    الأمم المتحدة: الأوضاع في غزة بلغت أسوأ مراحلها بسبب الجوع    الأمم المتحدة: آخر شريان يُبقي الناس على قيد الحياة في غزة ينهار    احتجاجات في الجولان المحتل ضد الهجمات على الدروز في سوريا- صور    عمر كمال عبدالواحد يكشف عن شيء عانى منه لاعبو الأهلي قبل معسكر تونس    هل يزامل محمد عبدالمنعم؟.. تطورات في وجهة مصطفى محمد المحتملة للموسم المقبل    أمن المنافذ يضبط 24 قضية متنوعة خلال 24 ساعة    فور اعتمادها.. رابط نتيجة الثانوية العامة 2025 برقم الجلوس    6 مصابين في حادث تصادم على طريق أسيوط الزراعي    أول تعليق من راغب علامة بعد قرار إيقافه عن الغناء في مصر    هل يجوز عمل عقيقة واحدة ل 3 أطفال؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: يجب على كل مسلم تعلم القدر الضروري من الأحكام لضمان صحة عباداته    وزير الصحة يبحث تعزيز التعاون في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بالقطاع الصحي    خروج جميع حالات الاشتباه في التسمم الغذائي بإطسا بالفيوم    الصحة: 9 ملايين خدمة مجانية ضمن حملة «100 يوم صحة»    بعد الانتهاء من 90%.. التموين تواصل صرف مقررات يوليو اليوم ال 22    وزير البترول يستعرض فرص تنموية جديدة مع BP بعد اكتشافات المتوسط    بعد الوعكة المفاجئة.. شوبير يكشف تفاصيل وتطورات الحالة الصحية ل حسن شحاتة    موعد مباراة الاتحاد السعودي وفنربخشة التركي الودية والقناة الناقلة    «معلومات الوزراء» يرصد أحدث توقعات المؤسسات الدولية للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي    وزيرة التنمية المحلية تعلن تسليم خلايا الدفن الصحي المتكاملة بمركز بدر    مؤتمر جماهيري ل«مستقبل وطن» بالشرقية لدعم مرشحي انتخابات الشيوخ    الداخلية تضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 9 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    «الداخلية»: ضبط سيدة تروج لأعمال منافية للآداب عبر السوشيال للنصب على المواطنين    الفنان طارق ريحان يصل المحكمة لنظر محاكمة متهم بابتزازه والتشهير به    تنسيق كلية علوم 2025.. مؤشرات الحد الأدنى للقبول بالجامعات    «الشاطر» يتصدر شباك التذاكر بأكثر من 22 مليون جنيه في 6 أيام    مصطفى كامل: راغب علامة لم يخطئ عن قصد.. وسيحضر للنقابة    «الكاتب يوسف معاطي»: لم أكتب قصة حياة الزعيم عادل إمام لهذه الأسباب    صيف الأوبرا 2025 يجدد شباب الموسيقي العربية على المكشوف    وزير الثقافة يعزز التعاون مع الأردن في مستهل زيارته لمهرجان جرش    الجامعة الألمانية توقع اتفاقية مع Ghorfa لدعم التعليم والتدريب عبر الحدود    محافظ قنا ورئيس جامعة السويس يهنئان الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ثورة يوليو    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي لنظيره النيجيري    «الوطني الفلسطيني» يحذر من التراخي الدولي إزاء الكارثة الإنسانية بقطاع غزة    «البحوث الإسلامية» يطلق حملة دولية لمواجهة سياسة التجويع الصهيونية ضد أهالي غزة (تفاصيل)    عراقجي: غير مستعدين للمفاوضات المباشرة مع واشنطن حاليا    مجلس طب قصر العيني يقر إعادة إصدار مجلة القصر وتشغيل منصة إلكترونية لمجلة طب الأزمات    راتب ضخم وقيمة انتقال باهظة.. الأهلي يستبعد ساليتش من المرشحين لخلافة وسام أبو علي    رسميًا ..فتح باب القبول بمعهد الكوزن المصري الياباني لطلاب الإعدادية 2025    لا مجال للتردد.. 10 خطوات قد تنقذ حياتك عند اندلاع حريق مفاجئ    رانيا محمود ياسين غاضبة: «منفعلتش على أمي.. كنت بدور عليها ومش لاقياها»    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22-7-2025 بعد هبوطه ب8 بنوك    «هل انتهت القصة؟».. جون إدوارد يرفض كل سُبل الاتصال مع نجم الزمالك (تفاصيل)    «بديل وسام أبوعلي».. 30 مليون جنيه تهدد صفقة الأهلي الجديدة (تفاصيل)    تامر أمين ل «فشخرنجية الساحل»: التباهي بالثراء حرام شرعا ويزيد الاحتقان المجتمعي    طريقة عمل الأرز البسمتي، في خطوات بسيطة وأحلى من الجاهز    كيروش تولى قيادة منتخب عربي    لا علاقة له ب العنف الجسدي.. أمين الفتوى يوضح معنى «واضربوهن»    تفسير آية| «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا» الشعراوي يوضح سر وجود الإنسان وغاية خلقه    مديرية التعليم بالسويس تعلن أسماء 102 فائزًا في مسابقة ال30 ألف معلم    بمشاركة مروان موسى وعفروتو.. أحمد سعد يكشف عن بوسترات «حبيبي ياه ياه»    برلمانيون: نائب رئيس "مستقبل وطن" يحظى بشعبية كبيرة في الشرقية (صور)    أول بيان من «الداخلية» بشأن فيديو مواطن تعدى بالضرب على زوجة شقيقه المتوفى للاستيلاء على أرض زراعية في البحيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. يحيى مصطفى كامل يكتب : زمن البلادة
نشر في الدستور الأصلي يوم 05 - 08 - 2010

بعد طول تفكير أعقبه بحثٌ دءوب في مخزوني اللغوي لا أجد أفضل من كلمة البلادة تصلح توصيفاً للعقود الثلاثة الماضية...كلمة تصف المنهج والأسلوب والوجوه والسمة والحالة النفسية...
حين يموت الناس البسطاء شواءً في قطاراتٍ تحولت إلي مصاهر، وغرقي في كل البحور فراراً من الوطن، ومن فقرٍ أسود ثم لا تقوم الدنيا فلا تقعد بحثاً عن السبب... وحين لا تستقيل الحكومة أو حتي وزير بل تصبح المشكلة مشكلة الضحايا وينظر إليهم كحمقي ومجرمين فهذه بلادة.
حين تتنازل مصر عن دورها العالمي ثم الإقليمي والآن يُهدد النيل، ذلك الشريان الذي لا حياة بدونه، ثم يخرج علينا أحد أبرز مسئولي النظام ليعلن علينا أن حكومة حضرته لا تستطيع أن تحل مشكلة تلال الزبالة فإننا نتعجب من هذه البلادة!
حين يراهن النظام علي محور أمريكا-إسرائيل، ويسخر عضلاته للعب لا دور الشرطي ( فهذا تقوم به إسرائيل) وإنما دور المخبر أو بلطجي الصالات ثم لا يكون جزاؤه علي الرغم من كل ذلك سوي الاحتقار من كليهما، وأمام كل ذلك لا تثور بقية باقية من تلك الحفرية المسماة " كرامة" فيطق النظام أو حتي يحدث رابع المستحيلات فيمضي أو حتي يغضب بغنج ودلع علي طريقة «يتمنعن وهن راغبات» من باب حفظ ماء الوجه، كل هذه من سمات البلادة.
حين يمزق الفقر والعنف المجتمع ثم يغنون علينا بارتفاع معدلات التنمية فهذه أيضاً بلادة.
حين يزورون الانتخابات بمنهجية في كل مراحلها ثم يقسمون علي نزاهتها ويزايدون علي شفافيتها بعيون واثقة، هذه أيضاً بلادة.
حين يقتل شاب بوحشية ثم يرفضون أن يقدموا اعتذاراً بسيطاً أو يضحوا بمخبرين من جيش مخبريهم، ثم يخرج علينا أحد فريق الدفاع ليكذب عيوننا واصفاً ما لحق بالشاب بالكدمات البسيطة والرضوض!!! أليست هذه قمة الوقاحة والبلادة؟!
إثر هزيمة 1967 شاب الرئيس جمال عبد الناصر وطفح الحزن علي وجهه، ذلك لأنه كان لديه دم...وحين تقارن ذلك بصحح وجهاء النظام الموفورة فلن تجد لذلك سبباً سوي استحواذهم علي قدرٍ هائلٍ من البلادة!
في حين كان الرعب يخض الخواجات لدي رؤيتهم صورة خالد سعيد في مظاهرة في لندن تنديداً بالتعذيب، كان العرب اللطفاء يسألون بدورهم من بين أنفاس الشيشة عمن يكون صاحب الصورة، وحين كانوا يعرفون، فقد كان ردهم الذي يكاد يتكرر بلا استثناء (من بين أنفاس الشيشة أيضاً) : وأين المشكلة؟ أهو أول من يقتل؟!...كل يوم يقتل الكثيرون، فعلام هذه الضجة؟!
...حين تهان شعوب ويقتل أفرادها بغياً وعدواناً علي أيدي أنظمتها ولا تدرك هذه الشعوب ولا تشعر بفداحة الجرم فهذه أيضاً قمة البلادة!!
يمنعني من الاستفاضة في تنويحة البلادة هذه عدد الكلمات المصرح بها وأن للحديث بقية..
من السهل أن نصم شعوبنا بأنها "زبالة" مجبولةٌ من طينة بليدة زنخة كما يذهب الكثيرون، إلا أننا بذلك لن نعدو أن نكون بليدين نحن الآخرون، مغفلين، سبب هذه البلادة...
كون النظام بليدا لا يشعر فهذا لا جدال فيه موثق بجميع مواقفه " العرة النصف كم"... إلا أنها ليست مجرد طبع، فالغرض منها هو بث صورة القوة الطاغية التي لا يهزها حدث أو كارثة؛ لقد منهج هذا النظام منذ أكثر من ثلاثين سنة البلادة وعممها أسلوباً للحكم.. والرسالة هي «نحن باقون مهما حدث!!...نحن قدركم!!»
إذن فالغرض هو تيئيس الشعب من احتمال التغيير، وقد استغل في ذلك الإعلام بما لا يحصي من القنوات تبث مضموناً متخلفاً حقيراً يرسخ عبثية المقاومة ويطرح عوالم بديلة ووهمية من أزمنة مجد غابر أو ثراء فاحش..كل ذلك مشفوع طبعاً بدرجة عالية من احتمال للجماعات المحظورة-العلنية وخطابها، كونها تشبه مدخنة مصنعٍ محكمة التصميم وطويلة للغاية تطرد كل السخونة والضغط بعيداً عن سماء وفضاء النظام.
للأسف نجحوا ويئس الناس وتبلدوا كما خُطط وأُريد لهم، وحولوا غضبهم إلي بعضهم البعض في شماتات لدي المصائب وقتلٍ واغتصاب وفتاوي أعجب من العجب.
إلا أن ذلك القدر الشائع من البلادة لم يعد يكفي... فالنظام، ببلادة، تمادي كثيراً ولم يعرف أين يتوقف والناس بدورها ضجت ولم تعد تتحمل، وعلينا أن نراقب ما ستسفر عنه الأيام المقبلة الواعدة بالسخونة من كسرٍ للبلادة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.