كان لي حوار تليفوني مع صديقي الفنان الكبير المسيحي الديانة رداً علي مقالي الذي نشرته قبل نحو أسبوعين في «الدستور» الأسبوعي بعنوان «أسئلة طائفية بلا إجابات طائفية».. قال لي إجابتي هي باختصار أمن الدولة ما فيهوش قبطي.. كنت أستمع لشادية بجواري وهي تغني في الراديو «ودي فيها حاجة دي» قلت له «شادية» هي التي تسأل وأعدت عليه كلمات الأغنية قال لي نعم فيها حاجات كتير يشعر الأقباط بأنهم ليسوا موجودين في مواقع عديدة عنوة ومع سبق الإصرار فلم يأخذوا بعدها حقوقهم حتي في الفن.. وأضاف «حسن شحاتة» يقول أين اللاعب القبطي الحريف حتي أضمه إلي المنتخب.. أقول له أنت تتحدث عن قمة الهرم لأن اللاعب يبدأ في الشارع والساحات الشعبية وأقرانه المسلمين لن يسمحوا له باللعب معهم فكيف يتم اكتشافه لينتقل من الساحة الشعبية إلي النادي الكبير ليصل بعدها للمنتخب.. المطربة المسيحية مرفوضة شعبياً الأبواب مغلقة أمامها لأن الجمهور لا يريدها وضرب مثلاً ب «مني عزيز» التي هاجرت إلي النمسا بعد أن أوصدت أمامها كل الأبواب.. قلت له لماذا أحب المصريون «نانسي عجرم» المارونية أكثر مما أحبوا «هيفاء» الشيعية رغم أن أمها مصرية وزوجها مصري وأبناءها القادمين مصريون؟! قال لي التعامل مع اللبناني المسيحي يختلف عن المصري المسيحي.. قد يتسامح المصري مثلاً لو رأي «هيفاء» تقدم فيديو كليب به قدر من العري لكنه لن يغفرها أبداً لو فعلتها مثلاً «أنغام» قلت له لماذا صار «يوسف شاهين» عنواننا الأبرز في السينما وظهر عدد من المخرجين الأقباط دائماً يحصدون الجوائز ويؤازرهم الإعلام مفتخراً بإنجازهم الفني أمثال «داود عبد السيد»، «خيري بشارة»، «أسامة فوزي».. أجابني هم لا يواجهون مباشرة الجمهور ولكني أسألك كما سألت أنت في المقال أين النجم «الجان» كما ذكرت.. قلت له نجح «هاني رمزي» هل الجمهور يضحك للقبطي لكنه يضن عليه أن يصبح «جان» - فتي أول - تحبه الفتاة وتتزوجه في نهاية أحداث الفيلم.. هل يفرق الجمهور بين «أحمد عز» و«هاني رمزي».. قلت له لم تقدم لي إجابة عن هذا السؤال لماذا لم يصعد ملحن قبطي علي مدي الأجيال محققاً نجاحاً جماهيرياً.. فأعادني للمربع رقم واحد وهو أن الدولة تكلف الملحنين المسلمين بكل الأوبريتات الوطنية والاجتماعية سواء في التليفزيون أو الأوبرا ولا يفكرون ولو علي سبيل التغيير في الاستعانة بملحن مسيحي؟! قلت الفن دائماً قادر علي النفاذ ولو أغلقت دونه الباب سوف يقفز إليك من الشباك، ثم إن الدولة لا تتعاون سوي مع ملحن واحد فقط صار هو متعهد تلحين كل أوبريتات أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، هو مسلم ولكن بجواره 150 ملحناً مسلماً لا يسند إليهم شيئاً.. لم يقتنع صديقي بكل ذلك قال لي هاتلي ضابط أمن دولة قبطياً وبعدين نتكلم!!