حصلت «الدستور» علي مستندات تؤكد قيام كارمن وينشتاين- رئيسة الطائفة اليهودية في مصر والمحكوم عليها بالسجن 3 سنوات- بالنصب علي رجل أعمال بعد أن باعت له عقاراً من ممتلكات الطائفة اليهودية بالقاهرة بموجب توكيل رسمي وحصلت منه علي ثلاثة ملايين جنيه. اشتملت المستندات علي صورة ضوئية من تفويض يحمل رقم 1343 لسنة 1997 ل«كارمن» ببيع الأماكن غير الدينية ملك الطائفة وقام أعضاء مجلس الطائفة اليهودية بالتوقيع عليه في 14 مارس من العام نفسه، وبناءً عليه قامت «كارمن» بالتوقيع علي عقد بيع العقار لرجل الأعمال وتنازلت له عن العقار مقابل ثلاثة ملايين جنيه طبقاً للتوكيل رقم 3172 لعام 1999 إلا أنها قامت بإلغاء هذا التوكيل في 13 يناير 2001 دون أي أسباب ودون أن ترد المبلغ الذي حصلت عليه. كما تضمنت المستندات التي حصلت عليها «الدستور» ثلاثة عقود موقعة من «كارمن» ببيع العقار رقم 5 شارع المسلة بمصر الجديدة إلي ثلاثة أشخاص منهم رجل الأعمال نبيل بديع الذي نصبت عليه في ثلاثة ملايين جنيه وحصل علي حكم بحبسها 3 سنوات غيابياً، ويقول «بديع» إن هذه ليست المرة الأولي التي يتعامل فيها مع «كارمن»، حيث سبق له أن اشتري منها أراضي ملكاً للطائفة اليهودية إلا أنها هذه المرة بعد أن باعت له العقار بثلاثة ملايين جنيه طمعت في أن تزيد المبلغ إلي 10 ملايين جنيه وعندما رفض قامت بإلغاء التوكيل ولم ترد له المبلغ الذي دفعه لها. وأضاف «بديع» أن «كارمن» تحاول أن تخدع الرأي العام الإسرائيلي واليهودي لتكسب تعاطفهم بقولها إن المصريين قاموا بتزوير مستندات إدانتها، مشيرة إلي أن مبني العقار من ضمن مباني المعابد اليهودية في مصر ولا يجوز التصرف فيه. ونفي «بديع» هذا الكلام مؤكداً أن الأرض كانت مقسمة لجزءين- مبني للمعبد ومبني آخر لكبار السن- وما اشتراه كان مبني كبار السن، وأشار إلي أنه قدم للمحكمة إحاطة من المجلس الأعلي للآثار تفيد بأن هذا المبني خارج حصر المباني ذات الطابع الديني. من جانبه أكد باسم وهبة- محامي بديع- أن اختفاء «كارمن» يؤكد إدانتها وأيضاً عدم قيامها بعمل استئناف علي الحكم يؤكد أنها لا تملك أي دفاع في واقعة النصب والاحتيال، وأضاف أنها نصبت علي موكله منذ حوالي 11 عاماً وهذا المبلغ يعتبر مجمداً الآن وإذا كان قد استثمره لكان سيدر عليه عائداً كبيراً، لذلك طلب «وهبة» سرعة القبض عليها وإدراج اسمها علي قوائم الممنوعين من السفر وقوائم الترقب والوصول إذا كانت خارج مصر، كما ناشد السفير الإسرائيلي بمصر احترام الأحكام القضائية المصرية، مؤكداً نزاهة وعدل القضاء المصري. وأكد مصدر أمني ل «الدستور» أن «كارمن» لم تغادر البلاد وأنها مازالت موجودة في مصر، وأضاف المصدر أن الأمن قام بتوزيع نشرة علي المنافذ والمطارات بعد صدور الحكم بحبسها، وتقوم حالياً مباحث تنفيذ الأحكام بالبحث عنها في عدد من الأماكن المتوقع أن تكون موجودة بها منها محل إقامتها بميدان التحرير وأيضاً عدة عقارات تملكها بالقاهرة وكذلك مكتب زوجها المصري المحامي «يسري.ر» ومقره أمام مكتبها بوسط القاهرة. وصرح مصدر- رفض ذكر اسمه- في تصريح خاص ل «الدستور» بأن «كارمن» توجد حالياً بمقر السفارة الإسرائيلية تمهيداً للوصول إلي حل نهائي مع رجل الأعمال الذي حصل علي الحكم بحبسها وذلك لأن السفارة مكان لا يجوز تفتيشه إلا بإجراءات دولية معقدة، خاصة أن جميع السفراء الإسرائيليين الذين حضروا إلي مصر ومن ضمنهم السفير الحالي يعتبرون كارمن وينشتاين «الأم الروحية» لهم.