.. اختلطت الصور أمامي صباح أمس وأنا أتابع ما حدث عبر الإنترنت في ميدان المهاجرين بأبوحمص.. وما حدث علي ظهر سفن أسطول الحرية المتجه لكسر الحصار علي مدينة غزة!! .. الصور المخضبة بدماء الضحايا هنا في أبوحمص، وهناك علي ظهر السفن الستة المكونة لأسطول الحرية، جعلتني أسأل نفسي هل هذه دماء حقاً أم ماء؟! ولماذا أصبحت الدماء رخيصة إلي هذا الحد.. وبات سفكها هيناً وبلا عقاب؟! .. الخبر الأول الذي رافق خبر العدوان الإسرائيلي علي السفن كان قرار الحكومتين التركية واليونانية باستدعاء سفير إسرائيل لديها لإبلاغه الاحتجاج الرسمي علي ما حدث، وحتي كتابة هذه السطور لم أسمع للسيد «أبوالغيط» حساً، أو صوتاً، ولم أر له ظلاً في المشهد!! .. ربما يكون الرجل منهمكاً في رحلة الرئيس الباريسية، وربما يكون «أبوالغيط» مازال يغطُ في نوم عميق، وبالقطع سيتمخض الجبل عن فأر هزيل، يشجب ويدين علي لسان الوزير الضعيف، أو أحد تابعيه!! .. المشهد الآخر في مدينة أبوحمص بمحافظة البحيرة في دلتا مصر، حيث خرج عدد من «المستوطنين» تأييداً لمرشحهم لانتخابات الشوري «محمد الزيات»، المسيرة التي صادفت حضور «أحمد عز» مواطن أصلي» للمدينة للدعاية لمرشح حزب « من أجلك أنت» حاولت كسر الحصار علي ميدان «المهاجرين»، إلا أن سلطات الأمن تلقت تعليمات بإطلاق الأعيرة المطاطية ورصاصات الرش في المليان، مما أوقع 30 مصاباً تم اصطيادهم بالرش الذي يُستخدم في صيد الطيور الحية «والمستوطنين» في مصر!! .. لا أعرف علي وجه التحديد اسم المسطول الذي أمر أن يتم اصطياد البشر برصاصات الرش التي تدعو جمعيات حقوق «الحيوان» لمنع استخدامها في صيد الكائنات الحية!! .. لا أعرف اسم المواطن الأصلي الذي أصدر توجيهات تتصادم مع العقل والقلب والقانون بتوجيه فوهات البنادق لأجساد وعيون «مستوطنين» هم في النهاية بشر من أبناء جنسه ووطنه حتي ولو كانوا ينتمون لجماعة يقولون عنها إنها محظورة!! .. أي قانون ذلك الذي يحول دون مرشح وحقه في الدعاية الانتخابية من خلال تسيير مسيرة تدعو لانتخابه «وصفتها أهرام أمس بأن معظمها كان من النساء»!! .. ألا تنص المادة 3 مكرر من القانون 18 لسنة 2007 الخاص بمباشرة الحقوق السياسية علي أن الدعاية الانتخابية تتضمن كل الأنشطة التي يقوم بها المرشح ومؤيدوه طالما كانت تستهدف إقناع الناخبين باختياره سواء كان ذلك عن طريق الاجتماعات المحدودة والعامة والحوارات والمسيرات وغيرها. .. ألا تنص المادة 7 من القانون 14 لسنة 1923 علي أنه من حق البوليس حضور الاجتماعات العامة والمظاهرات في الطرق العمومية لحفظ النظام؟! وهل من النظام في شيء تحويل مسيرة انتخابية سلمية إلي مجزرة يروح ضحيتها 30 مواطناً مصرياً فقد بعضهم بصره. .. الصور المنشورة علي شبكة المعلومات لأجساد تخثرتها عشرات من رصاصات الرش وعيون تم تصفيتها هي بمثابة فضيحة دولية تفضح زيف الادعاءات الخاصة بنزاهة الانتخابات في مصر، وزيف ادعاءات احترام حقوق الإنسان، وصدق النائب «الوطني» «نشأت القصاص» الذي كشف مسبقاً عن نيات النظام!! .. الذي يأمر بتوجيه فوهات البنادق إلي صدور وعيون أبناء وطنه مسطول ومجنون وخارج عن حدود القانون لابد أن يُعاقب علي جريمته ولا يمكن أن يصل الهزل أن يُترك هذا الجاني المجنون ويتم القبض علي «جميل ضيف» و«علي الديب» المحاميين المكلفين بالدفاع عن الضحايا!! .. مؤسف ومخجل أن يرفض عدد كبير من الضحايا والمصابين الذهاب إلي المستشفيات العامة خشية القبض عليهم وتحويلهم من مجني عليهم إلي جناة!! أليس مدهشاً أن يبلغ شعور الناس بالظلم لهذا الحد؟! ..إننا نسأل الله الرحمة لضحايا مجزرة أسطول الحرية، ونطالب مصر بموقف حقيقي لا يشعرنا بالخجل من مواقف دول أوروبية مثل إسبانيا واليونان والسويد وإيطاليا وتركيا وجميعها استدعي سفراء إسرائيل في بلاده. .. كما نسأل الله الشفاء والقصاص لحقوق إخواننا في مجزرة أبوحمص وفي مقدمتهم «نشأت الغرباوي» الذي يجري لحظة كتابة هذه السطور جراحة دقيقة بالعين في المستشفي الميري بالإسكندرية، وكذلك المصابين «محمد الشيخ» و«وليد زكي» و«منير يعيد» و«خطاب محمد» و«عادل صديق» و«محمد مبروك» و«أحمد عباس» و«محمد عبدالكريم» و«محمد الشهاوي» و«محمد شريف» و«عبدالعليم سعداوي» و«إبراهيم الشراكي» والدكتور «أحمد سعد بكر» والدكتور «سعد الطوخي».