أكد الشيخ «محمود مرعي» خطيب مسجد الرحمة ببورسعيد أن من سمات الشخصية المسلمة الحقيقية الاستجابة إلي الله ورسوله وسرعة تنفيذ أوامرهما والبعد عما نهيا عنه، لافتاً في خطبته الجمعة أمس إلي أن الصحابة الكرام ضربوا أفضل الأمثلة في سرعة الاستجابة إلي أوامر الله ورسوله الكريم، ضارباً المثل ب«حمراء الأسد» حينما قرر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يخرج الجيش لطلب العدو ويعسكر في منطقة «حمراء الأسد» بعد عودة الجيش من غزوة «أحد» بيوم واحد وفيهم إصابات بالغة بمن فيهم الرسول الكريم نفسه، والذي أصيبت رباعيته وركبتيه وشفتاه وشجت جبهته في أصول الشعر. وأضاف: أن المصطفي صلي الله عليه وسلم اشترط علي المنادي ألا يخرج إلي المعركة إلا من شارك في «أحد» مستثنياً منهم «جابر بن عبدالله» الذي ذهب إلي الرسول وقال له: يارسول الله إن منادياً نادي ألا يخرج معنا إلا من حضر القتال بالأمس، وقد كنت حريصاً علي الحضور، ولكن أبي خلفني علي أخوات لي وقال يابني لا ينبغي لي ولك أن ندعهن ولا رجل عندهن وأخاف عليهن وهن نسيات ضعاف وأنا خارج مع رسول الله صلي الله عليه وسلم لعل الله يرزقني الشهادة، لتخلفت عليهن فاستأثره الله علي بالشهادة وكنت رجوتها، فأذن لي رسول الله أن أسير معك. فأذن له رسول الله وكنت الوحيد ممن سمح له في «حمراء الأسد» ممن لم يحضروا «أحد». وتابع «الخطيب» قوله: بالفعل عسكر المسلمون في «حمراء الأسد» وكان الرسول الكريم يأمر المشاركين في الحرب بجمع الحطب بالنهار وإشعال النيران بالليل، وقال أحد الصحابة إن عدد المشاعل كان يصل إلي 500 فوصلت الأخبار إلي الأعداء أن المسلمين أعدوا لهم لاستئصالهم جميعاً من مكة ومن شبه الجزيرة العربية فدب الرعب في قلوبهم جميعاً. وأكد أن خروج الرسول إلي «حمراء الأسد» يعد دليلاً علي شجاعة وتحمل وصبر وعدم الاستسلام منه صلي الله عليه وسلم وصحابته الأفاضل لأي مظهر من مظاهر عدم النصر أو ما حدث بين الصحابة في غزوة «أحد»، الأفاضل ذلك بالسياسة الحكيمة للرسول الكريم وبراعته في فهم الأعداء، وبياناً لفضل أصحابه وما كانوا عليه من طاعة وصبر وتحمل وسرعة استجابة لله والرسول. وقال «الخطيب»: لقد نزل في صحابة الرسول الكريم قول الله تعالي: «للذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم»، «الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم». من جانبه أشاد الدكتور «أحمد عمر هاشم» رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب خلال إلقائه خطبة الجمعة بمسجد الأنصار بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية بدور الرئيس «مبارك» في حل القضية الفلسطينية وقيامه بفتح معبر رفح، مطالباً المصريين بالتبرع بأموال زكاتهم لصالح أهالي غزة لكسر الحصار، كما دعا «هاشم» المسلمين المستضعفين في العالم بأن ينصرهم الله. وأثناء خروج الدكتور «محمود حمدي زقزوق» عقب انتهائه من الصلاة انزعج بعض نواب الشعب وعلي رأسهم «أحمد سيف» نائب شبين الكوم و«عاطف أبوحسين» نائب البتانون لعدم استطاعهما التقاط صور فتوغرافية مع الوزير بسبب الزحام الشديد، نظراً لقيام الأمن بتفريق العديد من المواطنين الذين تجمعوا أمام المسجد لتقديم طلبات تعيين بوزارة الأوقاف للوزير. أما في محافظة مطروح فقد تساءل خطيب الجمعة بمسجد الصفا: هل يستوي الذين يدخلون السينما والمسرح ويجلسون علي المقاهي وفي الخمارات وعلي البارات، بالذين يدخلون المساجد ويجلسون فيها؟ وتابع: شتان بين الفريقين وشبههم بالشر والخير وقال: إن الطائفة الأولي هي طائفة الشر والثانية هي ما تحصد الخير مؤكداً أنه لا يتساوي الاثنين في أعمالهما نهائياً. ونصح الخطيب جموع المصلين بالذهاب للمساجد وقال لهم إلزموا مساجدكم وأغلقوا أفواهكم ولا تتكلموا إلا في الخير. واستطرد: فالفم مثل السجن احبسوا فيه ألسنتكم حتي تتطهر من المعاصي وإن اخرجتموها من أفواهكم فأخرجوها للخير وتحدثوا بها عنه. كما دعاهم بالعودة مرة أخري إلي المساجد وإعمارها، وأن يتعلق كل مسلم قلبه بالمساجد. بدوره قال الشيخ نشأت زارع- خطيب مسجد سنفا الكبير بالدقهلية- إن الله خلق الإنسان في أحسن صورة وأسجد له الملائكة وسخر له كل ما في الكون لخدمته مستشهداً بموقف النبي- صلي الله عليه وسم- عندما وقف لجنازة يهودي وقال: أليست نفساً؟ وتابع الخطيب: لقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالي: «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلاً»، لافتاً إلي أن الرسول نهي عن تعذيب الحيوان وأخبرنا أن امرأة دخلت النار لأنها حبست هرة وأضاف: أن الرسول الكريم أخبرنا كذلك أن رجلاً دخل الجنة لأنه سقي كلباً، وتساءل: فإذا كان الإنسان معذباً ومعنفاً بسبب حيوان فما بالك بمن يقوم بهذا العمل ضد الإنسان؟. وطالب «الشيخ» كل المؤسسات بأن ترفع أصواتها منددة بالسلوك الإجرامي ضد الإنسان خاصة الأزهر والأوقاف والكنيسة. وأضاف: هناك من يقيم الدنيا من أجل قضية النقاب والحجاب والختان وهي جميعاً قضايا فرعية. ناصحاً الجميع بالحديث عن القضايا الأساسية مثل التعذيب والحرية والديمقراطية والنزاهة والعدالة الاجتماعية، وقال إن الإنسان كتب الله له الكرامة واعتبر النبي دمه أقدس من الكعبة. واستطرد: أن تاريخ الإنسانية مثقل بالآلام والجراح والتنكيل والتعذيب والإبادة الجماعية فأمريكا مثلاً أبادت الهنود الحمر. وأوضح الإمام أن الإسلام نهي عن رفع السلاح في وجه الإنسان. وأضاف: نحن نستورد أدوات التعذيب للإنسان وهذا عار علينا وعلي الإنسانية وتساءل: متي استبعدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ في سياق متصل دعا إمام مسجد مدينة الفيوم إلي الصلح بين القضاة والمحامين، واعتبر أن كل يوم يمر دون حل لهذه القضية هو تهديد لحصن العدالة في مصر، مطالباً الطرفين بالتنازل عن بعض حقوقهم للبعض الآخر، وذلك حرصاً علي المصالح العليا للوطن وحرصاً علي مصالح المواطنين وخوفاً من اهتزاز صورة العدالة التي لا يمكن أن تهتز، كما دعا أيضاً إلي تدخل شخصي من الرئيس مبارك لإنهاء هذه الأزمة الطاحنة. بينما انتقد إمام آخر بمدينة الفيوم إهدار المحافظ ملايين الجنيهات علي تجميل الأرصفة وهدمها وإعادة صيانتها في الوقت الذي يعيش فيه أبناء المحافظة في فقر مدقع وفي بطالة شديدة، راجياً من المحافظ إنفاق هذه الملايين علي القري شديدة الفقر وعلي الأحياء الشعبية التي أصبحت تعج بكل أنواع الجرائم والموبقات نتيحة غياب أي دور خدمي للمحافظة التي كرست كل جهودها للإنفاق ببذح علي الشوارع التي يمر فيها المسئولون في زياراتهم المتكررة للمحافظة دون أدني فائدة تعود علي المواطن المطحون. وتحدث أمام مسجد المنتزه عن واقع الأمة الإسلامية وتناقضه مع عظمة الإسلام، معتبراً أن أمتنا تحيا الآن حياة ذليلة، منتقداً إيداع أثرياء العرب أموالهم في بنوك الغرب ليبنوا بها نهضتهم في الوقت الذي يبخلون بهذه الأموال علي المشاريع الكبيرة في بلاد العرب، وتساءل الإمام: ماذا لو كان محمد صلي الله عليه وسلم حياً هل كان سيترك شعب غزة من أطفال ونساء ورجال يبادون بأيدي المسلمين، وهل كان سيرضي بفرض أي حصار جائر أو ظالم علي المسلمين؟ وتطرق خطيب مسجد كوبري الجامعة في الحديث عن الإسلام، مشدداً علي أنه لم يفرق بين الناس بسبب ألوانهم وجنسياتهم، وإنما التقوي والعمل الصالح، وأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: «لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوي والعمل الصالح»، مشيراً إلي أن الإسلام علي هذا الأساس نهي عن إزدراء الآخرين والتقليل من شأنهم وشأن ما يقومون به من الأعمال حتي ولو كانت أعمالاً بسيطة وصغيرة».