شبح الاحتجاجات العمالية عاد من جديد ودون سابق إنذار أو مؤشرات تدل على وجود حالة سخط أو تذمر، وهو ما فسره محللون سياسيون بأن بعض تلك الاحتجاجات قد يكون بدافع سياسى، إلا أنهم أكدوا أن حالة العمال فى مصر ليست فى أحسن حال، مطالبين الحكومة بضرورة الاستجابة لمطالب العمال المشروعة فى ظل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدنى الأجور. المحلل السياسى الدكتور وحيد عبد المجيد قال ل«الدستور الأصلي» إن الحل تأخر جدا، وكان من المفترض عندما تشكلت الحكومة منذ 7 أشهر أن يتم وضع خطة للتعامل مع المشكلات المعروضة فى عدد من القطاعات، فجميعها كانت معروفة من قبل، فعلى سبيل المثال أزمة عمال عزل المحلة وقطاع الغزل والنسيج ليست جديدة ومعلومة منذ 10 سنوات، كما أن مشكلة الأطباء كانت منذ 5 سنوات وتصاعدت منذ عامين. موضحا أن المشكلات الاجتماعية كانت معروفة عندما تشكلت الحكومة وأضاف «الحكومة مقضياها اليوم بيومه ورئيس الوزراء بيفتح الدكان ويرش الماء حول الوزارة ومايعرفش مشكلات البلد وماينفعش يكمل فى منصبه»
عبد المجيد تابع، أن الوزير المختص قاعد يتسلى ولم يزُر شركة أو مصنعا منذ توليه ويمارس لعبة الطاولة ويتعامل باستهانة شديدة لم يعد هناك ثقة بهذه الحكومة، وأضاف أنه كان من الطبيعى مع الوقت وشعور الناس بانتهاء مشكلة الإخوان أن تتصاعد الأزمات فى ظل غياب الحكومة والسلطة وانشغال كامل بمواجهة الإخوان وكأن الدولة عبارة عن قسم بوليس مش قادرة إلا أنها تجرى وراء الحرامية.
أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجبهة الوطنية للتغيير، قال إن هناك أسبابا مؤكدة ودوافع واحتمالات لظاهرة الإضرابات التى تحدث بشكل مفاجئ فى هذه الأيام، موضحا أن الدوافع تتولد من وجود شعور واسع لدى الطبقات العاملة والفقيرة بأن الأوضاع الراهنة زادت معيشتهم صعوبة، ووعود حل المشكلات يتم تأجيلها، ولا يبدوا واضحا أن هناك خطوات عملية تساعد فى حل الأزمة لمواجهة أعباء الحياة المتصاعدة.
شعبان تابع قائلا «العدالة الاجتماعية التى كانت على رأس شعارات الثورة لم يتم تنفيذ أى خطوة فى هذا الاتجاه طوال السنوات الماضية وزادت البطالة وأربكت معيشة الملايين من الفقراء وهو ما يدفع باتجاه معاودة النزول إلى الشارع لإقناع المجتمع بضرورة العمل على حل مشكلتهم» وقال «يجب أن لا يُستبعَد أن تكون جماعة الإخوان المسلمين وراء إزكاء بعض هذه الإضرابات لإرباك المشهد القادم».
وفى ما يتعلق بالمستقبل قال المنسق العام للجبهة الوطنية للتغيير، هذه الاحتجاجات تلقى بعبء كبير على الرئيس القادم الذى سيواجَه بسلسلة من المطالب المتراكمة ولن ينتظر أصحابها كثيرا للحصول عليها، مؤكدا أن هذا تحدٍ كبير لأى رئيس قادم يحتم أن يصارح الشعب بالأوضاع الاقتصادية بدقة ويقدم برنامجا زمنيا لما سيحققه حتى لا تنفجر الأوضاع ويفاجأ بظروف اقتصادية.
ومن جانبها، قالت مارجريت عازر «أيا كانت الإضرابات فهى ليست بحجم 2010، لكن بالتأكيد الناس تعبت حيث مر علينا 3 سنوات صعبة، وللأسف توجد يد تحاول استغلال الظروف وافتعال الأزمات، لكن لا نتجاهل أن هناك زيادة عبء على الناس بالإضافة إلى بعض الشائعات والخطابات الحماسية وسط العمال المنهكين، لافتة إلى أنهم لديهم مطالب مشروعة والحكومة تتجه إلى المسكنات، وأشارت إلى أن عددا كبيرا من قطاعات الدولة متفهم الوضع الحالى وطبيعة المرحلة ويعلمون أن هناك حربا على إفشال خارطة المستقبل لأى رئيس جديد، لكن على الحكومة أن تتفهم مشكلات العمال والتذكير بأن الاقتصاد المصرى بعافية وأن من الثورة تحمّل جزء وهناك جزء واقع على الحكومة والمواطن.