تسع سنوات مرت علي ظهوره الأول في فيلم المخرج الراحل يوسف شاهين «سكوت هنصور».. لم يقترب بعدها أحمد وفيق من السينما، فقد اكتفي بدور «لمعي» ذلك الشاب النصاب الذي لفت إليه الأنظار وهو يغازل الأم وابنتها في الفيلم مرددا: «طريقتك وإنتي بتقشري الجمبري..شعر.. مزيكا» ابتعد أحمد وفيق عن السينما بعد أن أصابته لعنة يوسف شاهين، فلم يشترك سوي في بطولة فيلم «دكان شحاتة» وفضل أن يشترك في بطولة مسلسلات تلفزيونية مثل «الحب موتاً» و"أشباح المدينة"، حتي جاءته أخيرا فرصة العودة للسينما من خلال دور ميلودرامي من أصعب الأدوار التي تم تقديمها في السينما في السنوات الأخيرة.. دور جمال اللامنتم في فيلم «بنتين من مصر» وهو الدور الذي قدمه وفيق بأداء متميز كان عنوان عودته للسينما بعد كل هذه السنوات.. لماذا اختفيت بعد فيلم «سكوت هنصور»؟ - بعد عرض فيلم «سكوت هنصور» أنا جالي إحباط، لأني تعرضت بعد الفيلم لهجوم غريب لم أفهمه أنا وقتها كنت عيل صغير بس طويل حبتين، لدرجة أني سافرت المنصورة بعد عرض الفيلم، واتجهت لقراءة الأدب وعدت لهوايتي الأساسية وهي الرسم تقصد هجوماً من النقاد أم من الجمهور؟ - لا أنا بتكلم عن المعاملة اللي كانوا بيعاملوني بيها في شركة الإنتاج «أفلام مصر العالمية» أنا كنت جاي من البلد بتقاليد العمودية مش فاهم حاجة، ومعرفش إن في حروب ولا أي حاجة أكتر من أن يوسف شاهين قالي إنت عندك موهبة، فجربت أستغلها، لكني للأسف تعرضت لمضايقات كثيرة من داخل الشركة المنتجة لدرجة أن أي مؤتمر أو ندوة أو سفرية أو مهرجان أنا مكنتش فيها مع أن الجمهور كان بيتعامل معايا علي أني بطل الفيلم أنا جتلي مسرحية واعتذرت عنها علشان كنت فاكر إني هسافر معاهم في كل حتة لكنهم تجاهلوني بشكل غريب، علي فكرة أنا معنديش عقدة اضطهاد لكن الموضوع كان واضح، أنا فاكر في إحدي المرات مجلة «فرأيتي» كتبت عني خبراً مهماً وأشادت بتمثيلي في الفيلم، لكني لم أجد أي ردود فعل حول ما كتب في حالة تجاهل أتصور أنها كانت متعمدة. الوحيد اللي كان بيقف جنبي في الوقت ده هو المخرج خالد يوسف. في نظرك لصالح من كان يتم تجاهلك بهذا الشكل؟ - مش عارف لصالح مين لكن أنا كنت شبه اللي أخد بوكس في قلبه، كنت زمان بسمع عن قهر الرجال لكني لم أكن أفهم معناه لكني فهمت معني الكلمة دي بعد اللي حصل لي بعد فيلم «سكوت هنصور»، أنا كنت في الوقت ده بتعامل بالفطرة، مش فاهم مين اللي بيعمل لي حفرة عشان يوقعني فيها، ومين اللي عايز يساعدني. أعترف أني كنت هشاً جداً أي حاجة تهزني وتكسرني. أين كان يوسف شاهين من كل هذا؟ - يوسف شاهين كان عنده أزمات صحية في الوقت ده مكنش مركز معايا كان عنده حاجات تانية أهم من كده بكتير. ما الذي أخرجك من حالة الاكتئاب التي كنت تعيش فيها ؟ - عندما بدأ عرض الفيلم في الفضائيات بعدها بحوالي أربع سنوات ردت فيا الروح من جديد وبدأت أفكر أني أرجع تاني، وبالفعل عدت من خلال التلفزيون واشتركت في بطولة عدد من المسلسلات التلفزيونية، أنا كان عندي استعداد أبدأ ككومبارس المهم أبدأ أنا مش راجع بمنطق وسع يا جدع إنت وهو أنا جاي أمثل شوفوا بمثل إزاي. كيف كنت تقضي وقتك أثناء فترة ابتعادك عن الفن ووجودك في بلدك المنصورة؟ - كنت بقضي وقتي بين القراءة والرسم ومشاهدة الأفلام العالمية أنا كنت حاطط لنفسي خطة إني أخلص علي الأدب العالمي كله وأشوف علي قد ما أقدر من الأفلام الأجنبية لأطور نفسي كممثل وكنت بتقمص الشخصيات التي كنت أقرأها في الروايات. لكنك كنت تتعامل بنفسية فنان يستعد للعودة وليس بنفسية فنان أصابه الإحباط فقرر الابتعاد بلا رجعة؟ - طول الوقت كنت عارف إني راجع لذا كنت حريص علي تطوير نفسي كممثل، لأن التمثيل هو الحاجة الوحيدة اللي أنا بستمتع وأنا بعملها وكمان هو وسيلتي للخروج من خجلي أنا اتهمت بالغرور في وقت من الأوقات لأني خجول. كيف جاء ترشيحك لبطولة فيلم «بنتين من مصر»؟ - عرفت أن المخرج محمد أمين طرح اسمي لدور جمال في الفيلم لكنه كان متردداً وخائفاً من عدم موافقتي لأن الدور مش بطولة، فتدخل صديق لي وقال له: مين اللي قال إن وفيق مستني بطولة؟ هذه شائعة هتقعده في البيت، وعندما قرأت السيناريو انبهرت به جدا، وصممت أني أرجع به للسينما، وقلت بيني وبين نفسي لازم أبقي الثالث بتاع البنتين دول لأن المشاهد لو ماخرجش وهو فاكر جمال، يبقي أنا ما عملتش حاجة. هل وجدت صعوبة في تقديم دور من نوعية الميلودراما، حيث كنت تظهر وحدك في معظم المشاهد؟ - رغم أن النقاد وأصدقائي كانوا شايفين إن هذا مصدر صعوبة الدور، لكن أنا كنت مستمتعاًَ بهذه الصعوبة، أنا كنت بتعامل مع كاميرا مفيش ممثل قدامي آخد منه ردود أفعال، وهذا هو التحدي الحقيقي من وجهة نظري. ألم تعرض عليك خلال تلك الفترة أفلاماً تشترك في بطولتها؟ - عرضت علي عدة سيناريوهات لم أوافق منها سوي علي «دكان شحاتة» لأنني لم أكن أرغب في العودة للسينما مع منتج بيجرب فيّ، أنا كنت عايز سيناريو محترم؛ لأني مش راجع عشان آكل عيش الحمد لله أنا الفترة التي قضيتها في المنصورة اشتغلت فيها في مجال الجرارات الزراعية مع أهلي وبالتالي مابقتش معتمد علي التمثيل كمصدر رزق، أنا ضد الممثل اللي بيوافق علي دور علشان عنده أقساط عايز يسددها.