وسط ضغوط أمريكية وتهديدات إسرائيلية وانقسام عربي، اجتمعت أمس في القاهرة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية، علي مستوي وزراء الخارجية بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك لمناقشة نتائج المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وبحث المطلب الإسرائيلي الأمريكي بالانتقال إلي المفاوضات المباشرة. وقدم عباس خلال الاجتماع الذي عقد برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسي، تقييماً شاملاً للموقف بالنسبة للمفاوضات غير المباشرة ورؤيته لكيفية التعامل مع الآفاق المستقبلية لهذه المفاوضات. ويأتي هذا الاجتماع في وقت تتصاعد فيه الضغوط الأمريكية والأوروبية للقبول للانتقال إلي مرحلة متقدمة من المفاوضات، رغم التعنت الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يرفع أعضاء لجنة المبادرة توصياتهم في هذا الخصوص إلي مجلس الجامعة العربية، الذي سينعقد علي مستوي وزراء الخارجية في السادس عشر من الشهر المقبل ، وذلك قبل أسبوعين من بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث سيعقد الوزراء العرب اجتماعاً آخر لتقييم الموقف وتحديد سبل التحرك. وكان عباس قد التقي أمس بمقر إقامته وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، واللواء عمر سليمان، حيث تم بحث مجمل الأوضاع المتعلقة بالوضع الفلسطيني في ضوء المساعي التي تبذلها مصر لإعطاء دفعة لعملية السلام إلي الأمام، ونتائج المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، وملف المصالحة الفلسطينية. إلي ذلك كشف عباس النقاب عن اتصالات مع اللوبي اليهودي في واشنطن، وقال لأول مرة نجري لقاء مع اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة (إيباك) الذي هو حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية. وتابع خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة مساء أمس الأول: ذهبت إلي الجمعية التي دعينا إليها، من قبل شخص مشهور يدعي داني ابره، وكان في استقبالي 53 شخصية يهودية، وأمضيت معهم ساعتين كاملتين. وحول إمكانية الدخول في مفاوضات مباشرة قال «عندما تصلني الضمانات المطلوبة وهي قبول حدود 67 ووقف الاستيطان بطريقة مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أو غير مباشرة عن طريق الرئيس حسني مبارك أو الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن أو الإدارة الأمريكية، سأذهب فوراً للمفاوضات المباشرة، وأنا علي استعداد للقبول بوجود طرف ثالث للمراقبة. وحول السيناريوهات التي يمكن اللجوء إليها في حال فشل المفاوضات غير المباشرة والتي تنتهي مهلتها في 8 سبتمبر القادم قال: «سأذهب إلي الدول العربية حيث نلجأ إلي مجلس الأمن لاتخاذ ما نراه مناسباً». وأضاف: إذا وجدت الأمور (مش ماشية سأخلع)، متسائلاً ما الذي يربطني بالسلطة؟، وأعلن أمامكم أنني لن أرشح نفسي لرئاسة السلطة في أي انتخابات قادمة مهما حدث، وقال مازحا ردا علي سؤال لأحد رؤساء التحرير عندما سأله ماذا ستعمل بعد ترك السلطة؟! «سأعمل صحفيا».