سقوط العشرات على طريق شرم الشيخ فى حادثة مروعة، يفتح مرة أخرى ملف نزيف الطرق فى مصر، الذى تحصد سنويا آلاف الأرواح، بل إن عدد المتوفين بسبب حوادث الطرق فى آخر ستة أشهر يفوق عدد ضحايا الإرهاب منذ 30 يونيو. جاد الله: 50% من الطرق غير مؤهلة للسير.. فى البداية يقول الدكتور أحمد عاطف جاد الله، أستاذ النقل والمرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إنه يجب أن يكون قائد السيارة ملما أولا بقواعد القراءة والكتابة، وأساليب القيادة وقواعد المرور، حتى يتسنى له الحصول على رخصة قيادة مهنية أو خاصة، ويجب أن تجرى له مجموعة كبيرة من الاختبارات النفسية والعصبية والصحية، بشرط أن يكون على فترات زمنية متقاربة، خصوصا لقائدى سيارات النقل الجماعى والنقل الثقيل، لكن للأسف هذه الفحوصات الطبية المعلنة بإدارة المرور لا يتم العمل بها بشكل جاد، فهى مجرد شهادة يحصل عليها طالب الرخصة بشكل روتينى. وأضاف جاد الله، أن 50% من الطرق تابعة للهيئة العامة للطرق والكبارى بوزارة النقل، وتبلغ مساحتها 24 ألف كيلومتر، وبعضها غير مؤهل للسير، ولا بد من زيادة الميزانية المخصصة لأعمال الصيانة وبذل مجهودات كبيرة لرفع كفاءتها.
وصلاح: تصميماتها كارثية.. ومن جانبه قال الدكتور مجدى صلاح الدين، أستاذ هندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن جزءًا كبيرًا من حوادث الطرق، سببها حالة الطريق نفسه، لكنه لم تكن هناك دراسة واضحة لتأكيد نسبتها، خصوصا أن التحقيق فى حوادث الطرق لم يكن دقيقا، إنما يمكن تقديرها بنسبة تقريبية تتراوح بين 10 و15%، ويرى أنه أحيانا تصميم الطريق وأحيانا حالته قد يكونان سببا لوقوع الحوادث، فهناك ما نسميه تجهيزات الطريق من ناحية السلامة المرورية.
وشلبى: تفتقد للتخطيط السليم والصيانة بينما يقول الدكتور محسن شلبى، عضو نادى السيارات، إن مثل هذه الحوادث تؤثر سلبا على السياحة، لذلك لا بد من وضع وزارة النقل وهيئة الطرق والكبارى دراسة جديدة لهذه الطرق وتحديد الأماكن الضعيفة بها، التى يحدث بها حوادث متعددة ووضع حلول ومعالجة الأمر حتى لا تتكرر، خصوصا أن القتلى والإصابات تكون بأعداد كبيرة، مما يجعل الحادثة ضخمة، وبالتالى ينعكس سلبا على هذه المدن السياحية. وأكد شلبى أنه لا بد من تفعيل قانون المرور الجديد، لكى تكون الأحكام والعقوبات رادعة، لمن يرتكب مخالفات تتسبب فى وفاة أو حوادث الطرق، إضافة إلى عقوبات على الشركات السياحية التى تتبع لها وسائل النقل التى تتسبب فى حوادث، كى يحذروا سائقيهم من السرعة، وما قد يتسبب فى مثل هذه الحوادث. كما أكد أن سلوكيات المواطن لها عامل كبير، حيث إن عدم الالتزام بالسرعات المقررة على الطرق، وعدم اتباع الإرشادات، يوقع أضرارا كبيرة على سائق المركبة والآخرين.
صبرى: حوادث الطرق تقع نتيجة لأخطاء بشرية.. و7% فقط تعود إلى عدم كفاءة الطرق عيسى: عدم التزام السائقين وغياب العقوبات الصارمة وراء نزيف الأسفلت وشدد الدكتور مصطفى صبرى، أستاذ النقل والمرور بكلية الهندسة، جامعة عين شمس، على أن معظم حوادث الطرق، تقع نتيجة لأخطاء بشرية و7% فقط تعود إلى عدم كفاءة الطرق. وأوضح الدكتور عيسى عبد الله، أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة عين شمس، أنه يجب زيادة الوعى المرورى للسائقين عن طريق دورات تدريبية خاصة بالقيادة، ويتم التركيز على سائقى النقل الثقيل، وأضاف أن الهيئة العامة للطرق والكبارى تقوم بعمل صيانة دورية كل (5 سنوات)، للكشف على جميع الطرق والكبارى التابعة لها، والتأكد من خلوها من أى عيوب حدثت نتيجة لحادثة ما، خاصة وأن الصيانة تعتبر عنصرًا هامًا جدًا لضمان أمن وسلامة الطرق من حوادث السيارات، لافتا إلى أن عدم التزام السائقين وغياب العقوبات الصارمة وراء زيادة حوادث الطرق فى الفترة الحالية.
حمزة: التصميم الخاطئ للمنحنيات والارتفاعات فى طرفى الطرق والدورانات سبب رئيسى وقال المهندس الاستشارى ممدوح حمزة، إن أسباب حوادث الطرق السريعة والصحراوية، تتركز فى عدة محاور أهمها: التصميم الخاطئ للمنحنيات والارتفاعات فى طرفى الطرق والدورانات، ومعظمها غير سليم، وعدم وجود مطبات صناعية مناسبة، لتحجيم سرعة السيارات، إضافة إلى عدم وجود أعمدة إنارة أو إشارات إضاءة للطرق خصوصا فى المنحنيات. وقال حمزة ، إنه يجب إقامة مطبات، وفق قواعد معينة، وأن تتم إنارتها فى أثناء الليل بألوان صفراء أو فسفورية للتنبيه، لافتا إلى أن السائقين لا يلتزمون بالسرعات المحددة، والرقابة عليهم ضعيفة.