أكد اللواء فؤاد علام- نائب رئيس مباحث أمن الدولة السابق- أن المجتمع المصري لن يشهد ظهور قانون مكافحة الإرهاب قريباً، كما أكد مد حالة الطوارئ المقرر انتهاؤها في أبريل القادم إلي أجل غير مسمي لما بعد الانتخابات الرئاسة القادمة لما يحتويه القانون الجديد من مشاكل قانونية يصعب الوصول لحل لها قريباً ومنها صعوبة تحقيق المعادلة بين حرية الفكر والتعبير وحق المواطن في الحركة من جانب وتحقيق الاستقرار الأمني من جانب آخر، مما يعجز القائمين علي وضع القانون. وأوضح «علام» خلال ندوة «أصول وفروع الإرهاب» التي عقدت أمس الأول بالمنتدي الثقافي أن من أهم أسباب ظهور الإرهاب في مصر تناقص مساحة الديمقراطية، فإذا كان النظام يميل إلي الديكتاتورية، نجد جماعات تسعي إلي انتزاع السلطة، لأن فكرة تداول السلطة غير موجودة، وحيث إن كل فرد أو جماعة لها حق الوصول إلي السلطة ولأنه لا يوجد أمامها طريق مشروع، فمن الطبيعي أن تقوم بعمل تنظيم سري وممارسة العنف حتي تصل إلي الحكم. وأضاف: التفاوت الهائل- الذي جد حديثاً- بين الطبقات خلق مزيداً من الحقد مما سهل تجنيد أي فرد يعاني البطالة ولا يجد قوت يومه. وأضاف علام التفتت والانقسام الاجتماعي أحد العوامل الأساسية التي أدت الظهور الإرهاب، حيث زيادة معدلات الطلاق وزيادة حالات الخلع وسفر الآباء للخارج بحثاً عن الرزق، وبالتالي فقدان الرابطة الأسرية والتي هي القوام الأساسي للمجتمعات العربية مما أدي لزيادة عدد أطفال الشوارع بصورة كبيرة والذين يمثلون قنبلة موقوتة مما ينذر بأن يكونوا هم الجماعات الإرهابية القادمة، والدليل علي ذلك- بحسب قول علام- أن نبيل نعيم عبدالفتاح زعيم تنظيم الجهاد وأكبر رأس إرهابية في مصر بعد عبود الزمر كان أحد أطفال الشوارع والذي أخذته الجماعة في البداية لسرقة المجوهرات، وعندما قبض عليه ودخل السجن أصبح أحد أخطر العناصر الإرهابية في مصر. وقال «علام» لدي الشجاعة بأن أعترف أن العوامل الأمنية كانت أخطر أسباب انتشار الإرهاب، حيث ظل الأمن لوقت طويل جداً يعتمد علي إجراءات بوليسية في مواجهة معتنقي الأفكار المتشددة، وفي مواجهة الجهات الإرهابية داخل السجون والمعتقلات. وأكد «علام» أن وصف الأمن والإعلام المصري لهذه الجماعات بالمتطرفة هو الذي جعل الغرب والحركة الصهيونية يربطون بين الإرهاب والإسلام. وأكد أنه إذا لم يتم معالجة هذه العوائق وإيجاد نوع من التفاهم بين النظم العربية وشعوبها، فسوف نفاجأ قريباً جداً بموجة إرهابية أكثر عنفاً وشراسة ستكون بدافع سياسي، والإرهاب القادم سيكون لدفع الظلم وانتزاع الحقوق بالقوة بقدر الإمكان. من ناحية أخري سمر نبيهأكد علام أنه لا يوجد في جماعة الإخوان محافظون ومتشددون، فكلهم - علي حد قوله- متشددون، مشيراً إلي أن الإخوان منبت الإرهاب.