لماذا أفريقيا ودول حوض النيل في احتفالية «الدستور» اليومي بالعدد رقم 1000؟ لأننا نزعم أن صفحات هذه الجريدة- طوال ألف يوم تقريبا- هي أول من حذر ونبه وأطلق صافرات الإنذار بأن الخطر الذي يحيط بحصة مصر من مياه النيل قد تجاوز الخطوط الحمراء، فعلنا ذلك مبكراً جداً، وقبل أن تقوم دول حوض النيل السبعة بتوقيع الاتفاقية الإطارية التي ستحرم مصر والسودان من حصتهما التاريخية في مياه النيل، وقبل أن يتعالي الصراخ وينتشر الارتباك وتسود فوضي رد الفعل، فعلنا ذلك ونحن نأمل أن ينتبه أحدهم- أي شخص من أحدهم- وأن يدرك أن كل الجرائم التي وقعت في حق المصريين طوال الثلاثين سنة الماضية «كوم»، وأن جريمة حرمان الأجيال القادمة- وربما الحالية أيضا- من مياه النيل «كوم» آخر، وها نحن نفعلها للمرة الألف، - حقيقة لا مجازا - ونسرد فصولا من تاريخ التعامل الذكي لمصر الستينيات مع أفريقيا عبر تلك الشركة العملاقة «النصر للتصدير والاستيراد»، إضافة إلي زيارة سريعة لدول حوض النيل «الأزمة»، أو دول «أزمة» حوض النيل، لعل أحدهم - أي حد- يقرأ ويستوعب.. ويتحرك قبل ألف يوم «دستوري» آخر.