دائماً ما يتعرض الدكتور «عبدالمنعم سعيد»، الباحث المهم في الشأن الاستراتيجي والذي أصبح علي رأس مؤسسة الأهرام لرئاسته مجلس إدارتها وعضو أمانة سياسات «جمال مبارك» وأشياء أخري.. للشأن الصحفي في مقالاته.. وينتقد كثيراً أداء الصحف المستقلة والخاصة.. ويعطينا دروساً مجانية في المهنية.. ومع احترامي لفكر وعلم الدكتور «عبدالمنعم سعيد» والذي دائماً ما يوجههما إلي غير محلهما مقدماً التبريرات الغريبة والعجيبة لسياسات النظام والتي أوصلتنا إلي وضع لم نعد نُحسد عليه بين الأمم.. فإن الأيام تكشف ومنذ وضعه علي رأس مؤسسة الأهرام عن أنه ليست له علاقة بالصحافة أو مهنيتها.. ولا يكفي مناقشته لنقيب الصحفيين «مكرم محمد أحمد» حول التنظير في الحوار الصحفي بمناسبة إجراء النقيب حواراً مع الدكتور «محمود محيي الدين».. للدلالة علي أنه العليم بالفنون الصحفية والمعلم لها.. وقد كنت أتمني من الدكتور «عبدالمنعم سعيد» وسط سفرياته الدائمة أن يهتم بالمهنية في الأهرام نفسها.. ويعطي دروسه المجانية لزملائه المسئولين عن التحرير في الأهرام.. ولعلي هنا أذكره بنماذج علي مدي شهر واحد كدليل علي سقوط المهنية في الأهرام.. ولعل بدايتي هنا.. هي معالجة الأهرام لانتخابات مجلس الشوري والتي تحولت فيها الجريدة الكبري المملوكة للشعب إلي نشرة خاصة للحزب الوطني، ففي عدد الأهرام يوم الخميس 28 مايو الماضي جاء تحت عنوان «المحظورة دفعت 50 ألف جنيه لحلمي سالم لنشر برامجها بصحيفتي الأحرار وآفاق عربية.. وتستغل ضعاف النفوس».. وليعلم الدكتور «عبدالمنعم سعيد» أن جريدة «آفاق عربية» تم إغلاقها «دون رجعة» في 7 مارس 2006.. لكن يبدو أن أهرام «عبدالمنعم سعيد» أعادتها في مايو 2010 ليكتُب هذا التقرير في الحرب علي جماعة الإخوان في انتخابات الشوري.. والقضية الثانية، هي نشر خبر في الصفحة الأولي في الأهرام عن تغريم الزميل «أحمد النجار» 20 ألف جنيه في قضية «إبراهيم نافع».. وهو أمر بعيد عن المهنية تماماً.. فكلنا نعلم ماذا فعل «إبراهيم نافع».. وكذلك كل الزملاء في الأهرام.. لكن لأن رئيس مجلس الإدارة السابق هو ولي نعم الرئيس الحالي.. فقد أطاح بكل قواعد المهنية والزمالة. ونأتي إلي القضية التي لا يمكن إلا أن توصف بالفضيحة الكبري للأهرام والسقطة المهنية الفظيعة.. فقبل ساعات من نظر استئناف الحكم الخاص بالمحاميين المحبوسين في قضية الاعتداء علي مدير النيابة بطنطا نشرت الأهرام في عددها يوم «الأحد» وبصورة بارزة في الصفحة الأولي حيثيات الحكم بحبس المحاميين تحت عنوان «ثبوت الاعتداء بالضرب والسب بألفاظ حقيرة للحط من شأن المجني عليه».. وكانت الأهرام الصحيفة الوحيدة التي نشرت ذلك.. وبدأ أنه توجيه واضح ومُملي عليها وذلك للتأثير في مجريات القضية في جلسة الاستئناف.. دعك من ذلك ونأتي إلي المصيبة الكبري.. حيث جاء في التقرير «أودعت أمس محكمة جنح أول طنطا حيثيات حكمها بحبس محاميين لقيامهما بالتعدي بالضرب والسب بألفاظ نابية تخدش الحياء العام.. ورغم ذلك فالأهرام نشرت تلك العبارات الخادشة مثل «اطلع يا ابن الكلب يا م....»، ولم تُراع أي آداب أو مهنية.. فأين مهنية الأهرام؟! سيقولون: وماله الدكتور «عبدالمنعم سعيد».. فهناك رئيس تحرير؟!.. وأنا أقول إن الزميل «أسامة سرايا» رئيس التحرير رجل طيب وغلبان.. أما الدكتور «عبدالمنعم سعيد» رجل استراتيجي ويعطينا دائماً دروساً في الصحافة والمهنية.. فأين المهنية في صحافة الأهرام؟!.. والله لقد ظلمتم زملاءنا في الأهرام.