نعم العقد شريعة المتعاقدين .. نعم الإخلال بالالتزامات يضعف الثقة . ولكن الإستغلال والكذب وإساءة إستخدام الموارد بين الشركاء أمر لا يرضاه القانون ولا الأخلاق ولا التعاملات الاقتصادية المحترمة .
أتحدث هنا عن طلب رئيس وزراء بريطانيا دافيد كامرون من الرئيس السيسى عندما كان فى نيويورك من أجل إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تدفع مصر ديون المستثمرين البريطانيين فى مصر حيث أن هذا من شأنه أن يشجع المستثمرين . هذا ما جاء بالصحف .. والآن دعونا نوضح الحقائق عن المستثمرين البريطانيين فى مصر :-
أخذت شركة شل الثروات البترولية المصرية فى منطقة البحر الأحمر لسنوات وسنوات قبل ثورة يوليو 1952 وكانت الشركة تسمى آبار الزيوت وبعد الثوره أمم الرئيس جمال عبد الناصر هذه الشركة وأصبحت مملوكة للشركة العامة للبترول وكانت الشركة الانجليزية تأخد كل شىء تقريبا ولم يكن هناك شراكة بالمعنى المفهوم حديثا ..
ومنذ حوالى 7 سنوات إشترت شركة البترول البريطانية من شركة أموكو الامريكية ما يخصها فى شراكة الهيئة المصرية العامة للبترول وشركة أموكو فى شركة بترول خليج السويس ( جابكو ) وكانت هذه أحدى كوارث سامح فهمى فى تدمير الثورة البترولية فى مصر .
إستثمرت اموكو وأخذت بترول وغاز على مدى اكثر من ثلاثين عام وأصبحت جميع الاصول الثابتة من خزانات وخطوط أنابيب ومنصات ومطارات وموانى وكل شىء مملوك لهيئة البترول حيث كانت تسترد الشركات الأجنبية ما دفعته من أموال فى الأصول الثابته والحفر والاستكشاف خلال عشر سنوات من البترول الناتج .
وإذا بنا نرى أموكو الامريكية تبيع للبترول البريطانية British Petroleum BP أى اتفاقية هذه التى تسمح ببيع أصول أصبحت مملوكة للهيئة من شركة أمريكية لشركة بريطانية وماذا إستفادت الهيئة من هذة الصفقة المريبة قد يقول قائل أن الصفقة ربما تزيد الانتاج وأقول .. هذه أصولك كيف تتركها تباع بحجة زيادة الانتاج التى هى أمر آخر وشراكة جديدة .
ثم بعد ذلك باعت شركة البترول البريطانية حصتها التى هى مملوكة لهيئة البترول فى الاساس فى شركة جابكو بالصحراء الغربية والتى تسمى حقول أبو الغراديق لشركة أباتشى الامريكية بمبلغ مليار ومائتى مليون دولار علما بأن الأصول والخزان الارضى تتجاوز 7 مليار دولار .. كل هذا لأن سامح فهمى يريد من أباتشى أن تصبر على ديونها التى تسبب هو فيها ( وتلك قصة أخرى ) ويريد أن يهدى البترول البريطانية مبلغا من المال بعد ما فقدنه فى خليخ المكسيك فى حادث مروع ..
والآن البترول البريطانية تعمل كشريك فى جابكو ولا نرى لها مشاكل بعد ما حصلت عليه من مكاسب رهيبة.
الشركة البريطانية الأخرى هى شركة British Gas BG هذه الشركة دخلت فى شراكة مع هيئة البترول فى رشيد للبترول وهى حقول بحرية تنتج غاز فى البحر الابيض بالقرب من مدينة رشيد وقد بدأت الشركة فى ديسمبر 1999 وبدأ الانتاج فى يناير 2000 أى مر عليها اربعة عشر عاما وقد حدث فى شركة رشيد التى يشارك فيها هذة الشركة الانجليزية BG الآتى :- سوء ادارة للخزان الارضى حيث تحولت الابار الى مياه بسبب الانتاج بكميات كبيرة جدا من الغاز لاستيفاء التصدير لاسرائيل اعلنت شركة رشيد أن الانتاج بها مستمر لمدة 18 سنة وأعلنت أرقام إنتاج متوقع كبيرة جدا وكانت كاذبة والكذب هنا يقع على هيئة البترول وكذا شركة BG البريطانية حيث أعلنت الشركة أرقام انتاج مستقبلى من الغاز غير حقيقية وبعدها تحولت الآبار إلى مياه .توقفت شركة BG عن أى إستثمارات فى شركة رشيد أو حتى تنمية وتقريبا كل العاملين الاجانب ( الانجليز والامريكان ) تركوا شركة رشيد وحل محلهم هنود توفيرا للنفقات وكذا لقرب انتهاء الاتفاقية فى حقل البرلس ( بقى عام او أقل ) .
والآن إلى هذه التساؤلات الهامة :- لماذا كذب الشركاء الهيئة المصرية للبترول وشركة BG البريطانية عن أرقام الغاز .لماذا اسيئت إدارة الخزان الارضى بشكل حول الآبار إلى مياه ..كم كسبت شركة BG خلال أربعة عشر سنة .لماذا توقفت BG عن تطوير الآبار .
إن الشركات البريطانية والامريكية تريد أن تبيع ما تقول عنه أنها حصصها فى مصر فى الشركات التى تشارك فيها برغم انتهاء الاتفاقيات وآلت الاصول للهيئة سببه وجود اكتشافات غاز مهولة فى امريكا ووجود ما يسمى بالزيت الصخرى بكميات كبيرة من البترول
يديرون الآبار بشكل سىء لتحقيق انتاج كبير وأخذ أموال رهيبة ثم يبيعون ما ليس من حقهم لشريك جديد ثم يتركون لفرص أفضل ثم يقولون مصر مدينة لهم . هل كانت الشركة البريطانية BG تبيع الغاز لهيئة البترول المصرية والشركة القابضة للغازات لكى تصدره لإسرائيل بنفس السعر الذى كان يبيع به سامح فهمى الغاز لاسرائيل .
هذه يا سياده الرئيس حقيقة شركة الغاز البريطانية .. وكيف تخدم الدول شركاتها ونحن نضيع أموالنا دافيد كامرون يطلب للشركات البريطانية ونحن نترك الشركات تضيع ثروتنا وتبيع وتشترى فى أصولنا التى سددنا ثمنها
بالمراجعة والحسابات نحن لنا الكثير عند BG .. ولسنا ندرى لماذا الصمت من هيئة البترول على كل الاتفاقيات التى لم تراجع منذ سنوات .. وعن ما فعلت الشركات الاجنبية .
أما الذين ادعو الله الا تسمع لهم فهم أولئك الذين يطالبون المصريين أن يدفعوا فى مشروعات آخرى مثل قناة السويس .. الناس أعطوا ربما من قوتهم وما ادخروه للزمن لانك طلبت وثقة بك ودعونا ننتظر حتى تعمل قناة السويس الجديدة وتدر دخلا عندها يمكن أن نستثمر فى مشروعات زراعية أخرى يتملكها الناس ويعملون فيها بقروض ميسرة من البنوك حتى نرى عملا جادا فى مصر حيث الزراعة من المشروعات الهامة التى ستقلل من إستيراد القمح واللحوم والبصل والثوم وغيرها من المحاصيل حتى البسيطة التى تستوردها من الصين .
لا نريد يا سيادة الرئيس أن يشمت الشامتون الذين قهرتهم شهادات إستثمار قناة السويس .