الشيخ هشام النجار: الإسلاميون يعيشون «أسوأ مراحلهم» بعد نجاح الاستفتاء القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، والباحث فى شؤون الحركات الإسلامية الشيخ هشام النجار، أكد أن الشعب المصرى قد عزل الإخوان المسلمين بعد ثورة 30 يونيو، مشيرا إلى أن إعلان خارطة الطريق التى تحالف الإسلاميون على مقاطعتها وكان بدايتها الاستفتاء على الدستور، هى الخيار والمسار الذى أعلن وأجمع الشعب المصرى على قبوله واعتماده، فى الوقت الذى تصدى فيه المصريون للإسلاميين على اختلاف تياراتهم وتكويناتهم من الأحزاب والتيارات الإسلامية مثل الحرية والعدالة والبناء والتنمية والوسط وغيرها من الأحزاب المحسوبة على المرجعية الإسلامية، وأعلن الشعب المصرى عن الوقوف لهم واجتاز أول اختبار له بنجاح ساحق بالحشد والتصويت بنعم.
القيادى بالجماعة الإسلامية سابقا والباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، قال ل«الدستور الأصلي» إن الاخوان يعيشون «أسوأ» مراحلهم بسبب اعتناق مبدأ المفاصلة والاختيار بين نقيضين، فإما «نحن أو هم» مع الإصرار على عدم المضى فى المصالحة والشراكة، وهذا يؤدى حتما إلى النتيجة التى نراها اليوم من «عزلة سياسية» وثمار من جنس نفس المنهج الإقصائى الاستعلائى الذى انتهجوه، فقد طالبوا بشرعية مقابل شرعية أخرى، ودستور مقابل دستور، وبرلمان مقابل برلمان، ومسار مقابل مسار، فكانت النتيجة بهذه القسوة فى المفاصلة، ولو كان اختيارهم وسعيهم من البداية توافقيا لما تعرضوا لهزيمة سياسية ساحقة بهذا الحجم.
النجار أوضح أن أحجام المشاركة والأجواء التى صاحبتها وأسلوب التعاطف دوليا معها يمثل ضربة «مزلزلة» للإخوان، فهى تقضى على أخلاقية ومشروعية وجودهم فى الشارع، فى ظل مواصلة فاعلياتهم العنيفة والرافضة، فلم يعد هناك مبرر أخلاقى ولا سياسى لهذا الاختيار الأوحد الذى جمدوا عليه منذ البداية، وهو الرفض والمظاهرات والاعتصامات من أجل المطالبة بشرعية سابقة؛ لأن هناك مسارا جديدا تم إضفاء الشرعية عليه باستحقاق انتخابى «شفاف ونزيه وبمشاركة شعبية جيدة»، وتوقع النجار استمرار الإخوان فى مظاهراتهم بناء على التشكيك فى نزاهة وصدقية الاستفتاء وصولا لما يخططون له فى 25 يناير القادم، ومع فشلهم فى هذا اليوم، وهو المتوقع، فسيكون ذلك موعد انتهائهم سياسيا.
وعلق النجار على نتيجة الاستفتاء على الدستور بأنه «حدث تاريخى» و«نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة»، وبداية طريق ومسار سياسى مختلف سيتخلله إنشاء مؤسسات منتخبة كالرئاسة والبرلمان ليكتمل مشهد إضفاء المشروعية على هذا المسار الجديد وإجبار القوى الدولية والإقليمية على التعامل معه، قائلا إنه لم يكن فى صالح الإخوان وحلفائهم من البداية البناء على منهج المفاصلة التامة واعتماده كاختيار أوحد فى كل المراحل حتى اليوم.
القيادى السابق بالجماعة الإسلامية أكد أن الإخوان ليسوا وحدهم فى المشهد السياسى والنسيج المجتمعى وكان من الممكن إيجاد صيغة شراكة تحفظ ماء وجه الإسلاميين وتضمن وجودهم فى المشهد بصورة متوازنة ومنصفة، لافتا إلى أن اختيارات الإخوان أضرت بهم وبجميع الفصائل الإسلامية التى أصرت على هذا التحالف غير الواقعى الذى أوصل الجميع إلى هذه العزلة السياسية والمأزق السياسى الصعب.
كما أشار النجار إلى أن دور المرأة مهم جدا وكان حضورها ومشاركتها سببا فى خروج المشهد بهذه الصورة القوية أمام العالم، والملاحظ هنا مشاركة نسبة كبيرة من المنتقبات والمحجبات، وفى كثير من المواقف وردت أنباء عن رفضهن استخدام الحبر الأحمر عقب التصويت لخوفهن من أزواجهن أو أشقائهن، وهذا دليل وعى لدى هؤلاء على أن هذا الصراع «سياسى» وليس دينيا أو عقائديا، ودليل على الاستقلالية فى الرأى والرغبة لديهن فى امتلاك حرية التعبير عن رأيهن السياسى، وجميعهن مؤشرات وعلامات إيجابية للغاية.