الأمن يمنع الأهالي من دخول حي أبو الريش القريب من الضريح.. والمخبرون يعتلون أسطح المنازل البحيرة مبتلاة بأبو حصيرة لم يكن أمس الأول - الثلاثاء - يومًا عاديًا في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة مع تشديد الإجراءات الأمنية بطريقة حولت منطقة أبو ريش وقرية دميتوه التي يقع فيها ضريح أبو حصيرة إلي ثكنة عسكرية. فمع الصباح الباكر من يوم - الثلاثاء - تسببت الإجراءات الأمنية المشددة في تعطيل مصالح المواطنين حتي وصل بها الأمر إلي إجبارهم علي النزول من أتوبيسات النقل الداخلي المتجه إلي بعض المناطق القريبة من قبر أبو حصيرة والسير علي الأقدام مع التفتيش الذاتي للمشتبه فيهم. ومع مرور الوقت أجبرت الإجراءات الأمنية في الساعة الواحدة ظهرا القوي الوطنية بمحافظة البحيرة علي إلغاء المظاهرة الحاشدة التي كان من المقرر عقدها أمام كوبري أبو الريش في نفس الوقت الذي كانت تستقبل فيه القرية 600 يهودي حضروا لزيارة الضريح في عدد كبير من الأتوبيسات. ولم يكن المشهد داخل القرية أحسن حالا فقد اعتلي المخبرون أسطح المنازل القريبة من المزار وأحاطت السلطات الأمنية الضريح بسياج حديدي لا يسمح إلا بمرور اليهود الذين تدفقوا لزيارته. وتابعت «الدستور» عن قرب احتفالات اليهود عندما تدفقوا إلي الضريح ونجحت في التقاط بعض الصور رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي كانت تمنع أي شخص من الاقتراب من ميدان حي أبو الريش القريب من أبو حصيرة وقامت بالقبض علي مراسل قناة رويترز بحجة عدم وجود تصريح. وفي المقابل لم تصمت المعارضة حيث استغلت انشغال الأمن بتأمين اليهود وتظاهرت الأحزاب والقوي السياسية بالبحيرة أمام محكمة دمنهور احتجاجا علي إقامة احتفالات أبو حصيرة وانضم العشرات من أهالي مدينة دمنهور إلي المتظاهرين من جماعة الإخوان وحركة كفاية والحزب الناصري وحزب الغد وحزب الكرامة وحزب التجمع وائتلاف «مدونون ضد أبو حصيرة»، وتعالت الهتافات الرافضة لاستقبال وتأمين الصهاينة بأكثر من 4 آلاف جندي أمن مركزي ومنها «أبو حصيرة عار وخيانة»، «كلنا ضد الجدار»، «يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس». وعقدت القوي الوطنية مؤتمرا صحفيا بمقر حزب الغد بدمنهور أكد فيه أحمد ميلاد - النائب الأول لرئيس حزب الغد بالبحيرة - أن الأجهزة الأمنية احتلت مدينة دمنهور الهادئة من أجل حماية الصهاينة القتلة، متسائلا: أين احترام أحكام القضاء التي قضت بعدم إقامة مولد أبوحصيرة ومنع اليهود من دخول قرية دميتوه. وانتقد إيهاب السيد - المحامي بالنقض - ممثل الإخوان المسلمين قيام النظام بتجاوز الحكم القضائي النهائي الحاسم لهذه القضية وتجاوز قرار اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة المتضمن إلغاء الاحتفالت والزيارة. وقال جمال منيب - القيادي بالحزب الناصري - إننا نعيش اليوم في حزن فاليوم تنتهك كرامة الشعب العربي والمصري. وقد دفعت الأجواء المتوترة في البحيرة قوات الأمن إلي التبكير برحيل آخر وفود اليهود من أمام الضريح في تمام السادسة مساء واخترقت الأتوبيسات ميدان أبو ريش وسط غضب شديد من الأهالي.