رغم أنه بدأ نشاطه العام بالانضمام لجماعة الإخوان المسلمين وفاز بعد ترشحه علي قائمتها بمنصب رئيس اتحاد الطلاب بكلية الطب بجامعة المنصورة عام 1977 بعد عودة الإخوان لممارسة نشاطها العام في السبعينيات حيث ينتمي لجيل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من إخوان السبعينيات.. فقد انتهي المطاف بالدكتور أحمد راسم النفيس بأن انقلب علي الإخوان وأصبح مناوئا للجماعة وفكرها بعد تحوله من المذهب السني واعتناقه الفكر والمذهب الشيعي الذي بات أبرز وأشهر مفكريه في الوقت الحالي في مصر والدول العربية. ولد الدكتور أحمد راسم النفيس بعد 10 أيام فقط من ثورة يوليو في مدينة المنصورة يوم 2 أغسطس عام 1952 ويقول بعض المقربين من النفيس إنه ربما كانت ولادته بالتزامه مع قيام ثورة يوليو أحد أسباب التركيبة الثورية في شخصيته واعتناقه للمذهب الشيعي الذي يتبني الفكر الثوري ضد الظلم، تخرج النفيس عام 1977 في كلية الطب جامعة المنصورة وتم تعيينه نائبا لتخصص الأمراض الباطنة في نفس الكلية، إلا أن اعتقاله عام 1981 بعد اغتيال الرئيس السادات لمدة عام كان أحد أسباب تأخره في إتمام رسالتي الماجستير والدكتوراه، الطريف في الأمر أن النفيس الذي كان محسوبا علي جماعة الإخوان وتم اعتقاله بعد اغتيال السادات بتهمة ا عتناق الفكر الجهادي والانضمام لتنظيم الجهاد واتهمته الدولة بالضلوع في اغتيال السادت، إلا أن التحول الكبير في حياة النفيس الذي يعتبره أسعد تحول في حياته كان بعد منتصف الثمانينيات حين تحول إلي المذهب الشيعي بعد قراءته لكتابي «لماذا اخترت أهل البيت» و«خلفاء الرسول الإثني عشر». يقول النفيس إنه دفع ثمنا باهظا لتحوله للتشيع حيث خسر ملايين الجنيهات وتأخر في الحصول علي درجة الدكتوراه حتي عام 1992 وتعرض للاعتقال والمطاردة من الأمن، ورغم ذلك يرحب النفيس بأي دعوة يتلقاها من أي جهة شيعية للمشاركة في المؤتمرات والمناسبات الخاصة بهم كما أنه يسافر كثيرا إلي إيران رغم المحاذير الأمنية في مصر خاصة أنه سبق اعتقاله عامي 1987 و1989 بتهمة الانضمام لتنظيم شيعي موال لإيران ويتحسر كثيرا علي عدم تمكنه حتي الآن من زيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب والمراقد الأخري لآل البيت في النجف وكربلاء بالعراق وقد ألف النفيس ما يقرب من 30 كتاباً عن الفكر والمذهب الشيعي وتم طبع 20 منها خارج مصر. ويؤكد النفيس أن الطائفة الشيعية في مصر لا تستطيع إقامة مجالس للعزاء بمناسبة يوم عاشوراء الذي شهد استشهاد الإمام الحسين وعدد من آل بيت النبي عليه السلام علي يد الأمويين في كربلاء لأن هذه الخطوة ستكون بمثابة مخاطرة أمنية خاصة أن الأمن لن يوفر أي حماية لمجالس العزاء في الوقت الذي يمكن أن يشن المتطرفون من أتباع الوهابيين والسلفيين هجمات تفجيرية تحصد عشرات الأرواح في ظل حملات التكفير التي يقوم بها مشايخ السلفيين والوهابيين الذين يكفرون الشيعة كل يوم علي المنابر.. يقول النفيس إن كل مسلم مطالب في يوم عاشوراء أن يقيم مجلس عزاء في بيته ويقيم شعائر وطقوس اللطم لإظهار الحزن علي الإمام الحسين وآل بيت النبي الذين اغتالتهم يد الغدر الآثمة.