الفصائل الفلسطينية تستغرب ربط موسى اعمار القطاع بالمصالحة وتصف الزيارة ب"البروتوكولية" موسى يشترط تسليم الفلسطينيين اموال الاعمار برفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع فلسطينيو القطاع لموسى: دمائنا جفت.. لقد جئت متاخراً زيارة عمرو موسى بدأت بالترحيب وانتهت بالسخط انتهت زيارة الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى قطاع غزة بالسخط والانتقادات بعد الترحيب الشعبي، فقد استغربت الفصائل الفلسطينية ربط موسى اعمار القطاع بالمصالحة ووصفت زيارته ب"البروتوكولية"، وانها تأتي في اطار سياسة التنفيس، كما قالت مصادر فلسطينية ان الفلسطينيين لا يعولون على دور الجامعة كمؤسسة. ولقيت زيارة موسى الى غزة ردة فعل فلسطينية من نوع مغاير، فبالرغم من ترحيب كافة الفصائل بزيارته الا انه واجه العديد من الانتقادات بسبب تأخر الزيارة وبسبب ربطه عملية إعمار غزة بالمصالحة الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية ل "الدستور": رغم الترحيب الشعبي بالسيد عمرو موسى الا ان العديد من فئات الشعب لا تجد جدوى حقيقية من زياته وانها لن تغير من الوضع المأسوي في شيء، مضيفة ان عمرو موسى كشخصية يتمتع بشعبية كبيرة بين صفوف الفلسطينين لكنهم في الوقت ذاته لا يعولون كثيرا على دور الجامعة العربية كمؤسسة. وفي مشهد لفت أنظار الصحافة اعترض مواطن فلسطيني على زيارة عمرو موسى، معتبرا إياها بأنها لن تأتي بأي فائدة للقطاع، وحمل المواطن كمال أبو ندى مدير جمعية بنك القدس للثقافة والتنمية والمعلومات في قطاع غزة يافطة كتب عليها "دمائنا جفت.. لقد جئت متاخراً". وقال ابو ندى بصوت عالٍ أما فندق الكومدور على شاطئ مدينة غزة أثناء اجتماع موسى بداخله مع الفصائل: "لقد اختفت آثار الجريمة الصهيونية، لماذا جئت اذاً؟ لقد جئت لترفع الحرج عن نفسك". ومن جانب اخر استغربت العديد من الفصائل ربط ملف اعمار غزة بالحصار الاسرائيلي والتي اعتبروه قرارا ضعيفا وخاطئا، مطالبين بتسهيل حياة المواطنين بعيدا عن ما تقوم به سلطات الاحتلال من حصار وإغلاق للمعابر. وكان عمرو موسى قد أكد خلال الزيارة أن أموال الاعمار بحوزة الجامعة العربية ولن يتم تسليمها للفلسطينيين الا بعد ان يرفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة. ومن جانبه وصف النائب إسماعيل الأشقر – عضو الكتلة البرلمانية لحركة حماس زيارة إلى قطاع غزة بأنها بروتوكولية بهدف تنفيس الضغط عن الأنظمة والحكومات العربية. وقال الأشقر-الذي التقى برفقة عدد من قادة الفصائل بموسى- في تصريحات مكتوبة تلقى الدستور نسخة منها: نحن سئمنا من الحراك ونريد إنهاء فعلي للحصار ونأمل بأن تساهم زيارة موسى في كسر هذا الحصار الظالم. وأوضح الأشقر أن قادة الفصائل بحثوا مع موسى مسألة رفع الحصار وإنهاء الانقسام الفلسطيني وجرى حديث مطول ومعقد حول هذين الملفين، وأشار إلى أن الأمين العام لجامعة الدول العربية اعتبر أن مدخل كسر الحصار يتأتى من خلال توحيد الصف الفلسطيني وإتمام ملف المصالحة. ولفت الأشقر إلى أن بعض ممثلي الفصائل طالبوا موسى بسحب مبادرة السلام العربية ودعم برنامج المقاومة الفلسطينية. وانتقد الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الفلسطينية ربط موسى بين وضع الأموال العربية التي رصدت لإعادة ما دمرته الحرب الصهيونية على غزة قيد التنفيذ وتحقيق المصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين، معتبرا أن المطروح هو دفع الكل الفلسطيني لتقديم التنازلات. وقال قاسم تعليقاً على زيارة موسى إلى غزة إن أموال إعمار غزة غير مرتبطة بالمصالحة، وإنما باعتراف حركة "حماس" بشروط الرباعية الدولية، مشددا على أن "شعبنا ليس بحاجة لمن يوهمنا أن المصالحة عزيزة على قلبه، في حين المعطيات تشير إلى أن ما هو مطلوب مفصل بمقاسات معنية"، ورأى أن "هؤلاء يبحثون عن استسلام الكل الفلسطيني وليس تحقيق المصالحة". واعتبر أن "زيارة موسى ليست مبدئية وإنما فرضتها الظروف"، موضحاً "لو كانت مبدئية لزار غزة منذ اليوم الأول الذي فرض فيه الحصار، أو بعد العدوان، ولكن حقيقة ما جرى هو هذه الضجة العالمية وتداعيات المجزرة الصهيونية بحق أسطول الحرية". وقال: "هو أتى في إطار عملية تنفيس وليس بسبب مبدأ"، مشيراً إلى أنه لم يظهر أي تحد للحصار خلال زيارته. وأضاف "لو كان معنياً بكسر الحصار؛ لأحضر معه شوال أسمنت كدلالة رمزية على كسر الحصار، ولو كان جاداً لطلب تنفيذ قرار القمة العربية بكسر الحصار، وهو القرار الذي نتساءل لماذا لم ينفذ؟"، ودعا إلى عدم التعويل كثيراً على الزيارة؛ "لأنه لن يكون لها أي مفعول" على حد تعبيره.