اعتبرت صحيفة «بوسطن جلوب» الأمريكية في عددها الصادر أمس في تقرير أعده الباحث الأمريكي روبرت روتبرج بمعهد السلام العالمي أن هناك مؤشرات لاحتمال نشوب حرب علي مياه النيل الذي يمتد طوله إلي4100 ميل بين مصر والسودان من جهة وباقي دول المنبع، خاصة مع تهديد دول المنبع لمصر والسودان والتي قد تجعل كلاً من الدولتين غير قادرة علي التمتع بوفرة مياه النيل التي اعتاد التمتع بها تاريخيا، فالآن ترغب دول المنبع في أن تحصل علي وفرة أكثر من المياه وتريد إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا والكونغو ورواندا وبوروندي تأكيد حقوقها وزيادة حصتها في المياه بشكل لا رجعة فيه، ودعت الصحيفة في تقريرها واشنطن إلي ضرورة التدخل لمنع نشوب أي حرب بين دول حوض النيل وأشارت الصحيفة أن اتفاقية «عنتيبي» التي وقعت عليها دول المنبع ورفضتها السودان ومصر رغم سنوات من المناقشات والاجتماعات الساخنة، ونظراً للمخاطر التي يفرضها تغير المناخ، والتهديد بنضوب المياه في كل مكان في أفريقيا والعالم، فإن مصر التي تحصل علي 56 مليار متر مكعب من التدفق السنوي لمياه النيل (من إجمالي 84 مليار متر مكعب)ترفض بشدة التنازل عن قطرة واحدة من حصتها من مياه النيل مثلها مثل السودان التي تحصل علي 15 مليار متر مكعب. وأضافت الصحيفة أن حوالي 300 مليون شخص يعتمدون علي مياه نهر النيل، ودول المنبع مع استمرار نمو سكانها تعتقد أن مصر عائق أمام تنميتها الاجتماعية والاقتصادية بسبب حصتها المائية التي ترجع إلي الحقبة الاستعمارية، ولم تستطع كل من إثيوبيا وأوغندا دعم مشاريعهما الزراعية أو الاستفادة من النهر أو روافده للصناعة والطاقة ويعاني كل منهما من نقص الطاقة الكهرومائية في السنوات الأخيرة. وقالت الصحيفة إن مصر أعلنت أن حصتها من مياه النيل خط أحمر يؤثر في أمنها القومي، وهناك مناقشات حول استخدام مصر قواتها الجوية لتهديد دول المنبع، خاصة إذا زادت إثيوبيا من مطالبها وأقدمت علي إنشاء السدود، فنظرياً تستطيع إثيوبيا تحويل جزء كبير من النيل الأزرق للاستخدامات الخاصة، أو قد تستطيع إثيوبيا أو غيرها أن تكلف مصر كثيراً من الأموال مقابل الحصول علي المياه خاصة مع ارتفاع سعر المياه، ورأت الصحيفة أن مصر مستاءة من إثيوبيا بدرجة كبيرة لإصرار إثيوبيا علي تشييد سدود، لدرجة أن مصر حسنت من علاقتها مع إريتريا العدو اللدود لإثيوبيا والتي دخلت في حرب استمرت لعامين مع إثيوبيا في ظل خلافهما علي سلسلة من الجبال، وما زالتا بالرغم من اتفاق السلام تعادي بعضهما بدرجة كبيرة، وتوقعت الصحيفة أنه في حالة مهاجمة مصر لإثيوبيا فإن إريتريا ستنضم إلي هذه الحرب ضد إثيوبيا، كما يري المصريون أن إسرائيل متورطة في مساعدة دول المنبع وتشجيعها علي تمويل بناء أربعة مشاريع للطاقة الكهرومائية في إثيوبيا. واختتمت الصحيفة تقريرها بأن كل هذه الظروف مواتية للحرب بسبب المياه، وواشنطن تُعتبر أكبر جهة مانحة لمصر، ولديها قدرة كبيرة علي الضغط من أجل نزع فتيل التوترات والوساطة، فواشنطن تعتبر كلا من مصر وإثيوبيا حليفتيها في المنطقة وتساعد كلا منهما عسكريا، ودعت الصحيفة واشنطن بالتدخل لحث كل الأطراف علي تهدئة الأمور قبل فوات الأوان.