محافظ المنوفية يتابع أعمال الموجة ال 27 لإزالة التعديات ..صور    حماية المستهلك: استقرار سعر الصرف وتراجع التضخم يدعمان مبادرات خفض الأسعار    محافظ الدقهلية يقرر غلق مطعم بدون ترخيص ومخالف الاشتراطات الصحية    كيف تتعامل إيران مع أزمة نزع سلاح حزب الله؟ باحث في الشأن الإيراني يوضح | فيديو    هدف لياو يحسم الشوط الأول ل ميلان ضد باري في كأس إيطاليا.. فيديو    بعد المباراة الأولى في الموسم.. الجزيرة الإماراتي ينهي تعاقده مع عموتة    مونت كارلو: موناكو يقترب من الموافقة على عرض ضخم من أهلي جدة لزكريا    مدير بايرن: لم نتوصل إلى اتفاق مع شتوتجارت لضم فولتيماد    لحظات رعب أعلى دائري مسطرد.. أتوبيس طائش يحصد أرواح الأبرياء    عمرو دياب يفاجئ منة عدلي القيعي في حفلته بالساحل | شاهد    أمين الفتوى بدار الإفتاء: لا يجوز للزوج منع زوجته من زيارة أهلها    محمد أبو الرُب: مصر وفلسطين جاهزتان لمؤتمر إعادة إعمار غزة فور وقف العدوان    تلاوة عطرة للمتسابق زياد فوزى فى اختبارات اليوم الثانى من برنامج دولة التلاوة    أمين الفتوى: لا مانع من ارتداء الملابس على الموضة بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية    متحدث الصحة عن خطف الأطفال وسرقة أعضائهم: "مجرد أساطير بلا أساس علمي"    الرئيس.. من «جمهورية الخوف» إلى «وطن الاستقرار»    وزيرا خارجية السعودية والإمارات يبحثان هاتفيا المستجدات الإقليمية    صور | «العمل» تجري اختبارات للمرشحين لوظائف بالأردن في مجالات الزراعة    تحصين 41.829 من رؤوس الماشية ضد الحمى القلاعية بالإسماعيلية    إغلاق 8 مراكز غير مرخصة لعلاج الإدمان والطب النفسي بالجيزة (تفاصيل)    محافظ مطروح يعترض لوعكة صحية مفاجئة بالقاهرة    «صحة الإسكندرية»: إعداد خطط تطوير شاملة للمستشفيات وتفعيل غرف منسقي الطوارئ (صور)    جولات تفقدية لرئيس مياه الشرب والصرف بأسوان لمتابعة المحطات والروافع في ظل ارتفاع الحرارة    عبد اللطيف منيع يعود للقاهرة بعد معسكر مكثف بالصين استعدادًا لبطولة العالم المقبلة    أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح علامات طهر المرأة وأحكام الإفرازات بعد الحيض    قبل بدء الفصل التشريعى الثانى لمجلس الشيوخ، تعرف علي مميزات حصانة النواب    جامعة المنصورة تُشارك في مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب والخريجين    «الأمل موجود بشرط».. خالد الغندور يوجه رسالة ل كهربا    التشكيل الرسمي لمواجهة تشيلسي وكريستال بالاس في الدوري الإنجليزي    تحقيقات واقعة "فتيات الواحات".. الضحية الثانية تروى لحظات الرعب قبل التصادم    7 أسباب تجعلك تشتهي المخللات فجأة.. خطر على صحتك    قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط    الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور    المفتي السابق يحسم جدل شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها    رئيس جامعة الوادي الجديد يتابع سير التقديم بكليات الجامعة الأهلية.. صور    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة دعم قدرات شبكات الاتصالات وتوسيع مناطق التغطية    وزير السياحة: ضوابط جديدة للمكاتب الصحية بالفنادق.. وافتتاح تاريخي للمتحف المصري الكبير نوفمبر المقبل    رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب    توجيهات حاسمة من السيسي لوزيري الداخلية والاتصالات    محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    فيديو.. خالد الجندي: عدم الالتزام بقواعد المرور حرام شرعا    ريال مدريد يخطط لبيع رودريجو لتمويل صفقات كبرى من البريميرليج    جوان ألفينا يبدأ مشواره مع الزمالك بأداء واعد أمام المقاولون العرب    جبران يفتتح ندوة توعوية حول قانون العمل الجديد    صحة الوادى الجديد: انتظام العمل فى المرحلة الثالثة من مبادرة "100 يوم صحة"    فيضان مفاجئ في شمال الصين يخلف 8 قتلى و4 مفقودين    اللواء محمد إبراهيم الدويري: أوهام «إسرائيل الكبرى» لن تتحقق وتصريحات نتنياهو تدق ناقوس الخطر عربياً    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    مقتل 3 وإصابة 8 آخرين في إطلاق نار بحي بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية    في 3 خطوات بس.. للاستمتاع بحلوى تشيز كيك الفراولة على البارد بطريقة بسيطة    موعد آخر موجة حارة في صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ نصر فريد واصل ل«الدستور الأصلى»: دعوات الجهاد ضد المسلمين بداية للقضاء على الإسلام
نشر في الدستور الأصلي يوم 12 - 04 - 2014

مفتى الجمهورية الأسبق: الحكم فى الإسلام مدنى لا دينى والشرعية للشعب خُدعنا فى الإخوان.. ومرسى كان «طالب دنيا» واعتبر نفسه مُستخَلَفًا من الله ما إن انتقد الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، دعوات العنف والقتال التى يبثها أعضاء جماعة الإخوان، حتى تحول من صديق إلى عدو أثيم، يستحق منهم اللعن والسب والدعاء بالشر فى صلواتهم، بغض النظر عن مكانته العلمية وجلال سنه ومركزه، ومديحهم الكبير السابق فيه. «الدستور الأصلى» التق الشيخ واصل لتستقصى منه آراءه فى الواقع الحالى وأزماته وفى الإخوان وعنفهم، واستشرافاته للمستقبل القريب لمجتمعنا.

■ الشيخ نصر.. دعنا نبدأ بموضوع الساعة، بتعليقك على الأحداث الدموية التى وقعت بين قبيلتى الدابودية وبنى هلال بأسوان؟

-فى الحقيقة ما حدث فى أسوان يؤكد أنها فتنة تستهدف القضاء على وحدة المجتمع المصرى وعلى الإسلام وتعاليمه، التى نهت عن إراقة الدماء لأى سبب من الأسباب، وهى بدايه لنوع جديد من الحرب الممنهجة على أبناء الوطن الأبرياء، مستهدفة جنوب مصر، لذلك نطلب من الجهات الأمنية إجراء تحقيق فورى للكشف عن الخلايا المتورطة فى هذه المجزرة، وذلك من أجل غلق الأبواب التى تستغلها الجماعات الإرهابية والأيادى الخبيثة الخارجية فى تقسيم فئات المجتمع، وعلى جميع مؤسسات الدولة الدينية وغيرها أن تعمل جاهدة من أجل توعية المواطنين بعدم الامتثال لأفكار التطرف والتقسيم.

■ برأيك.. ما الذى أسقط الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعته؟

- لأنهم لم يتوافقوا مع الشعب، والله يقول «وشاورهم فى الأمر»، فهو كان يتحدث دائما عن الشرعية ويؤكد «دونها رقابنا»، فهل تلك الشرعية دينية أم دنيوية؟ بل هى دنيويه بلا أدنى شك، والشعب صاحب السلطان، فما دام خرج الشعب وطلب منه التخلى عن الحكم فوجب عليه الامتثال الفورى، والشعب لم يرض عن سياسة الإخوان فى أثناء فترة توليهم حكم مصر، حيث لم يحقق مرسى ما وعد به الشعب من استقرار سياسى واقتصادى، خصوصا أن هناك مشكلات تعقدت بين الإخوان والمصريين فى كثير من القضايا السياسية والاجتماعية، الأمر الذى دفع جموع المصرىين إلى طلب تغيير الوزارة، غير أن هذا الطلب الجماهيرى لم يلق آذانا مصغية من قبل الإخوان، فصعّد الشعب مطالبه إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، نظرا لاستمرار الوضع المتردى فى ظل حكم الإخوان، فالناس شعرت بخيبة أمل فى الرئيس المعزول، وأحسوا أنه غير قادر على تحقيق ما وعد به من نهضة لمصر، غير أن الإخوان تجاهلوا تماما إرادة المصريين بضرورة التغيير.

■ هل كان الدكتور مرسى من طلاب السلطة؟

- نعم، ما حدث يؤكد ذلك، فمرسى طالب دنيا لا طالب دين كما كان يدعى، وكان عليه أن يلتزم بالسلام ويدعو إليه ويعترف أن الشعب هو الحكم، والدنيا يوم لك ويوم عليك، وكان عليه الرضوخ لإرداة شعبه، لكنهم للأسف لم يفعل.

■ لم يفعل لأنه جاء عن طريق الصندوق ويمتلك الشرعية؟

- من الذى أعطى له الشرعية سوى الشعب، إذن الشرعية للشعب، وهى شرعية مدنية، فمرسى ليس مستخلفا من الله، ولم تأتِ لائحة من الله تقول إنه خليفة فى الأرض، ولا يجوز الخروج عليه، وكان واجبا عليه الامتثال لقرار شعبه، وكل ما وقع من جرائم قتل فى رقبة مرسى.

■ لماذا خرج الشعب فى 30 يونيو؟

- المصريون خرجوا يوم 30 يونيو بطريقة سلمية من أجل أن يغيروا النظام بعد أن وجدوا أن حكم جماعة الإخوان لم يحقق لهم ما أرادوا، وكان ينبغى على جماعة الإخوان تفادى هذه الآثار التى ترتبت على العنف الذى تمسكت به فى مواجهة إرادة الشعب فى 30 يونيو، فجماعة الإخوان تبنت العنف والقتل والتخريب وإراقة دماء شباب الوطن، والشعب لا يحتاج إلى مبررات فى خروجه على الحاكم، لأنه هو الذى أتى بالحاكم وهو ذاته الذى طلب تغييره.

■ هل أجرم الإخوان فى حق الشعب بعد ثورة 30 يونيو؟

- نعم أجرموا، فأداؤهم بعد ثورة 30 يونيو العظيمة كان وما زال سيئا للغاية ومحل غضب عند جموع المصريين، نظرا لتبنى الإخوان لكل أعمال العنف التى ترتكب فى حق الشعب، وأسوأ ما فيها هو استعمال الإخوان المتعمد للدين الإسلامى فى القتل والتخريب وإزهاق أرواح الجنود من الشرطة والجيش، فى محاولات لتنفيذ رغبتهم فى ما يسمونه ب«الشرعية»، وكأنها شرعية من قبل الله سبحانه وتعالى، فالإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، والدين الإسلامى جاء لسلام العالم بأسره، وليس آلة للدفاع عن كرسى للحكم، طمعا فى أغراض الدنيا، فالإسلام أرقى من أن يستغل ستارا للسعى وراء أطماع الدنيا، غير أن الشعب المصرى فصل بين الإسلام ومن يتكلم باسم الدين وأدرك جيدا أن جماعة الإخوان لا تمثل الإسلام، وتأكد له أن الجماعة تتاجر باسم الدين، فالإسلام سلام ويدعو إلى الأمن والأمان، ولا يلزم ولا يكره الناس على شخص معين، فتصنيف الإخوان بأنها جماعة إرهابية مسألة طبيعية، بعد ما فعلته من تخريب خلال الفترة الماضية، فالإسلام نفسه جعل من يحارب المجتمع والدولة إرهابيا، وفقا لقوله جل وعلا فى سورة المائدة «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ»، فمحاربة الله ورسوله التى نهى عنها الإسلام والقرآن الكريم هى فى الأصل محاربة المجتمع، و«الإخوان» تسعى بكل قوة إلى هدم المجتمع.

■ ما رأيك فى أحداث رابعة العدوية والنهضة؟

كان على الجميع أن يخضع للشعب بعيدا عن العنف والمواجهة، وطلبت مرارا وتكرارا بأن يستجيب هؤلاء إلى أمر الخروج فى أمان وسلام، والشهداء هم المعتدى عليهم، وإنما من خرج للعنف والاعتداء على الغير لا أعتقد أنه يكون شهيدا، والمعتدى هو من خرج عن حكم الله، أما المعتدى عليه فهو شهيد.

■ هل خدعت جماعة الإخوان الشعب؟

- للأسف خدعنا فيهم، وأنا خدعت، وكنت لا أعلم أنهم طلاب دنيا وطلاب حكم لا طلاب دين كما يدعون.

■ هل ترى أنه كانت هناك محاولات من الإخوان للسيطرة على الأزهر؟

- الأزهر له سياسته المعتدلة والوسطية على مر التاريخ، لأنه يمثل الإسلام فى تاريخه لأكثر من ألف عام، والأزهر وعلى رأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب شارك فى تغيير السلطة بشكل سلمى، مؤيدا للشعب فى 30 يونيو، رغم أن الأزهر وسطى ولا يميل إلى فئة على حساب فئة، وليست له وجهة سياسية، وإنما له وجهة علمية، فهو يوجه الناس جميعا بأن يكونوا إخوة متحابين فى الله، وأن يجتمعوا على كلمة واحدة فى صالح الوطن والمواطنين وفى تحقيق السلام العالمى، وهو هنا كان مع السياسة الشرعية قولا وعملا، ولا يخفى على أحد محاولات الإخوان المستمرة فى السيطرة على الأزهر ومحاولة الإطاحة بشيخ الأزهر بحادثة تسمم طلاب الأزهر، وكل ذلك لاستغلال المنابر فى ما هو فى صالح الإخوان.

■ لماذا بادرت وزارة الأوقاف بإصدار قرار بضم جميع المساجد إلى الأوقاف؟

- لأنه ثبت للأسف أن بعض المساجد كانت مقرا لدعوات أعضاء الإخوان، لتهييج الرأى العام بمعلومات دينية مغلوطة، الأمر الذى يحمل فى طياته إحداث الفرقة والانقسام بين أبناء المجتمع الواحد، باسم الدين، كما أن هؤلاء كانوا أصحاب خطاب متشدد، وهذا يدفع الناس إلى الفرقة والتقاتل الداخلى، كما يحدث فى سوريا وليبيا الآن، فلا شك أن جماعة الإخوان عملت بعد 30 يونيو وحتى الآن على استغلال المساجد والدعوة إلى الفرقة والانقسام وتخريب البلاد تحت شعار الدفاع عن الشرعية، فأى شرعية هذه التى تدعو إلى العنف، لذا قامت وزارة الأوقاف بالتنسيق مع شيخ الأزهر فى غلق الباب أمام الإخوان بالسيطرة على المنابر.

■ ما رأيك فى دعوات الإخوان إلى التظاهر؟

- التظاهرات التى تحدث فى المجتمع وبين الطلاب والعاملين إفساد فى الأرض وقتل للنفس، وهذا تعطيل للمصالح والمصانع ولخدمات الناس، وهناك وسائل سلمية متاحه للتعبير عن آرائنا عن طريق الإعلام ووسائل التواصل المختلفة، والله يقول «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، لذلك لا بد أن يكون عندنا وعى، وعقولنا مدركة للخطر الذى يهددنا، وعندما يتحول التظاهر إلى استعراض للقوة والقتال، فلا يجوز ولا يعد تظاهرا سلميا، لأن التظاهر السلمى يشترط فيها عدم تعطيل مصالح الناس والعباد والحياة السياسية، ولا تؤثر سلبا على حياة الناس، ودعوات تظاهر الإخوان، التى تدعو إلى العنف والتخريب وتعطيل مصالح العباد، تتنافى تماما مع تعاليم الإسلام الذى أوصى بضرورة السلمية والحفاظ على الأرواح، فكل مظاهرات الإخوان أفعال شيطانية لا تصدر من مسلمين يعرفون الإسلام، والذى يحدث الآن من تخريب وتدمير ومحاولة الخروج على الجيش والشرطة محاربة للمجتمع، لأن حق الله والمجتمع اسمه «أمن الدولة»، وهذا خروج على حق الله الذى هو حق المجتمع.

■ هل هناك علاقة بين رحيل الإخوان وانتشار ظاهرة التكفير؟

- بلا شك فعندما يشيع وينتشر قتل الجنود والشرطة والجيش وقتل من يخالف إرادة الإخوان وتستباح الدماء لمجرد الخلاف فى الرأى فهذا يؤكد للكل أن جماعة الإخوان عملت على انتشار ظاهرة التكفير ضد كل من يخالفها، فالذى يستبيح دم الآخر، فهو يكفره، فمشروعية الجهاد والتكفير عند الإخوان ظهرت بعد رحيل الإخوان عن الحكم فى 30 يونيو، على أمل عودة ما يسمونه ب«الشرعية»، وهى فى الأصل دفاعا عن كرسى مرسى، وفى سبيل عودته لجأت جماعة الإخوان إلى تكفير الآخرين بالشرعية، مستغلة فى ذلك أمية الشباب لأحكام الإسلام والجهاد الذى لا يكون إلا لمحاربة الأعداء غير المسلمين الذين يحملون السلاح ويحاربون الإسلام ككل، ففى هذه الحالة نخرج للجهاد، وليس الجهاد ضد المسلم، فهذا خطأ فاحش وبداية للقضاء على الإسلام والمسلمين وطريق من طرق أحداث الفتنة بين أبناء المجتمع.

■ إذن أنت مع الدولة فى محاربة الإرهاب الأسود؟

- مصر ضد الإرهاب ومع السلام وعقيدة الإسلام والوسطية، والفطرة التى خُلق الناس عليها تنبع من مصر، ويجب جمع كلمة المسلمين ولم الشمل وبيان خطورة فرقة المسلمين، لأن الفرقه تعطى أعداء الإسلام والمسلمين سببا لتحقيق أهدافهم، ونحن ندين الإرهاب والعمليات الإرهابية، فالإرهاب هو إفساد فى الأرض ولا علاقة له بالإسلام.

■ ولماذا لجأت جماعة الإخوان إلى تكفير الآخرين؟

- جماعة الإخوان اتجهت إلى تكفير الغير، لأنها ترى أن ما هى عليه هو الإسلام، وأن من لا يكون معها أو خرج عن سياستها، ومن هو ممتنع عن مناصرتهم، ليس أخا لهم فى الإسلام، والأخ فى نظرهم هو الذى معهم ويدافع عن شرعية محمد مرسى، غير أن الإسلام لا يحكم على الإنسان بأنه خرج من ملة الإسلام إلا بحكم قضائى بات أمام الجهة المختصة، وبعد أن يصدر حكم من هيئة كبار العلماء ومن المفتى وبعد الإجماع على هذا مئة فى المئة بلا شك، وغير ذلك لا يجوز أن يحكموا على الإنسان بالكفر، حتى ولو ارتكب الكبائر، لكن الإخوان تكفر لمجرد الاختلاف معها سياسيا ومن أجل متاع الدنيا.

■ ما حكم الشرع فى الفتاوى التى تبيح إهدار دماء ضباط الجيش والشرطة؟

- هذه فتاوى شيطانية خارجة عن إطار تعاليم الدين الإسلامى، ولا علاقة لها بالشرع، لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هى خارجة من أفواه لا تعرف الله وجهلاء بأبسط القواعد الشرعية فى الإسلام، وتهدف إلى ضياع حقوق الله والعباد، فهذه الفتاوى مفسدة فى الأرض والغرض منها إفساد الدولة والمجتمع، وهى لصالح الصهيونية العالمية فى احتلال الشرق، بعد تفتيت وحدة المسلمين، بالتقاتل الداخلى، كما يحدث فى سوريا، والإخوان هم أداة الغرب فى تفتيت وحدة المجتمع.

■ هل أساءت جماعة الإخوان إلى الدين الإسلامى؟

- بلا أدنى شك، فكل أفعالها فى محاولات استرداد السلطة مخالف للإسلام والسلم الاجتماعى، وذلك لإصرار الإخوان على عودة ما أسموه ب«الشرعية» بالسلاح والقتل والتخريب والعنف والبلطجة، وكذلك الاستقواء بالخارج ضد إرادة المصريين، التى عبروا عنها فى ثورة 30 يونيو العظيمة، فالإسلام برىء من كل أفعال الإخوان ضد المجتمع.

■ أليس الأزهر رمزا للوسطية فى الإسلام، فلماذ يخرج من تحت عباءته بعض المشايخ المتشددين؟

- كل قاعدة لها شواذ، وأصحاب الفكر المتشدد تمت تربيتهم خارج الأزهر، لكن انتسبوا للأسف إليه فى مراحلهم التعليمية المتأخرة، وهم من أصحاب النفوس الضعيفة التى تحضع إلى إغراءات الدنيا، غير أن هؤلاء لا يؤثرون على الأزهر ووسطيته، وذلك لأن الأزهر يطهّر نفسه بنفسه من أى فكر متشدد لا يليق بتعاليم الدين الإسلامى.

■ بعض مشايخ الأزهر يطلقون على الإخوان خوارج هذا الزمان فما رأيك فى هذا المفهوم؟

- بلا شك فإن كل من يخرج على الدولة والمجتمع ويدعو إلى العنف والتخريب والقتال وعدم الاستقرار وتعطيل مصالح العباد وإتلاف مؤسسات الدولة وقطع الطرق، خوارج، و«الإخوان» فعلت كل هذه الأشياء.

■ ما حقيقة الحكم فى الإسلام.. هل هو مدنى أم دينى؟

- الحكم فى الإسلام مدنى لا دينى، والإسلام عقيدته دينية، فالحكم المدنى، بمعنى أنه ليس هناك استخلاف من السماء أو وحى من قبل الله ينزل على الحاكم لكى يقول له احكم بهذا، لكن هناك تشريعات ينظمها المجتمع من خلال مصالحه ومن خلال الدستور الذى يرتضونه، وحتى الدستور فى الإسلام يلتزم بأحكام الإسلام، التى منها ما يتعلق بأمور دينية مثل العبادات، وأمور تتصل بحقوق الله، وأحكام الإسلام فيها أيضا تتعلق بالحياة العامة.

■ تعليقك على تظاهرات طلبة الإخوان داخل جامعة الأزهر.

- ما يحدث فى جامعة الأزهر هو إفساد فى الأرض، وهؤلاء ليسوا طلاب علم وإنما مخربون، وهم أدوات وآلات يحركهم أناس من الداخل والخارج، وهم أعداء للإسلام والمسلمين، والأزهر يدعو إلى السلام، فكيف لطلابه أن يفسدوا ويخربوا، هؤلاء ضد الإسلام وضد الدين، وتظاهرات طلبة جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات المصرية على وجه العموم خارجة عن نطاق الشريعة الإسلامية وعن مبادئ الإسلام، لأنهم أفسدوا الجامعة والعلم، فهم للأسف طلاب سياسة وحكم غير شرعى.

■ رأيك فى مواقف الشيخ يوسف القرضاوى وتحريضه الدائم على مصر؟

- الشيخ يوسف القرضاوى كان عالما جليلا، لكن للأسف سياسته المناصرة لفكر الإخوان والتى تسعى وبقوة إلى هدم الدولة المصرية وتدعو إلى قتل الجيش والشرطة، كما يدعو هو أيضا إلى ذلك، فالقرضاوى إذن خرج عن علمه ووسطيته، فأصبح شخصا غير القرضاوى الذى عرفناه من قبل، وحديثه بأن قطر أطعمته من جوع وأمنته من خوف لا يعد مبررا له ليخرج عن أصول الإسلام وقواعد الإسلام التى تربى عليها والتى هى فكر الأزهر، فليس لدى القرضاوى أى مبرر لكى يغير عقيدته مقابل حفنة دولارات من قطر أو غيرها.

■ هل من رسالة أخيرة إلى مرسى وإخوانه؟ -

أقول لهم.. عليكم أن تتوبوا إلى الله توبة نصوحا، وأن ترجعوا إلى الله وإلى الشعب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وعليكم أن تدعوا إلى السلام لا إلى العنف والقتال، لأن ذلك سيكون وبالا عليكم فى الدنيا والآخرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.