ما قاله نجل الرئيس خطوة غير مألوفة لاحتواء الغضب الشعبي لاسيما أنه نادراً ما يتحدث إلي وسائل الإعلام حول القضايا الحساسة جمال مبارك اعتبرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية تصريحات جمال مبارك أن العدالة ستتحقق ضد ضباط الشرطة المتهمين في قضية قتل الشاب السكندري خالد سعيد بأنها خطوة غير مألوفة لاحتواء الغضب الشعبي، لاسيما أن نجل الرئيس نادراً ما يتحدث إلي وسائل الإعلام حول القضايا الحساسة التي تشبه قضية خالد سعيد. وأرجعت الصحيفة الأمريكية التغير في موقف جمال مبارك إلي أن الغضب الشعبي الذي تمثل في المظاهرات التي خرجت احتجاجاً علي تعذيب الشاب خالد سعيد حتي الموت علي أيدي اثنين من ضباط الشرطة قد أجبرت السياسي المرشح للرئاسة علي تغيير استراتيجياته قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011. ولفتت الصحيفة في التقرير الذي نشرته علي موقعها الإلكتروني أمس الأول - الأربعاء - إلي تصريحات أمين السياسات في الحزب الوطني التي نشرتها الصحف المصرية التي قال فيها: «الحزب لا يقبل أي انتهاك لحقوق المواطن التي كفلها الدستور والقانون ويؤمن بضرورة أن تأخذ العدالة مجراها»، مضيفاً هذا ينطبق علي قضية مقتل المواطن خالد سعيد في الإسكندرية خصوصاً بعد انتهاء تحقيقات النيابة العامة وإحالة المتهمين إلي المحاكمة الجنائية». ورأت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن تصريحات مبارك الابن جاءت بمثابة مفاجأة للكثيرين، مشيرة إلي تصريحات دكتورة هالة مصطفي - المحللة السياسية وعضو الحزب الحاكم لوكالة «رويترز» الإخبارية الأمريكية - أن «هذا البيان الذي يعتبر الأول من نوعه، يشير إلي أن الضغوط المتزايدة والوعي السياسي في مصر قد وصل إلي مستوي جديد قادر علي دفع عملية الإصلاح السياسي إلي الأمام». وأشارت الصحيفة إلي أنه علي الرغم من أن وزارة الداخلية قد أنكرت ضلوعها بأي دور في قتل خالد سعيد، وأشارت إلي وفاته بعد الاختناق بكيس من المخدرات، إلا أن صور وجه سعيد المشوه وجسده المتداعي التي وضعها النشطاء علي شبكة الإنترنت قد جعلت الملايين من المصريين يعتقدون خلاف ذلك، خاصة بعد أن أكد الشهود أن سعيد قد تعرض للضرب واقتيد إلي قسم الشرطة من قبل بعض رجال الشرطة الذين يرتدون ملابس مدنية. وأبرزت الصحيفة أن منظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، قد طالبت رسمياً بإجراء تحقيق يتسم بالشفافية، كما أرجع منتقدو النظام الحادث إلي قانون الطوارئ الذي يجري العمل به منذ 30 عاماً. واختتمت «لوس أنجلوس تايمز» تقريرها بالإشارة إلي أن قضية خالد سعيد وما ترتب عليها من تداعيات غاضبة قد زاد من الضغوط علي الحكومة في وقت يتساءل فيه المصريون حول ما سيسفر عنه العام المقبل من تطورات علي الساحة السياسية، خاصة أن الرئيس مبارك لم يعلن بعد ما إذا كان سيكون مرشح الحزب الوطني في الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي يعتبر فيه جمال مبارك الخيار الأول للحزب الوطني إذا لم يترشح والده؟!