الرياضة المصرية لا تحتاج لمزيد من الأزمات، حيث تعاني في الأصل أزمات عديدة وبدلاً من تدخل القائمين عليها لحل هذه الأزمات يتدخل المسئولون سواء عن عمد أو دون قصد أو عن جهل باللوائح لزيادة هذه الأزمات.. والمشكلة أن المسئول الأول عن الرياضة المصرية هو المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة دائماً ما يكون سبباً رئيسياً في إشغال الوسط الرياضي المصري بأزمات معقدة يضع نفسه فيها ولا يستطيع الخروج منها لأسباب عديدة أهمها أنه يقوم ب«شخصنة» الأمور، بالإضافة إلي اعتماده علي مستشارين مساعدين داخل الجهة الإدارية يجهلون اللوائح المنظمة للرياضة وفي حالة علمهم بها يقومون بقتلها أو بتجاهلها علي أقل تقدير. آخر أزمات حسن صقر كانت مع مجلس إدارة الاتحاد المصري للجمباز، والذي يتعنت حسن صقر مع رئيس الاتحاد ويتحجج بأسباب واهية بأن الاتحاد يخالف اللوائح علي الرغم من أن صقر يتجاهل المخالفات الواضحة داخل بعض الاتحادات، لكنه لا يري هذه المخالفات؛ لأن رؤساء هذه الاتحادات من رجال المجلس القومي. أما اتحاد الجمباز، فلأن رئيسه خالف صقر في بعض المواقف، يُصر رئيس المجلس القومي علي حله وأرسل لجنة من المجلس القومي للتفتيش داخل الاتحاد للبحث عن أي مخالفة وجار التفتيش منذ أسبوعين ويأمل صقر في العثور علي أي مخالفة حتي يكون لديه صحة لحل هذا الاتحاد. وعن هذه الأزمة قال عمرو السعيد رئيس مجلس إدارة الاتحاد ل«الدستور» إن مشكلة صقر معه شخصياً وليس مع كل أعضاء مجلس الإدارة، وإن هذه المشكلة سببها اختلافه معه في بعض المواقف بعد نجاحه في الانتخابات الماضية، ويقول السعيد إن أول المشاكل كانت بسبب انتخابات اللجنة الأوليمبية المصرية، حيث طلب صقر منه انتخاب محمود أحمد علي، لكن السعيد أكد له أنه سيقوم بانتخاب الدكتور حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد الذي لم يحالفه التوفيق في الانتخابات فيما بعد، ويضيف السعيد أن حسن صقر أرسل له رسالة مع أحد رؤساء الاتحادات المصرية أن من سينتخب حسن مصطفي يعتبر نفسه ضد حسن صقر، ويضيف السعيد عندما رفضت تنفيذ رغبات المسئول الأول عن الرياضة المصرية أعلن عن غضبه الشديد وزاد هذا الغضب تجاهي بعد أحداث مباراة مصر والجزائر في كرة القدم في اللقاء الذي أقيم بالسودان، والذي دعا صقر لاجتماع مع جميع رؤساء الاتحادات المصرية، وطالب جميع الاتحادات بقطع العلاقات الرياضية مع الجزائر وعدم تنظيم أي بطولة في مصر يشارك فيها أي فريق جزائري، بالإضافة إلي عدم مشاركة أي فريق مصري في أي بطولة تقام بالجزائر، ويقول السعيد: طلبت الكلمة في الاجتماع، وأكدت خلالها خطأ هذا القرار؛ لأنه سيضر بسمعة الرياضة المصرية وسيعيدها إلي الوراء لسنوات من المفترض أن ندعم علاقاتنا مع الدول العربية والأفريقية، وقتها انفعل صقر جداً وأكد أن ما يقوله هي تعليمات عليا من القيادة السياسية. ويؤكد السعيد أن العلاقة توترت بينه وبين صقر بسب هذين الموقفين وأن صقر وضعه في رأسه وأقسم أنه سيخرجني من اتحاد الجمباز وبدأ في تنفيذ سياسة عدم دعم الاتحاد ورفض مشاركة المنتخب في أكثر من بطولة ومعسكر خارجي ووصل ذلك إلي درجة أن المجلس القومي حدد لكل لاعب بجميع الاتحادات مبلغ 70 ألف جنيه لإعداده لدورة البحر المتوسط (بيكارا) ما عدا الجمباز، بالإضافة إلي أنه رفض سفر المنتخب إلي كأس العالم بأوكرانيا في أغسطس الماضي، والغريب أنه وافق علي نفس الفريق بنفس اللاعبين ولكن باسم نادي الجزيرة، ويضيف السعيد أن صقر واصل تعنته مع اتحاد الجمباز ورفض منح الاتحاد مبلغ 750 ألف جنيه تكاليف السفر والاشتراك في بطولة أفريقيا التي أقيمت مؤخراً بناميبيا رغم موافقة المجلس القومي علي السفر ولإنقاذ الموقف قام أعضاء الاتحاد بدفع تكاليف السفرية من جيبهم الخاص لحين سداد المبلغ من المجلس القومي وحتي الآن لم يدفع المجلس القومي هذا المبلغ إلي الاتحاد، وحدثت بعض المشاكل مع البعثة بناميبيا بسبب تقصير السفارة المصرية هناك لكن صقر قام بإحالة الاتحاد للتحقيق ورغم مخالفة ذلك للوائح بحجة أن البعثة المصرية قامت بالنصب علي اللجنة المنظمة للبطولة ولأن صقر ينتظر أي مشكلة للاتحاد للقيام بحله استغل هذا الموقف وبدأ في إعلان الحرب علي اتحاد الجمباز، رغم اعتذار الاتحاد الأفريقي للجمباز للاتحاد المصري عما حدث من الاتحاد الناميبي للبعثة المصرية خلال بطولة أفريقيا التي حقق فيها اللاعبون إنجازاً غير مسبوق، وبدلاً من أن يقوم صقر بتكريم اللاعبين، قام بتحويل أطفال لم يبلغوا سن الرشد إلي التحقيق عن طريق الإدارة القانونية بالمجلس القومي الذي يتبني وجهة نظر رئيسه ويسعي للانتقام من اتحاد الجمباز وأدخل اللجنة الأوليمبية المصرية في المشكلة التي قامت بإدانة الاتحاد دون أن يكون لها صلة بالأمر، لكن رئيسها يريد تنفيذ تعليمات صقر؛ مما سيضع الرياضة المصرية في مأزق مع اللجنة الأوليمبية الدولية التي تحظر من تدخل الحكومات في شئون الاتحادات الأهلية. ويطالب السعيد بإنقاذ اتحاد الجمباز من بطش صقر الذي يقوم ب«شخصنة» الأمور، مؤكداً أنه تقدم بشكوي إلي رئيس الوزراء، مؤكداً فيها تعنت صقر معه ومخالفته للوائح خاصة أنه قام بإحالة أطفال إلي التحقيق؛ مما دعا أولياء الأمور إلي تقديم شكوي إلي السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية التي طالبت باستيضاح الأمر من حسن صقر.