قبل أن تنجب بشهر واحد فقط النجمة العالمية «بينلوبي كروز» الإسبانية الأصل قررت أن تتزوج من حبيبها وعشيقها وابن بلدها النجم العالمي «خافيير باراديم»!! عندما سألوا النجمة الأمريكية «أنجلينا جولي» متي تتزوج من النجم الأسطورة «براد بيت» ولهما من الأبناء ستة.. ثلاثة بيولوجياً وثلاثة بالتبني اضطرت «أنجلينا» للإجابة قائلة: سوف أتزوج «براد» في حالة واحدة هي أن يطلب مني أحد أبنائي ذلك وهم حتي الآن لم يطلبوا وأظنهم لن يفعلوها؟! هل نحكم علي الفنان أخلاقياً ودينياً بمعزل عن المجتمع الذي نشأ فيه أم أن أحكامنا جزء منها يستند إلي ثقافة هذا المجتمع.. زميلنا «محمد عبد القدوس» مثلاً انتقد بضراوة «بينلوبي» التي لم تتزوج «باراديم» إلا قبل شهر واحد من الولادة.. ماذا يقول إذن عن «أنجلينا» لو عرف أنها لم تفكر حتي في الزواج من الرجل الذي ارتبطت به نحو خمس سنوات.. لم يكن «عبد القدوس» بمفرده هو الذي داهمته هذه الأفكار المؤكد أن كثيرين لديهم نفس الأحكام.. لا أريد أن نتورط أكثر في أحكامنا الأخلاقية علي الآخر بمنطقنا وأفكارنا وبمعزل عن دائرة المجتمع الذي يضع هو القيم الخاصة به.. عندما تورط الرئيس الأمريكي «كلينتون» في علاقته مع «مونيكا» وغضب الرأي العام، لم يكن إعلان الاحتجاج بسبب تلك العلاقة غير الشرعية ولكن لأنه كذب علي الناس وأنكر في البداية تورطه في إقامة علاقة جنسية مع موظفة تعمل في البيت الأبيض.. «رشيدة دانتي» الوزيرة الفرنسية السابقة وهي من أصل عربي لديها طفلة وحتي الآن لم تصرح باسم والد الطفلة، اعتبرته شأناً خاصاً بها.. أهلها بالطبع غاضبون سواء في المغرب مسقط رأس أمها وشقيقها مؤخراً أصدر كتاباً يفضح فيه شقيقته برغم أنه متورط في قضايا مخدرات إلا أن المجتمع الفرنسي لا يشعر بتوجيه أي إدانة لرشيدة علي هذا الموقف الذي تجاوزت فيه الأخلاق المتعارف عليها.. حدود المجتمع هي التي تضع للأحكام قيمتها ومدلولها.. هل نحن في مصر نقيم الفنان أخلاقياً أم فنياً.. الحقيقة هي أن الجانب الأخلاقي دائماً له الصوت الأعلي في التقييم.. ولهذا يصدر دائماً نجومنا بين الحين والآخر مواقف أخلاقية ودينية للجمهور من أجل أن يضمنوا قدراً كبيراً من الحب والولاء.. بعض مما يحرص النجوم علي توصيله لا يمت للحقيقة بصلة ولكن هكذا يريد الجمهور من نجومه والنجوم علي الجانب الآخر لا يتوقفون عن مده بمثل هذه المواقف!! هل نحكم علي الفنان العالمي بنفس أحكامنا الشرقية.. أتصور أن الناس لا شعورياً قد تتسامح مع النجم الغربي، ولكن أبداً لن تفعلها مع ابن بلدنا.. ولكن يبدو «محمد عبد القدوس» ليس لديه في مثل هذه الأمور خيار وفاقوس!