.. بالأمس أطلقت دعوة لوقفة احتجاجية في الثانية ظهر الاثنين المقبل أمام وزارة الصحة بشارع مجلس الشعب احتجاجاً علي مزاد بيع أرض مستشفي باب الشعرية بمعرفة الأوقاف لصالح أحد المستثمرين من أصحاب النفوذ. .. واليوم مستند خطير وحاسم وقع تحت يدي وهو الخطاب رقم 9298 الصادر في 7/12/1998 عن إسماعيل سلام وزير الصحة ومردوداً عليه بالموافقة من وزير الأوقاف حمدي زقزوق. .. نص الخطاب يقول فيه إسماعيل سلام لزميله وزير الأوقاف: تلقت وزارة الصحة خطاباً من هيئة الأوقاف تطلب فيه موافاة الهيئة خلال شهر بشيك بمبلغ «993680،1» لدخول ممارسة علي الأرض رقم 536 شارع بورسعيد باب الشعرية، وفي حالة عدم السداد يعتبر تنازلاً عن الشراء!! .. وتنص الفقرة الثانية من الخطاب علي حديث خطير لوزير الصحة موجه لزميله وزير الأوقاف يقول فيه: معالي الوزير.. هل هذا معقول؟!! وكيف تفقد وزارة الصحة صاحبة الوقف الأصلي جميع حقوقها في هذه الأرض التي سبق لمعاليكم الموافقة علي تسليم المبني رقم 536 موضوع المطالبة للشركة المسند إليها تنفيذ عملية الإنشاء والتجهيز للمستشفي والعيادات المتطورة لحي باب الشعرية بغرض هدم المبني القديم وإقامة البناء الجديد وفقاً للرسومات المعتمدة. .. ويختتم وزير الصحة خطابه لوزير الأوقاف، قائلاً: أرجو صدور تعليمات معاليكم بإيقاف هذا التصرف!! ووزارة الصحة تأمل في موافقة سيادتكم علي تأجير الأرض لها بإيجار رمزي جنيهاً واحداً.. التوقيع: وزير الصحة د.إسماعيل سلام. .. وعلي الخطاب ذاته تأشير من الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف في اليوم ذاته يستمر تأجير المكان لوزارة الصحة ويصرف النظر عن موضوع الشراء!! ..وتكشف هذه الوثيقة عن الحقائق الآتية: .. أولاً: أن الأرض رقم 536 شارع بورسعيد المخصصة لبناء مستشفي باب الشعرية هي أرض بالفعل مؤجرة من وزارة الأوقاف للصحة منذ ديسمبر 1998 بإيجار رمزي جنيهاً واحداً، وهو ما لا يمكن تصور تنازل وزارة الصحة عنه!! .. ثانياً: كشف خطاب وزير الصحة عن أن هذه الأرض موقوفة أصلاً لصالح الخدمة الصحية، وهو ما لا يجوز شرعاً أو قانوناً المغايرة فيه خلافاً لرغبة الواقف الذي أوقفها للصحة وليس لبرج أو مول تجاري!! .. ثالثاً: تكشف لغة وزير الصحة المحترمة في الخطاب السابق عن أن هناك شهوة قديمة «علي الأقل منذ 1998» للاستيلاء علي هذه الأرض وبيعها تجارياً بمعرفة الأوقاف، وهو ما يتكرر الآن في 2010، لكن في غياب وزير شجاع يخاطب وزيراً آخر، قائلاً له: «هل هذا يعقل»!! .. رابعاً: الذي لم يعقله بحق إسماعيل سلام هو ذات ما عقله الدكتور حاتم الجبلي في 2010، حيث أغلق «للآن» عينيه وأذنيه عن كل ما يدور ويهدر من أموال الدولة التي أنفقت علي هدم هذا المبني الذي أشار إليه الخطاب واستبداله بمبني آخر أنفقت الأموال عليه، «رخص وتحضير أجهزة ورسومات هندسية وإنشائية» ومبالغ سددت لشركات مثل وادي النيل وقبلها «مديكيب» وشركة الدراسات المتكاملة «حسن أنور وأبوزيد راجح» وغيرها وغيرها، مما يهدر اليوم لصالح جيوب وصوالح البعض علي حساب مصالح الناس والمرضي والفقراء!! .. خامساً: خطاب سلام لزقزوق يكشف عن أن وزير الأوقاف سبق أن وافق علي هدم المستوصف وتسليم الأرض للشركة المتعاقدة «كما يقول وزير الصحة»، لكن يبدو أن الأرض عندما أخليت من المبني القديم زادت حلاوة في عيون إدارة الملكية العقارية بهيئة الأوقاف التي ينبغي أن تكون أولوياتها تنفيذ ما يوصي به الواقفون وكذلك مصلحة جموع الشعب وليس جيوب قلة من تجار أراضيه. .. كما لا يمكن أن نتصور أن هيئة الأوقاف التي أجرت الأرض للصحة منذ 1999 بعقد إيجار غير محدد المدة عادت في 2010 لتبيع ما تنازلت عن حق الانتفاع به!! .. إننا أمام جريمة في حق أبناء هذه المنطقة وفي حق أموال الدولة التي أهدرت أموالنا وتبرعاتنا التي ضاعت بفعل شهوة سلب هذه الأرض، وتغيير رسالتها ودورها الذي وقفت من أجله وخصصت ثانياً في 1999 لذات الغرض. .. أدعوكم للإطلاع علي صورة طبق الأصل من خطاب «سلام» ل «زقزوق» علي موقعي علي «الفيس بوك» و«تويتر»، ولحديثنا بقية وموعدنا في وقفتنا الاحتجاجية علي هذه الجريمة أمام وزارة الصحة بشارع مجلس الشعب في الثانية بعد ظهر الاثنين المقبل.