لو قُدّر لفيلم «اقتل بيل» «Kill Bill » أن يخرج علي يد مخرج آخر غير «كوانتين تارانتينو»، فلابد أنه سيخرج بشكل مختلف عما خرج عليه بالفعل، بل من المرجح أن الفيلم لم يكن ليخرج للوجود أصلاً؛ نظراً لأنه كاتب السيناريو أيضاً. ذلك المخرج المجنون، المشتعل نشاطاً، والذي أحب السينما وتعلمها من شرائط الفيديو، لهذا تبدو أفلامه مبتعدة عن النسق الهوليوودي المعتاد، فولاء «تارانتينو» للأفلام الأسيوية والأوربية بوجه عام، لهذا أتي فيلم «اقتل بيل» خلطة ناجحة من أفلام الإسباجيتي الإيطالية، وحكايات الأسيويين، وسيوف الساموراي، وهذا في مزيج مبهر من التقنية السينمائية الجذابة، مع عنف زائد، مما جعل الفيلم- الذي عرض علي جزءين متتاليين في عامي 2003/2004- أحد أهم الأفلام في أوائل الألفية الثالثة. البطلة هنا هي"أوما ثورمان» والتي تلعب دور قاتلة محترفة، تقرر فجأة أن تتزوج وتستقر، وتترك العالم القاسي الذي تعيش فيه، وخاصة أنها حامل في بنت، لكن الأخ « بيل» لا يروق له الأمر، وكعادة المجرمين يتخذ قراراً رهيباً، وفي الكنيسة حيث يدور الزفاف تحدث مذبحة بشعة بطلها «بيل» ومجموعته من القتلة الآخرين، وعندما تستيقظ البطلة تجد أنها قد فقدت ابنتها وزوجها، وهنا تقرر الانتقام. القصة تقليدية وتمت معالجتها في عشرات الأفلام، ولابد أن «كوانتين تارانتينو» قد تأثر بها، لكنه عندما قرر أن يصنع تحفته الخاصة تجاوز الأسلوب التقليدي، إلي أسلوب آخر معقد؛ ففي المشهد الافتتاحي نري البطلة وهي تلهث ألماً ودماً مرتدية ثوب العروس الملطخّ، وقاتلها «بيل» يضربها برصاصة في رأسها، وتستيقظ المرأة بعد سنوات في مستشفي، وقد عرفت بأن ابنتها قد ماتت فتقرر الانتقام ممن حاولوا قتلها، وممن قتلوا ابنتها بالفعل، وتبدأ رحلتها هذه بزميلتها السمراء، والتي كانت قد تزوجت وأنجبت صبية جميلة، وكان من الطبيعي أن تدور بين المرأتين معركة شرسة، بين واحدة تنتقم، وأخري تحافظ علي ما لديها بالفعل، ولعل المشهد الذي تأتي فيه الطفلة من الخارج لتتوقف المرأتان عن القتال مبتسمتين، من المشاهد التي ستبقي في ذاكرة السينما طويلاً، ومن خلال رحلة دموية مليئة بالدم، والمعارك، والمطاردات المتقنة تحقق المرأة انتقامها. قام المخرج هنا بتقسيم الفيلم إلي فصول شبيهة بفصول الروايات، وهو أسلوب يستخدمه «تارانتينو» في معظم أفلامه، وكل فصل يختص بفقرة معينة ومركزة، ولا مانع من استخدام الرسوم المتحركة لإبراز فكرته، وكذلك عدم السير بشكل طبيعي من البداية للنهاية. مدة الجزء الأول: 111 دقيقة. مدة الجزء الثاني: 136 دقيقة. النوع: حركة، جريمة. بطولة: اوما ثورمان، ديفيد كارادين، لوسي ليو. يعرض: الجزء الأول غداً الثلاثاء، والجزء الثاني بعد غد الحادية عشرة مساء، علي قناة MBC 2