بعد خمسة عشر عاما من حصوله على الأوسكار استطاع المخرج الأمريكي الشهير كوينتين تارانتينو أن يعبر بفيلم «الأوغاد»-INGLOURIOUS BASTERDS- ... الحواجز ويحقق أعلى الإيرادات فى تاريخه.. ولم يكتف بالنجاح أمام شباك التذاكر فحسب ولكنه عاد مرة أخرى إلى ترشيحات الأوسكار ليثبت للجميع جدارته بعد أن رشح فيلمه لثمانى جوائز منها جائزة أفضل صورة أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلى. عن قرار اعتزاله وتفكيره فى الاتجاه إلى النقد السينمائى ورؤيته لأفلامه تحدث تارانتنينو لجريدة «التليجراف» البريطانية فى الحوار التالى. فى البداية أعرب تارنتينو عن فخره بدخول «الأوغاد» السباق نحو الأوسكار بأكثر من جائزة، وقال: فخور بما حققه هذا الفيلم من نجاح هذا إلى جانب استقبال الجمهور له على الرغم من انه فيلم يتحدث عن النازية واليهود أثناء الحرب العالمية الثانية وبه الكثير من العنف والمناظر المخيفة، وهو ما كنت ابتعدت عنه فى الفترة الأخيرة. * ما الذى يمكن أن تقوله عن «الأوغاد» الآن؟ أقول إنه فيلم يناسب كل العصور ويعبر عن الكثير من الصراعات المستمرة حتى الآن وإن كان يسلط الضوء على الصراع بين الألمان النازيين واليهود الأمريكيين، الذين يقررون الانتقام بوحشية ولكنه فيلم يعبر بالتأكيد عن أحداث عصرية ربما يعيشها الكثيرون الآن فى مختلف البلدان. * يوجه لك دائما الكثير من الانتقادات منها ان شخصيات أفلامك تخلو من المشاعر الإنسانية لذا لا تحرك مشاعر المشاهدين.. فلماذا تصر على ذلك؟ أصر على ذلك لأننى أقدم نوعية مختلفة من الأفلام بها دائما معنى خفى، ومن يعرفنى جيدا يعرف أن هذا ما تحمله أعمالى فعندما أتحدث عن انفجار قنبلة على المسرح فى فيلم ما فليس هذا ما أقصده تحديدا، إنما أقصد شيئا آخر ووظيفتى ليست التصريح به للمشاهدين وإنما إخفاؤه فقط.. لذا تعتبر كل أفلامى موجعة ومؤلمة لأن بها الكثير من الحقيقة الخفية. * هل بالفعل أعلنت أنك ستترك العمل السينمائى وحددت خطة تقاعدك من الآن؟ لم أقل إننى سأترك العمل الآن.. لكنى قلت إنى سأتركه وأنا فى قمة نجاحى، أننى أرى مخرجين كبار مشهورين ولكنهم لا يعلمون متى يتركون الحفل وأنا لا أريد أن أكون مثلهم، فأصل إلى الشيخوخة، وأنا أقدم أعمالا لا تليق بى، فهو أمر يهدم كل ذكرى جميلة وتاريخ طويل من العمل الناجح.. وبالنسبة لى، فاليوم الذى أجد أننى لا أستطيع أن أهب كل ما لدىّ للسينما هو اليوم الذى سأنسحب فيه لأنه عمل لا يمكن أن تعطيه نصف وقتك أبدا. * إذن ما خطة تقاعدك؟ سأنتقل إلى النقد السينمائى وأكون رجل خطابات، سأكتب ما أراه من وجهة نظرى وهو أمر رائع يمكن أن يفعله رجل مسن، واعتبر ذلك مكافأة أعطيها لنفسى فى نهاية المشوار، أما الآن فهذا هو وقتى والذى أنوى أن أستغله إلى آخر لحظة. * متى بدأ عشقك الحقيقى للأفلام والسينما؟ لا يمكن أن أتذكر ذلك فحبى للأفلام هو عشقى الأول فى الحياة منذ أن كنت طفلا صغيرا، فكانت أمى تأخذنى لمشاهدة الأفلام كثيرا لأنها كانت أرخص من الجلوس مع مربية أطفال وهو ما أفادنى الآن. * بماذا تنصح من يريد أن يحقق نجاحا فى حياته؟ عدم الاستسلام، بالنسبة لى كنت أعلم أننى إذا استسلمت لن أصل إلى شىء لذا أنا أشعر بالفخر من كونى استمررت بالمحاولة إلى أن بدأ البناء فى الصعود دون توقف. * ما الجديد الذى تعمل عليه الآن؟ الجزء الثالث من فيلم «اقتل بيل»-Kill Bill vol.3- حيث أكتب السيناريو حاليا وسأخرج العمل بعد الانتهاء منه، وستقوم ببطولته النجمة أوما ثورمان وذلك بعد النجاح الذى حققه الجزءان الأول والثانى.