يتحسر أهالي مدينة الفيوم علي حال مدينتهم التي كانت قبل أعوام قبلة للسائحين والزائرين لجمالها وهدوئها وسواقي الهدير التي تسلب عقول مشاهديها لكنها تحولت علي يد محافظها الدكتور جلال مصطفي سعيد إلي حقل تجارب للأرصفة وتضييق الشوارع وخنق مواطنيها حتي بدت المدينة أشد زحامًا من القاهرة بعد أن قام المحافظ بتضييق جميع شوارعها وحشر أرصفة أكلت جميع الطرق، وبالرغم من اعتراض جميع المجالس المحلية فإن المحافظ مازال يتعامل وفق تخصصه كمهندس طرق ولذلك قام بتغيير الأرصفة في الطرق التي سار فيها موكب السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية منذ شهرين بالرغم من تجديدها قبل أقل من عام وحينما أعلن الأسبوع الماضي عن زيارة الدكتور أحمد نظيف قام المحافظ بتغيير جميع الأرصفة التي سيمر بها موكبه وإنفاق ملايين الجنيهات عليها وهي التي أنفق عليها منذ أشهر ملايين أخري وسط ذهول المواطنين من تدمير أرصفة لم يمر علي إنشائها بضعة أشهر واختزل المحافظ المدينة في شارعين فقط هما شارع سعد زغلول حيث يقع مبني المحافظة وشارع أحمد شوقي حيث تقع فيللته وترك المدينة وأحياءها فريسة للعشوائيات وانتشار جميع أنواع الجرائم والبلطجة حتي تحولت أحياء دار الرماد والصوفي وقحافة والشيخ حسن والبارودية والحواتم إلي تلال من القمامة وانتشرت مياه المجاري في كثير من الأحياء بل إن بحر يوسف تحولت شواطئه في قحافة إلي مقلب للقمامة بالرغم من وقوع هذا المقلب أمام محطة مياه الشرب الرئيسية التي تغذي المحافظة وتحول البحر نفسه في حي الصوفي إلي مقلب قمامة ومكان لاستحمام الخيول وبهائم عربات الكارو . وفي الوقت الذي ينفق فيه الملايين علي الأرصفة يبخل محافظ الفيوم بمال المحافظة علي أي تطوير لعشوائياتها أو الارتقاء بالمستوي الفكري والثقافي لأبناء هذه الأحياء الذين يعيش بعضهم حياة القرون الوسطي وسط اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب في الصوفي وانتشار مقالب القمامة في جميع الأحياء، والغريب أن جميع القيادات الشعبية والتنفيذية تنتقد بشدة ما يفعله المحافظ في المدينة وسوء حالتها لكنهم يشيدون أمامه بهذا التطوير، والأعجب أن مدينة الفيوم تحولت إلي مدينة للبلطجة والقرصنة والسرقة بكل أنواعها حتي إن أحد أكبر شوارع المدينة شهد منذ أيام جريمة منظمة بطلها عشرة بلطجية قاموا باختطاف احد المحامين من سيارته بعد أن اعترضوا طريقه وسط الشارع أمام فيللا المحافظ وكبلوه بالقوة في سيارتهم وانصرفوا بهدوء وسط غياب تام للأمن داخل المدينة. تبقي الإشارة إلي ما قام به محافظ الفيوم في سواقي الهدير، حيث قام بتدمير الشكل التاريخي للسواقي وغير شكلها بطريقة أضاعت جمال وعراقة هذه السواقي والتي كانت قبلة السائحين وأغلق كافتيريا المدينة التي كانت تطل علي هذه السواقي ومازال المحافظ يعبث بالمدينة في أمور كلها شكلية لا يرضي عنها المواطن وباتت المشاكل الحقيقية تحاصر أبناء مدينة الفيوم التي أصبحت بحق تسمي مدينة الأرصفة .