.. نشرت «المصري اليوم» أمس تصريحًا علي لسان الدكتور حسن نافعة عقب زيارة «التهنئة» التي قام بها لحزب الوفد يقول فيه إن السبب والعائق الوحيد لانضمام الوفد إلي جمعية التغيير هو وجود أيمن نور !! ولا أعرف هل يتفق هذا التصريح مع دور المنسق والمجمع لجهود المعارضة من أجل التغيير أم لا ؟!! .. فكرت مليًا في تجاهل التصريح، ورفضت التعقيب عليه عندما تلقيت صباح أمس العديد من الاتصالات من زملاء صحفيين يطلبون تعليقي وتعقيبي علي التصريح المدهش، إن صح وروده علي لسان نافعة. .. لا أعرف.. ولم أسأل نافعة هل استشف هو أو توقع هذا السبب والعائق أم أن البدوي أفصح عنه صراحة ووضوحًا؟! وهل كان هذا الإفصاح مقرونًا بأسباب هذا الموقف ومبرراته الموضوعية أم أنه جاء مجردًا من الأسباب والمبررات الشخصية أو الموضوعية؟! فلا أتصور أن يعلن حزب سياسي بحجم الوفد علي لسان شخص عاقل مثل السيد البدوي قرارًا سياسيًا بمقاطعة أي حركات سياسية أو جبهوية لمجرد وجود شخصي فيها كما ورد - نصًا- في تصريح نافعة الأخير؟!! .. أحسب أن مثل هذه التصريحات أو المواقف غير المبررة موضوعيًا لم تكن لتشغلني أو حتي تستوقفني في زمن وفد نعمان جمعة أو أباظة، إلا أنها في وفد البدوي تستدعي قدرًا من التوضيح من كل الأطراف. .. حكايتي مع الوفد- لمن لا يتذكر -تتلخص في أنني انتميت للوفد «حبًا في الليبرالية» منذ عودته للحياة السياسية بقيادة «أبي الروحي» الزعيم فؤاد سراج الدين، وقضيت نصف عمري الواعي «18 عامًا» أعمل في الوفد - الحزب والصحيفة- متدرجًا في مواقعه، ونائبًا عنه، حتي رحل عن عالمنا سراج الدين وحل محله جمعة!! .. خلافي مع جمعة كان حتميًا وكان الأول في سلسلة تخلص جمعة من معظم العناصر المقربة من سراج الدين وكانت البداية بي، وامتدت إلي قيادات الحزب والصحيفة واحدًا تلو الآخر، حتي انقلب جمعة علي العناصر التي ساندته شخصيًا في معاركه الأولي ومن بينها معركته لإقصائي من الوفد!! .. عندما خرجت من الوفد لم أقد عملاً انقلابيًا عليه، ولم أسع لشق صفوفه، أو التشكيك في شرعية الحزب والتحالف مع الشيطان ضده.. بل آثرت أن أطوي الصفحة، رغم ضراوة الحملة التي قادتها صحيفته وقيادته ضدي، وتحالفت فيها مع كل شياطين النظام والأمن. .. أسست حزب الغد، وخضت معركة التأسيس بجهدي وبجهد زملاء كان معظمهم من خارج الوفد، وربما من خارج الحياة السياسية والحزبية حرصًا علي ألا تصيب الغد لعنة الانشقاق التي تهدم ولا تقيم حزبًا!! وحتي لا يكون كلامي مرسلاً أروي لكم قصة تجسد حقيقة موقفي مع الوفد ومع البدوي تحديدًا.. .. فقبل قيام حزب الغد بأسابيع قليلة، امتنعت الشخصيات العامة المعينة في محكمة الأحزاب من حضور جلسة النطق بالحكم لصالح قيام الغد، وكان هذا بإيعاز من النظام والأمن مما أثار آلافًا من أعضاء الغد ودفعهم إلي الاعتصام بمقر محكمة القضاء الإداري بالجيزة والتي تبعد دقائق عن مقر حزب الوفد بشارع بولس حنا. .. في هذه الأثناء تلقيت مكالمة من أحد القيادات السياسية الحكومية يسأل عن نيات الجموع المحتشدة في مقر المحكمة؟! فقلت: سنتوجه لمقر الحزب!! فسأل: أي حزب ؟! قلت: الغد !! فقال: ولماذا لا تتوجهون بهذه الجموع للوفد وهو حزبك الأساسي والقديم ولك حقوق فيه؟! فهمت الرسالة ورفضت الفكرة وأنهيت المكالمة لكنني في نفس اليوم شعرت بالخطر علي الوفد! .. لم أجد من زملاء الماضي من هو أكثر عقلاً وحكمة من الدكتور السيد البدوي، والبدراوي فقررت أن أتصل بالبدوي لأبلغه بما حدث وأحذره من ذلك الخطر!! والتقينا لمدة ساعة في فندق «سفير الزمالك» وأوضحت له فيه ما دار تفصيلاً ودلالات ذلك، محذرًا من سيناريو رفضنا المشاركة فيه، لكن قد يقبل غيرنا أو يتورط فيه!! وهو ما حدث بعد أقل من عام في مقر الوفد!! .. هذه القصة وغيرها تؤكد أننا لم نشعر يومًا بخصومة مع الوفد حتي في عهد نعمان جمعة ورغم خوضه الانتخابات الرئاسية في مواجهتنا، أكثر مما كان في مواجهة مبارك، حيث وجه كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة لتشويهنا وتجريحنا، والتزمنا الصمت واكتفينا بالرد عبر صندوق الاقتراع. .. في عهد أباظة تغير كل شيء في الوفد - حزبًا وصحيفة- إلا هذا الموقف وكنت -ومازلت- أتمني وأتوقع أن تتغير أمور كثيرة في الوفد في عهد البدوي، من بينها هذا الموقف غير المبرر أو المفهوم. ..كنا -ومازلنا وسنظل- ندعو لوحدة المعارضة المصرية وفي مقدمتها الحركة الليبرالية بأضلاعها الثلاثة «الوفد والغد والجبهة» فهل من مجيب؟! .. هذه رسالتي للصديق والزميل الدكتور السيد البدوي متمنيًا له التوفيق في مهمته الصعبة!!