أكد الرئيس مبارك أنه يتابع الحوار الهادئ مع الأشقاء في دول حوض النيل، بما يحفظ مصالح مصر، ويحقق التنمية لجميع دول الحوض. وقال الرئيس مبارك في كلمته التي وجهها اليوم- الخميس- إلي الشعب المصري عشية الاحتفال بالذكري الثامنة والخمسين لثورة يوليو المجيدة: إن التحرك المصري الخارجي محكوم بمصلحة البلاد، فمصر تعمل من أجل سلام واستقرار الشرق الأوسط دون أجندات خفية، وبعيداً عن المهاترات والمزايدة ولم يقدم أحد ما قدمته للقضية الفسطينية. وشدد علي أن مصر ستبقي وطناً عزيزاً مرفوع الرأس والكرامة، تسعي بخطوات واثقة نحو المستقبل. وقال الرئيس: «لقد استطعنا احتواء تداعيات هذه الأزمة علي اقتصادنا وأوضاع عمالنا ومستويات الأجور والرواتب بما حققناه من خطوات الإصلاح الاقتصادي قبل الأزمة وما اتخذنا من سياسات الإنعاش الاقتصادي بعد وقوعها، تخطينا تداعيات هذه الأزمة ونمضي نحو انطلاقة جديدة نعاود بها تحقيق معدلات نمو مرتفعة لاقتصادنا، تظل أولوياتنا الأولي رفع معدلات التشغيل وإتاحة فرص العمل ومحاصرة البطالة، نعلم أن الطريق لذلك هو تشجيع المزيد من الاستثمارات والمشروعات وإعطاء دفعة جديدة لصادراتنا». وحول انتخابات مجلس الشعب القادمة قال «مبارك»: «إنني أتطلع لأن تدفع هذه الانتخابات بتجربتنا الديمقراطية إلي الأمام». وأضاف الرئيس: «نبذل أقصي الجهد لنشر ثقافة جديدة تشتد حاجة المجتمع إليها إزاء قضايا عديدة كقضية الديمقراطية والرأي والرأي الآخر والعمل الحر وقضايا الفكر والعقيدة وقضايا المرأة وقضية التوسع العمراني والخروج من الوادي الضيق وقضية الزيادة السكانية باعتبارها أخطر ما يواجهنا من التحديات في الحاضر والمستقبل وباعتبارها قضية وطن وشعب ومصير، نعلي قيم حقوق الإنسان المكفولة بأحكام الدستور والقانون ولا نقبل انتهاك حقوق الإنسان المصري وكرامته أو المساس بها». وترحم «مبارك» علي أرواح الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات، ومن فارق عالمنا من رجال الثورة، وقال: «إن التاريخ سيذكر دائماً ما قاموا به من ثمانية وخمسين عاماً، وأن شعب مصر شعب أصيل يعي أقدار الرجال ويحفظ ما قدموه من عطاء للوطن».