رئيس الوزراء اعتذر إلى النائب العام عن «سقطة» وزير الآثار بحق النيابة الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء زار بشكل مفاجئ أمس النائب العام المستشار هشام بركات فى مكتبه بدار القضاء العالى، دون الإعلان عن أسباب دوافعها.
وتناول الطرفان، حسب مصادر فضلت عدم ذكر اسمها، خلال الاجتماع المغلق عددًا من الموضوعات الهامة الموجودة والمطروحة على الساحة الداخلية، خصوصًا القضايا المتعلقة بمصادرة أموال جماعة الإخوان الإرهابية، والتحفظ على أموال رموزها، وتحقيق العدالة الناجزة، إضافة إلى تقديم رئيس الحكومة اعتذارها إلى النائب العام فى ما يتعلق بتصريحات وزير الآثار المسيئة لرجال النيابة العامة، التى أدلى بها عقب تفجير المتحف الإسلامى نتيجة تأثره بتفجير مديرية أمن القاهرة، وكذلك مناقشة قضايا الطلاب المحبوسين حسب ما جاء فى خطاب الرئيس الأخير. وحضر رئيس مجلس الوزراء الساعة العاشرة و45 دقيقة إلى دار القضاء العالى وسط حراسة أمنية مشددة ودخلها من الباب الرئيسى المواجه لشارع 26 يوليو، ثم صعد إلى مكتب النائب العام العام، الذى استقبله بمكتبه فى حضور المستشار عادل السعيد رئيس المكتب الفنى وعدد من أعضاء المكتب ومستشارى رئيس الوزراء.
وغادر رئيس الوزراء بعد 30 دقيقة من اللقاء، الببلاوى قال إن زيارته مكتب النائب العام شخصية، موضحًا أنه قدم إليه التحية عن المجهود الرائع الذى تبذله النيابة العامة فى التحقيقات والقضايا الأخيرة.
وكشف مصدر مطلع أن السبب الحقيقى لزيارة رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوى إلى النائب العام هو الاعتذار عن الخطأ الذى ارتكبه الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار فى حق أعضاء النيابة العامة، عندما قال فى تصريحات صحفية إن أمن متحف الفن الإسلامى قام بتفتيش رجال النيابة فى أثناء دخولهم لمعاينة المتحف، وهو ما أثار غضب أعضاء النيابة العامة وقيادتها، وتقدموا بشكوى رسمية ضد الوزير للنائب العام وباشرت نيابة استئناف القاهرة التحقيق فيها.
وقررت نيابة الاستئناف فى وقت سابق صرف وزير الآثار من سراى النيابة، بعد التحقيق معه فى شأن قيامه بالإدلاء بحديث تليفزيونى تضمن «إساءة إلى رجال النيابة.، وكان النائب العام المستشار هشام بركات قد أمر بالتحقيق مع وزير الآثار فى ما جاء على لسانه من عبارات تشكل إهانة بحق أعضاء النيابة العامة، أسندت النيابة إلى وزير الآثار تهمة الإساءة إلى هيئة قضائية وإهانة أعضائها».
وقال وزير الآثار أمام المستشار صلاح دياب المحامى العام بنيابة استئناف القاهرة، إن ما ورد على لسانه بالمداخلة هو «زلة لسان منه»، وأنه أساء اختيار الكلمات، نظرًا إلى هول الموقف، وأنه يكن كل تقدير واحترام للسلطة القضائية، وأنه يأسف على هذا الخطأ غير المقصود.