فؤاد المهندس كان بداخله "طفل كبير".. وفاتن حمامة "أسطورة".. و"المليجي" كان مثالا للإلتزام.. وداليدا "بنت بلد" ولم تغيرها العالمية. أنتظر تجيهزات مسرحية "الصفحة العاشرة".. والأوضاع السياسية عطلت فيلم "الخطاب الأخير".
قال الفنان محسن محيي الدين، إن وفاة الفنانة هالة فؤاد بالمرض الخبيث، والتغيرات التى قلبت الموازين بعد حرب الخليج، جعلته يراجع نفسه ليرى إن كان يسير على الصواب أو الخطأ، فابتعد عن السينما لفترة، وبدأ العمل في أشياء مختلفة مثل كارتون الأطفال. أضاف في لقائه مع الإعلامية جيهان منصور ببرنامج "مع أهل مصر" على قناة التحرير، مساء الخميس، أنه شارك فى مسلسلي "فرق توقيت" و"المرافعة" اللذين عرضا فى رمضان الماضي، لأنهما كانا يتناولان واقعا يعيشه المجتمع الآن، ويحملان رسالة الهدف منها استعادة العلاقات الإنسانية داخل الأسرة الواحدة. وتحدث "محيي الدين" عن بعض كبار الفنانين الذين عمل معهم، ومنهم الفنان الراحل فؤاد المهندس، في مسرحية "سك على بناتك"، قائلا إن "المهندس" كان بداخله طفل كبير ينشر البهجة داخل الكواليس، وكان ملتزما وحاسما فى العمل، ويفرح بنجاح فريق العمل وحب الجمهور لهم. وأشار إلى أن عمله مع المخرج الراحل يوسف شاهين كان بمثابة مرحلته الجامعية فى التمثيل، وكشف "محيي الدين" أنه رفض عرضا للتمثيل في هوليود بعد مشاركته في فيلم "إسكندرية ليه" لأنه مقتنع بأن العالمية أن تصنع فيلما فى بلدك وبعد ذلك يطلب الفيلم للعرض بالخارج، وليس الذهاب إلى هوليود كي يحتكروك هناك. وأوضح أن "إسكندرية ليه" لم يكن أول أفلامه، حيث كان يشارك في برامج الأطفال منذ صغره، كما شارك في بعض الأفلام الأخرى منها "عالم عيال عيال" و"أفواه وأرانب"، مؤكدا أن الفنانون قديما كانوا يحبون المهنة، ويحترمون المواعيد، أما الآن فهناك "استهتار" ولم يعد النجم قدوة لمن حوله. وحكى "محيي الدين" أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت تأتى إلى الأستوديو قبل ميعاد الحضور بساعتين، بينما كان الفنان الراحل محمود المليجي مثالا للإلتزام ويجلس على كرسي فى البلاتوه ليكون تحت أمر المخرج فى أى وقت، مضيفا أن المطربة الراحلة داليدا كانت "بنت بلد" ولم تغير فيها العالمية شيئا، وظلت تحب تناول "الطعمية" وتتعامل مع الناس ببساطة حتى توفيت. وعن أعماله خلال الفترة القادمة، قال محسن محيي الدين، أنه ينتظر انتهاء تجهيزات مسرحية "الصفحة العاشرة" لتقديمها على مسرح الدولة، وأوضح أنه حصل على موافقة بشأن سيناريو فيلم "الخطاب الأخير" بعد ثورة 25 يناير، ولكن الأوضاع السياسية التى مرت بها مصر خلال الثلاث سنوات الماضية عطلت الفيلم نظرا لأنه يحتاج إلى ميزانية إنتاج ضخمة، ويعتمد على أعمال الجرافيك في الديكور بشكل كبير، وهو من نوع "البلاك كوميدي فانتازيا"، معربا عن تفاؤله بأن الفن سيعود لمكانته.