مربعات الأبنودي: من كل بستان «قصيدة قديمة»

كإن الزمن ما اختلفش
قمر يافا
لِسَّه ما شْبِعْتِش طُوافة
ياللى بتطوف من سنين
يا قمر مولود فى يافا
واتقتل فى دير ياسين؟!!
لسّه ماكرِهْت الليالى؟
لسّه ما شبِعتِش مُشاهدة؟
يا قمر.. حالك كحالى..
ضيَّعونا.. بالمعاهدة!!
يا قمر.. هدُّوا قبورنا..
واستباحوا اللى فى صدورنا
دمّروا قلوبنا ودورْنا
حقّنا أصبح خرافة
وِضِعت يا بلدى الأمين
يا قمر.. تصعد فى يافا
تِترمى فى دير ياسين!!
ع الزاتون والبُرتقانه
ارمى ضيَّاتك أمانه
إحنا يكرهنا اللى خاين
واحنا تكرهنا الخيانة..
يا قمر.. وغيوم بتحجب
دمنا لما يسرْسِبْ
دنيا تحترم اللى يغلب
حتى لو شيطان لعين
يا قمر.. بشّر فى يافا
واتصلب فى دير ياسين
يا صبور.. الصبر واعر
للدّماغ.. وللمشاعر
قلبى ندل وحُزنُه داعر
ليْتنى ما كنت شاعر
كنت أفلِت م الكمين
صرختى بتموت فى همسى
ليتنى ما غادِرْت أمْسِى
ليتنى ما صاحِبْت نفَسِى
ليتنى ضمّيت خوامْسِى
يوم ما أقسمت اليمين
يا قمر عاشنى فى يافا
واتقتلنا فى دير ياسين!!
يا قمر.. وانت المناره
ألف وجْه لألف حاره
إنت أطفال الحجارة
يا قمر.. وانا طفل مين؟!
قلبى مِ الفرحة تأذّى
باحزن الأحزان بِلَذّه
يا قمر.. عبّر بعزّه
عن ميلاد النور فى غزَّه
وفى رام الله وفى جنين
يا قمر اغضب بحدة
انتفاضة مالها رِدَّه
زى ما فيه يافا واحده
واحده برضك دير ياسين
يا قمر.. خدتُه ليافا
خدْنى هوه لدير ياسين!!
يوليو 1988