فى الوقت الذى أصدر فيه رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب قرارا بمنع المياه المعدنية فى اجتماعات مجلس الوزراء وتقليل سيارات مواكب الوزراء، ترشيدًا للنفقات، نجد بعض وزرائه يخالفون التعليمات وينفقون ببزخ شديد ويهتمون بتلميع أنفسهم عن طريق جولات «الشو الإعلامى» التى انتشرت مؤخرا بين وزراء محلب.
«الدستور الاصلي» علمت من مصادرها داخل وزارة النقل أن الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل استعان بشركة متخصصة فى مجال الدعاية والإعلان لتجميل وجهه أمام الرأى العام خصوصا بعد الانتقادات الحادة التى وجهت لشخصه مؤخرا، والخاصة بإحدى الشركات الخاصة التى تتولى أعمال تعميق الغاطس بميناء دمياط، والتجديد لإحدى الشركات التى تعمل فى مجال الحاويات فى ميناء الإسكندرية، حيث تجرى مفاوضات حاليا لتجديد التعاقد معها لمدة 25 عاما على الرغم من صدور أحكام قضائية بفسخ التعاقد مع تلك الشركة لمخالفتها بنود التعاقد المبرم بينها وبين هيئة ميناء الإسكندرية، الأمر الذى أدى إلى قيام عدد من العاملين بميناء الإسكندرية بعمل شكاوى إلى مجلس الوزراء ضد الوزير يتهمونه فيها بإهدار المال العام ومحاباة ومجاملة الشركة على حساب الدولة، واعتراضا على نية وزير النقل التجديد للشركة رغم مخالفاتها بنود التعاقد كنوع من المجاملة لإحدى الشركات التى كان يعمل بها مستشاره الخاص.
المصادر أوضحت أن الشركة المسند إليها أعمال تجميل وجه وزير النقل أمام الرأى العام هى نفس الشركة التى تقوم بعمل دعاية وإعلان للشركات التى تتعامل مع الموانى المصرية فى موانى بورسعيد والسخنة، ومما زاد الطين بلة قيام وزير النقل بإسناد مسؤولية الإشراف على الشركة لرئيس شركة مشروعات السكة الحديد الأسبق الذى تمت إقالته عهد الإخوان نظرا لارتكابه مخالفات جسيمة وإهدار المال العام، وعلى الرغم من ذلك قام الدميرى بإعادة تعيينه مستشارا له من جملة المستشارين الذين تعج بهم الوزارة، ضاربا بقرارات المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء عرض الحائط، الخاصة بعدم الاستعانة بمستشارين جدد للوزارات لترشيد النفقات.
وبدأ المشرف على شركة الدعاية الاستعانة بإعلاميين متخصصين من الذين قاموا بتجميل وجه الشركات الاستثمارية المتعاقدة مع الموانى بنظام حق الانتفاع على حساب العمال، وكان آخرها ضحايا عمال شركة «بلاتنيوم»، التى وعدتهم وزارة النقل بإنشاء شركة تابعة لهيئة موانى البحر الأحمر وتعيينهم بها، إلا أنها خالفت وعدها ضاربة بقرارات مستشار الرئيس السابق عرض الحائط، كنوع من تهدئة العمال حتى أنهوا إضرابهم. وأشارت المصادر إلى أن عقد شركة تجميل وجه الدميرى يبلغ 3 ملايين جنيه سنويا، وهو الاتجاه الذى عززه ما ظهر بوضوح خلال كلمته فى المؤتمر الثانى للسلامة على الطرق مؤخرا ، حيث انتقد الإعلام واتهمهم بتضليل الرأى العام، وذلك بعد فشل المكتب الإعلامى للوزارة فى محو ذاكرة «بطل حوادث قطارات السكة الحديد» من ذاكرة المصريين وكان آخرهم ضحايا قطار دهشور وخروج أكثر من قطار عن القضبان خلال الفترة الأخيرة.
ورغم أن المكتب الإعلامى للوزير "يعج" بالموظفين إلا أن مدير المكتب الذى تم تعيينه فى عهد الوزير الإخوانى حاتم عبداللطيف نظرا لميوله الإخوانيه ثبت فشله الذريع فى التعامل مع مندوبى الصحف ووسائل الإعلام المعنيه بتغطية أخبار الوزارة.
وأشارت المصادر إلى أن الشركة المسند إليها تجميل وجه الوزير أمام الرأى العام تخطط للتعاقد مع وسائل الإعلام المختلفة للنزول بحملة إعلامية ضخمة على نفقة الشركات الخاصة المتعاقدة بنظام «bot» مع الموانى المصرية خلال الأسبوع المقبل، لعرض إنجازات الدميرى خلال فترة توليه الوزارة منذ حكومة الدكتور حازم الببلاوى وحتى الآن.