الأعمال السينمائية التي تهتم بالسير الذاتية للمبدعين والعظام، إما أنها تكون أمينة للسيرة الخاصة بتفاصيل المبدع، أو أنها تتخذ من الرؤية الخاصة لكاتب السيناريو أو المخرج سبباً في الدخول لمنطقة غير مسبوقة في السرد البصري، وهو أمر يحسب بكل تأكيد، شريطة ألا يُتخذ هذا ذريعة للتجريح، والنقد الهدام. لكن هناك نوعاً ثالثاً من السرد الجميل يقوم بخلط تفاصيل حياة المبدع مع عوالم إبداعاته، ويتم هذا بمزيج ساحر يجعل المشاهد يشتعل فضولاً ورغبة في المتابعة، وهو ما نجده في فيلم «الأخوين جريم»، والذي يحكي قصة الأخوين «ويليام وجاكوب جريم»، ورحلاتهما في ربوع ألمانيا في القرن التاسع عشر، حيث يقومان بالاحتيال علي العامة بإقناعهم بقدرتهما علي طرد الأشباح المؤذية، قبل أن تقودهما رحلاتهما إلي خطر حقيقي يهدد حياتيهما نفسها بالفناء.ففي قرية صغيرة يقومان بمواجهة ساحرة مزيفة، ويقومان بهزيمتها، قبل أن تحدث حالات فقد لبعض من أطفال القرية، مما يجعلهما يخوضان مغامرة عنيفة ضد ساحرة حقيقية ذات قوي خارقة. الأخوان «جريم» يعدان من أفضل كتاب قصص الأطفال في العالم، وهذه القصص تم سردها بمزيج مبهر في الفيلم، مما يوحي لنا بأن الكاتبين قد واجها هذه الأخطار بالفعل، وأنه لا دخان بلا نار كما يقولون، وهو تلاعب يعرفه المشاهد جيداً..في عام 2001 قامت كاتبة السيناريو «أيرين كروجر» ببيع النصّ إلي شركة مترو جولدن ماير، وواجه السيناريو مشاكل كثيرة من إعادة الكتابة مرة أخري علي أيدي كتّاب سيناريو آخرين، ثم الاعتماد علي ما كتبته «كروجر»، وتم التصوير في جمهورية التشيك لمدة عشرة أشهر، وقد واجه مشاكل من تعامل المخرج «تيري جيليام»، مع المنتجين، وقد كان من الطراز الغاضب، قبل أن يخرج الفيلم لصالات العرض في 2005 محققاً إيرادات 105 ملايين دولار، والميزانية الأصلية 88 مليون دولار. كان من المفترض أن يقوم بدور «ويليام» النجم «جوني ديب»، لكن المنتج «روب واينشتاين» كان يعتقد بأن«ديب» ليس مشهوراً كفاية لكي يجذب الجماهير لمشاهدته، واتجه إلي «مات يمون»، و«هيث ليدجر» في دوري الأخوين، وقد كانا موفقين في فيلم لا يستدعي منهما استخدام كامل طاقتيهما التمثيلية، بل كان هناك توازن لا بأس به في مفردات الفيلم، من المؤثرات البصرية والصوتية، والحوار، واستخدام مناطق تصوير حقيقية في التشيك، ولابد أنها كانت فرصة لتلك الدولة التي قلما نري أفلاماً تصور فيها.عندما شوهد الفيلم واجه موجة كبيرة من الانتقادات بين معارض ومتحمس ومتحفظ، لكنه في مجمله فيلم خفيف ومسلٍ، صنع بأكبر قدر ممكن من الإمتاع. مدة الفيلم: 118 دقيقة. النوع: مغامرات، كوميدي، فانتازيا. بطولة: مات ديمون، ليث هيدجر، مونيكا بيلوتشي. يعرض: الأحد القادم الساعة 5 مساءً، علي قناة MBC Max.