«المجنيين» اسم يطقه بدو سيناء علي من صدرت ضدهم أحكام غيابية ويعيشون هاربين حتي لا تتمكن الشرطة من القبض عليهم لتنفيذ هذه الأحكام، ويخشي معظم المجنيين الذهاب إلي الشرطة لإسقاط الأحكام التي صدرت ضدهم بعد أن تم الإعلان عن مبادرة جديدة من جانب الشرطة لإسقاط هذه الأحكام، في محاولة للتوصل إلي اتفاق بين البدو والشرطة بعد الاشتباكات المسلحة التي جرت في سيناء الأسابيع الماضية. ويخشي البدو الذين صدرت ضدهم أحكام غيابية تسليم أنفسهم وإعادة محاكمتهم مرة أخري، خشية صدور قرارات باعتقالهم في حالة حصولهم علي أحكام بالبراءة أو أحكام مخففة، وهو ما يقوض نجاح الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخرا لتهدئة الأوضاع، والتي حاولت فيها الداخلية إبداء حسن نواياها بالإفراج عن 16 معتقلا مؤكدة بأنه سيتم الإفراج عن الباقين دفعات جديدة. يقول عياد. أ، الذي صدرت ضده أحكام بالسجن تصل مدتها إلي 50 عاما، أنه حوكم بقضايا وهمية لا يعلم عنها شيئا، وصدر في معظمها ضده أحكام بالحبس، ويضيف أنه في إطار العلاقة المتوترة بين الشرطة والبدو يخشي الآن تقديم طلبات لتسوية هذه الأحكام وإعادة النظر فيها؛ خاصة أنه بريء من التهم التي وجهت إليه في هذه القضايا. ويتفق معه صالح.ح قائلا «صدرت ضدي أحكاما تصل مدتها إلي 32 عاما، منها 25 عاماً أحكامي عسكرية، وسبع سنوات بالسجن في قضية جنائية»، ويضيف «لم يتم التحقيق معي مرة واحدة؛ وجميع الأحكام صدرت ضدي غيابا في قضايا لا أعلم شيئا عن معظمها من الأساس». ويقول بدوي آخر لقب نفسه بأبو محمد أن العديد من المعتقلين حصلوا علي أكثر من حكم قضائي بالإفراج عنهم ثم يعاد اعتقالهم مرة أخري، وأنه لم يحضر للمحاكمة في أي مرة حيث كان محاموه هو من يقومون بجميع الإجراءات. ويأتي المجنيين إلي منازلهم ساعات قليلة علي فترات للاطمئنان علي زوجاتهم وأطفالهم حيث يختبئون في المناطق الجبلية التي لم يفصح عنها البدو ولكن يؤكد البعض أن أهمها جبل الحلال. ولا يختلف حال معظم المجنيين عن بعضهم، فمعظم الأحكام جنائية تصدر ضدهم غيابيا دون استجواب، ليفاجأوا بالشرطة تبحث عنهم لتنفيذ الحكم في النهاية، ولا يجدون أمامهم وقتها إلا الهرب وسكني الجبال. ويفسر أحد أبناء منطقة الوسط كيفية صدور الأحكام ضد المجنيين بهذه الصورة قائلا «في بعض الأحيان يتم ضبط مزرعة بانجو علي سبيل المثال، ولا يضبط أحد فيها، فتلجأ الشرطة إلي اتهام 10 أو 15 شخصا من أبناء المنطقة لمجرد أنهم من أبناء المنطقة، وتبدأ في اتخاذ إجراءاتها ضدهم، لتصدر في النهاية أحكام في قضايا لا علاقة لهم بها. وتعتبر منطقة «البرث» القريبة من الحدود بين مصر وإسرائيل أشهر المناطق التي يختبئ بها المجنيين، ويؤكد «المجنيين» أنهم لن يفكروا في الهرب إلي إسرائيل مهما كانت أزمة العلاقات بينهم وبين الشرطة. ويشعر «المجنيين» بأمان تام في المناطق التي يختبئون فيها، والتي يصعب الوصول إليها من جانب قوات الأمن كما يصعب مداهمتها بسبب طبيعتها الصحراوية وضروبها المتعددة وتعدد أماكن الهرب فيها، فلا يمكن الوصول إليها إلا من خلال البدو أنفسهم. ويخطف «المجنيين» لحظات بين الحين والآخر لرؤية زوجاتهم والاطمئنان علي أطفالهم إلا انه يكون لديهم مخاوف من أن يتم مداهمة منازلهم فيغادرونه علي عجل بعد ساعات قليلة. ويمتلك «المجنيين» شاحنات صغيرة يطلقون عليها « ماردونا» لسرعتها الشديدة ، إضافة إلي عربات الدفع الرباعي التي تمكنهم من الهرب بسرعة داخل الجبال والضروب. ويواجه هؤلاء «المجنيين» أحكاما صدرت ضدهم بالسجن في قضايا مخدرات وقتل وتهريب وسلاح.