هل مي سليم لا تنضج أبدا؟، سؤال من الطبيعي أن تسأله فور أن تستمع إلي العشر أغنيات التي جاءت في ألبومها الأخير «لينا كلام بعدين» الذي تحمل أغنياته بصمات الهواة، تفتتحه بأغنية «لو ترضهالي» أغنية جيدة بعض الشيء لكنها تؤكد أن صاحبة التجربة مازال أمامها الكثير، والكثير جدا، ثم أغنية «الهيد» المفترض أن تكون صاحبة المجهود الأكبر في الألبوم، لحن رامي جمال لن تسمع منه سوي إيقاع فقط، ثم لن تميز به شيئا آخر بعد ذلك، ومي سليم فرحانة جدا طوال الأغنية، وتقطع علي نفسها نفس الوعود أيضا بأنهما يحبان بعضهما علي طول، «مين قالك».. أغنية متواضعة أيضا، وليس بها أي مفاجأة، لحن مختلف بعض الشيء لرامي في أغنية «كنت ماشية« التي كتبها بشياكة، وتميز جمال الخولي لتجعل الأجواء أكثر عمقا، ومي سليم تغني فيها دون تصنع أو فذلكة..سوف تضبط نفسك تستمع للأغنية حتي آخرها دون ملل، الكمان بديع في مقدمة الأغنية «شفتك في قلبي« لكن مي سليم ستفسد متعتك فور أن تنطق، ومحمد يحيي وضع لحنا مميزا للغاية، ومحمد رفاعي كتب كلمات تستحق الاستماع أكثر من مرة، الكمان يقول كلاما جميلا أيضا في منتصف الأغنية، ويعلو بصوت مي سليم بعض الشيء..الأغنية كادت أن تكون جميلة لولا دخلة مي سليم الغريبة، أغنية «سامعاه» تعبر عن أمنيات بحياة سعيدة لكن من الصعب استكمالها مع كل هذا الكم من الاستسهال في تنفيذ الأغنية، مي سليم في أغنية «كلام كتير» تستأنف وصلة الدلع التي كانت قد أخذت منها هدنة، هي هنا في قمة سذاجتها وهي تغني من طبقة صوت مستعارة بكلام سطحي من نوعية «شاغللي بالي وقلبي انت خاطفه، وطول ما انت جنبي بفرح واما تسيبني بقلق»، أغنية «اوعدني» تحمل سذاجة مضاعفة، وهي تطلب منه بضعف مفرط أن يخاف عليها ويحبها، يمكن تسميتها بأنها محاولة فاشلة للدلع علي لحن مائع وكلمات مكررة، «فرحة عمري« لحن مفرح، وأغنية يمكن الاستماع إليها، لكن الأغنية تعاني من نفس المشكلة التي رافقناها طوال رحلتنا مع الألبوم وهي «صوت مي سليم»، الذي تشعر أنه مازال في طور التكوين، لا تستطيع أن تمسك له شخصية محددة، الختام مع أغنية «سكتالو«، تجربة ملفته لأحمد بري الشاعر، والملحن محمد الصاوي، المشكلة أن مي سليم أيضا تعرف كيف تختار أغنيات جيدة، وأحيانا تعرف كيف تغني بطريقة سليمة لكنها تحصر نفسها في اختيارات واحدة ومكررة ولا تقدم أبدا تجربة مكتملة.